مقالات سياسية

تهريج وتضجيج حول هجليج …ـ

تهريج وتضجيج حول هجليج …ـ

د. ابومحـمد ابوامــنة
[email][email protected][/email]

دقي يا مزيكا, اقرعي يا طبول, انتفخي يا جضوم, ارقصي يا دقون, اهتزي يا افخاذ, ارتجفي يا شحوم, سيلي يادموع التماسيح, زيدي اشتعالا يا نار الحقد والكراهية, اعزفي يا مارشات, وعودي يا اناشيد دفاعنا الشعبي, فوري يا دنيا, سيري يا جموع..سيري .. الي الجهاد .. الي الجهاد يا مسلمين, فهجليج تم احتلالها.. هكذا تناولت العصابة في الخرطوم الاحداث الاخيرة!!.

احداث هجليج استغلتها الانقاذ استغلالا بشعا. جاءت الاحداث والانقاذ كانت تعاني من سكرات الموت, فانتشر الغلاء بشكل لم يسبق له مثيل, وانعدمت السيولة والعملة الصعبة, وواردات البترول, وتوالت المسيرات الشبابية التي تنادي باسقاط النظام وعمت الكثير من المدن, انتشر السخط الشعبي وعدم الرضي عن الاوضاع, وانعكس ذلك حتي داخل صفوف الحزب الحاكم, واعربت القوات المسلحة عن عدم رضائها في خوض حروب لا نهاية لها.
كان رد الانقاذ المزيد من الكبت والاذلال, المزيد من الاعتقالات, المزيد من الاغتيالات, المزيد من التعذيب وتكميم الافواه. هذه الممارسات ادت الي مزيد من العزلة للنظام الجائر.
بينما الانقاذ تحت هذه الظروف تتخوف من نهضة شعبية كاسحة, وبينما هي في كل امورها حائرة, جاءتها انباء تؤكد دخول جيش الجنوب لهجليج. فانشرح صدرها ووجدت ضالتها. فقررت استغلال الحدث لجلب تاييد شعبي لها تحت ستار توحيد الجبهة الداخلية, ولضرب القوي المعارضة لها وتخوينها وتخويفها.
شرع النظام فورا في تأجيج نيران الكراهية والفتنة بين جموع الشعب السوداني, اعلن التعبئة الاعلامية ولا زالت وسائل اعلامه الرسمية حتي اللحظة تبث السموم, وتهيج عواطف الجماهير وتنشر العنصرية البغيضة مما دفع بعض المتطرفين لحرق دور عبادة الاخوة المسيحيين.
توالت المظاهرات المنظمة وتسابق قادة الكيانات السياسية للتأييد, وتوهمت الانقاذ انها وجدت التأييد الشعبي الذي كانت تفتقده.
لكن خاب ظنها.
بيمنا النظام في قمة نشوته واوهامه غارق, وجه له اهل الشرق ضربات معلم. اولها كانت القنبلة التي فجرها والى القضارف كرم الله عباس حين وصف عصابة الخرطوم بالعنصرية والجهوية والقبلية وبالاستيلاء علي مستحقات ولايته المالية ومص دماء اهلها ورفض تمويل مليشات النظام وتسيير القوافل العسكرية ولوح بالتمرد وقال ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.
والضربة الثانية كانت الفوز الكاسح الذي حققه تجمع احزاب المعارضة في انتخابات اتحاد طلاب جامعة البحر الاحمر قبل يومين, فردت الانقاذ بقفل الجامعة وطرد الطلاب من الداخليات والرمي بالطالبات في قارعة الشارع وهن لا يمتلكن المال للسفر للاهل.
هل يجوز هذا يا اهل الدين؟ لماذا تسكتون؟ ولماذا لا نسمع صوتا للاساتذة الاجلاء؟ـ
هذه التعبئة, هذا الهيجان, هذا التاجيج, هذه الدغدغة, هذا الفوران, كل هذا هو سحاب صيف عن قريب تنقشع, وغدا يزول الضباب, غدا يتحسس شعبنا جراحه وآلامه, غدا يواجهه شعبنا النظام الجائر المنهار المتكبر.
نعم لكل هذا التهريج والضجيج حول هجليج نهاية وغدا يواصل شعبنا نضاله لاقتلاع النظام الجائر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..