لقد هرمنا

صباحكم خير – د ناهد قرناص

ما هو المطلوب منا كشعب لكي نفعله.. فتقتنع الجهات الرسمية والمسؤولة عننا.. إنو نحن ناس كبار ومؤهلين وممكن نفهم ونتفهم أي حدث أو مصيبة تحصل..! بالجد ما هو المطلوب فعلاً؟؟.. ونحن على استعداد لتنفيذه بحذافيره حتى يتم التعامل معنا كراشدين.. كاملي العقل!!.. حتى متي يتم التعامل معنا كأطفال؟.. يجب ألا يطلعوا على كل الحقائق.. ولولا بقية من تحفظ لقالوها لنا في وجوهنا.. (أمشوا ألعبوا بعيد).
ملابسات اختفاء الراحلة أديبة.. تابعها الشعب بأسره.. وحبسنا جميعا أنفاسنا عند إعلان المؤتمر الصحفي لفك (طلاسم اختفاء أديبة).. فتكلمت الشرطة طويلاً.. ولم تقل شيئاً.. وكدنا أن نقل لهم (تباً.. ثم تباً.. الهذا جمعتمونا؟؟)..
السيد مدير الشرطة سرد البديهيات التي تم عملها.. وقال إن الشرطة بعد أن عبست وبسرت وبصرت وفكرت.. طلع الجثمان للراحلة وانهم تأكدوا بتطابق الحمض النووي.. أها وبعدين؟؟..لا زال السؤال قائماً.. واحدة طلعت تجيب عيش.. لم تعد وتم العثور على جثمانها على بعد كيلومترات في النيل.. هل من تفسير لذلك؟؟
والمضحك المبكي مقولة.. .انه ليست هناك بلاغات (اختطاف).. وإنما هي بلاغات (اختفاء).. وشتان ما بين الإثنتين.. شفتوا كيف؟؟ الأول (بخطفوهو).. والتاني (بختفوهو).. فالمختطف لا يختفي.. والمختفي لا يختطف.. والمعنى في بطن الشاعر وعلى مواطنينا في الأقاليم مراعاة فروق الوقت والفهم.. والجميل قوله انهم تعاملوا مع الأمر بمهنية عالية.. وهذه المهنية تتجلى في العثور على جثة وإثبات انها للمختفية اديبة.. وتوتة توتة خلصت الحدوتة.. وكل جدادة على بيتها.. وبس خلاص..
أوليس لنا الحق في معرفة ما الذي حدث؟؟ ما هي تفاصيل الحادثة ؟؟ اليس من حق أهلها تملك الحقائق؟؟ .. عليكم الله قولوا لينا.. نعمل شنو عشان تخاطبونا كأناس عاقلين؟؟ كبشر يمتلكون من أدوات الفهم التي تمكنهم من تحليل الأحداث والخروج بنتائج؟؟.. ما هي المشكلة في ذلك؟؟..
رحلت أديبة الى مليك مقتدر.. .وربما ظلت تتساءل حتى أخر رمق.. ما الذي اخطأت فيه هي لكي تنال مصيراً مثل هذا؟؟ هل لأنها فكرت أن يأكل أطفالها خبزاً طازجاً فخرجت في منتصف النهار للإتيان به؟؟ هل لأنها كانت تظن أن الشارع السوداني آمن.. يمكن أن تسير فيه بنات الناس دون الخوف من تحرش أو اختطاف أو (اختفاء)!!!.. ربما دارت أسئلة كثيرة في ذهنها قبل أن يأخذ الله وديعته.. لكنها حتماً لم يخطر على بالها.. أن الأمور ستسير هكذا بعد رحيلها..ارقدي بسلام يا أديبة.. فلم تخطئي في شيء.. إلا ظنك الحسن بمن حولك.. ها نحن نشيعك الى مثواك الأخير ولا تزال في نفوسنا أشياء من (حتى).. ولا يزال أولئك في غيهم يعمهون.. يطلقون التصريحات واحداً تلو الآخر.. يجمعون الناس لكي يفسرون الماء بعد الجهد بالماء.. لا يفرق معهم شيء.. ارقدي بسلام فقد ذهبت الى من هو أرحم منا جميعاً.. نحسبك بأذن الله من الشهداء.. وعبر هذا المقال أسأل الله الصبر والسلوان وحسن العزاء لعائلتك المكلومة.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..