مقالات وآراء

وبدأت حرب الأستنزاف بين الجارتين …والمحرض( الذكي) يتفرج

د.فراج الشيخ الفزاري

وكما أراد ، وخطط لها، نجح ( المحرض الذكي) في اشعال نار الفتنة بين الجارتين الشقيقتين، أثيوبيا والسودان، لتبدأ حرب الاستنزاف علي الشريط الحدودي المتنازع عليه منذ فترة طويلة، ولكنه يلتهب الان بفعل ( التحريض) و( التحميش) الذي يحدث في التوقيت الخطأ الذي اختاره بعناية صاحب اامصلحة الحقيقية من هذا الخلاف..اذ المعروف أن حرب الاستنزاف هي حرب غير مكتملة القصد منها الانهاك لطرفي الصراع دون حسمها .
حرب الاستنزاف، سوف تضعف قوة الطرفين، وتجعل كل طرف مشغولا بامور الحرب ، أكثر من انشغاله بالتنمية ، فتتوقف بذلك عجلة الانتاج وتحسين أوضاع المعيشة في السودان ، بعد نجاح ثورته الشعبية، وكذلك الحال لاثيوبيا وتوقف كل مشارعها التنموية بما في ذلك مشاريع سد النهضة..ذلك ان ترك الحبل علي الغارب للدولتين، قد يؤدي الي التقارب ببنهما أكثر وأكثر بسبب المصالح المشتركة، وربما أدي الي التكامل في أشياء كثيرة ، أقلها تقارب المواقف السياسية في الشئون الأقليمية والدولية ، مما يخلق قوة منافسة تهدد مكانة دول أخري في القارة الأفريقية.
ما يجري علي الحدود السودانية الأثيوبية من مناوشات، ليس بالامر الجديد وتعرفه قبائل تلك المنطقة ..وأشهرها حرب( الجواسيس) و(دعم الجماعات المسلحة) في ثمانينات القرن الماضي ..حيث كانت أثيوبيا ( الشيوعية) بقيادة ( مانجستو ) تقوم بتسليح المتمردين السودانيين، بينما تقوم حكومة ( مايو) ، بقيادة ( جعفر نميري) بمساعدة القبائل الأثيوبية المتمردة ، خاصة في اقليم ( تيغراي).
وفي تسعينات القرن الماضي، قامت حكومة ( الانقاذ) ، بدعم الجماعات الاسلامية الأثيوبية المتشددة ، بينما دعمت أثيوبيا المعارضة السودانية
ثم جاءت المناوشات الأخيرة ، خلافا لكل التوقعات ، حيث كانت العلاقات السودانية الأثيوبية في أحسن حالاتها علي الاطلاق …ولعل ذلك ما أزعج وأقلق أطراف أخري تراقب وتهمها مسارات تلك العلاقات.
و من خطورة التطورات الحدودية الاخيرة ، أنها تأتي في الوقت الأمني الحرج للدواتين…فاثيوبيا تعاني من أضطرابات داخلية كثيرة تهدد وحدتها الوطنية؛ بينما لازالت اتفاقية السلام في (جوبا) الموقعة بين السودان والحركات المسلحة ، غير مكتملة في غياب حركتي: ( الحلو) و( عبدالواحد محمد نور)، وبالتالي يمكن لكل بلد أن يعود بسهولة الي النمط القديم في تبادل زعزعة الاستقرار كما تذهب بعض التوقعات السياسية.
غير أن الأكثر خطورة من كل التطورات المحتملة في هذه الخلافات الحدودية، أن تحدث غارة جوية ( مجهولة المصدر) بضرب وتدمير (خزان سد النهضة) ، ويصبح السودان هو المتهم الأول ، وصاحب المصلحة، باعتباره في حالة حرب مع أثيوبيا، ولن تنفعه كل المبررات التي تنفي قيامه بذلك؛ بينما يظل(المحرض الذكي) بعيدا كل البعد عن الاتهامات..وربما كان الدولة الاولي التي ( تدين) هذا العمل الارهابي الفظيع!!!
تري هل يدرك أهلنا ( الطيبين) في السودان خطورة هذا الوضع…وتصور كل تلك السيناريوهات المتوقعة..أم لا زلنا مخدرين بحلو الكلام ومعسوله الهجين؟

f.4u4f@ hotmail.com

‫6 تعليقات

  1. حتی رجل الشارع یعرف من هم الاعداء, ولکن ماذا سنفعل مع العملاء فی مجلس السیادة؟ هذا هو السٶال.

  2. معليش اعذرني يا حضرة الدكتور لكن انت الدكتوراة بتاعتك دي ادتا ليك ياتوا جامعة؟

    1. فعلاً يا بتاع التبش والعجور، أي واحد يكتب لن ويلقب نفسه بدكتور يجب أن يرفق مع أول مقال سيرته الذاتية لنعلم أين أين درس وتعلم وحصل على درجة الدكتوراة وفي ماذا إذا كان يريدنا أن نخاطبه بلقب دكتور – هذا طبعاً إذا كان منطقه ولغته ليست بمتوى اللقب!! خلاف ذلك فإننا ندعو من لا تقنعنا لغته ومنطقه بلقب ديكتور dicktor أو ضكتور ducktor ويفضل كتابتها بالأحرف العربية دائماً حت لا تساء ترجمتها!

  3. لما تخلصوا الثانوية سوف نشرح لكم المشوار الطويل بين الثانوية والجامعة والدبلومات العديدة بينهما ثم الماجستير ثم الدكتوراه..المسألة ما تبش وعجوز وسمكرة سيارات..وأذا لم تفهموا ما نكتبه لا تقربوا المقال واتركوه لكن هناك يوجد من يفهم ويقدر ومستحيل جدا أن تجد واحدا من حملة الماجستير او الدكتوراه ان يشكك في مؤهلات زميل له لأن بينهما لغة وتكنيك منهجي لا يعرفه الا اصحاب الدرجات الرفيعة…راسلوني علي الخاص وسوف ارسل لكل منكما فقط مقدمة رسالتي في الدكتوراه( قبل 15 سنة) ولو قدر واحد منكما بس فهم المقدمة او ملخص البحث فسوف أشهد له بالذكاء….

  4. مع سقوط بابا ترامب وزوال مظلته كان لابد من فتح جبهه حرب
    لم ننسي الانقاذ لمن جات قالت انها اتت لانقاذنا من المدنيه ودحر المتمردين ولا صوت يعلو علي صوت المعركه
    التاريخ يعيد نفسه… وبغباء
    يا بتاع التبش وKujj
    لماذا تركتم دحض ما اتي به الدكتور وهاجمتهم درجه الكاتب العلميه؟
    يا تري بكم بعتم الوطن واهلكم ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..