
يقول الكاتب البريطاني روبـرت فـيـسـك في مقالة له بعنوان “هل نحن اعداء أنفسنا” !!.:
أتعلمون لماذا بيوتنا في غاية النَّظافة بينما شوارعنا على النقيض من ذلك .. السببُ أنَّ البعض يشعرون أنَّهم يملكون بيوتهم، لكنهم لا يشعرون أنَّهم يملكون أوطانهم ..
وهذا ما نراه واقعا اليما في شوارعنا .
فنحن نهتم كثيرا ببيوتنا ونهمل شوارعنا و(قدام) بيوتنا.
بل ونعتدي عليها ونضمها إلى ممتلكاتنا .
لذا أصبحت بلادنا في غاية الوساخه وقد امتلأت باكوام النفايات وبقايا الطوب الأحمر التي أمام البيوت والأسلاك الشائكة التي يقيمها المواطن ليسرق من الشارع العام .
وحقا فنحن نحارب بلادنا و نتلف الوطن انتقاما من حكوماتنا .
فما علاقة خلافنا لحكوماتنا بالشارع الذي نمشي فيه أنا وأنت؟
وما علاقة خلافنا لحكوماتنا بالجامعة أو المدرسة التي يتعلم فيها إبني وإبنكَ؟
وما علاقة خلافنا لحكوماتنا بالمستشفى التي تتعالج فيها زوجتي وزوجتكَ؟
وما علاقة خلافنا لحكوماتنا بالباص الذي نركب فيه جميعا؟
فالأشياء ليست مِلك مَن يوفرها وإنما هي مِلك مَن يستخدمها ..
فنحن حقا ننتقمُ من الوطن وليس من حكوماتنا.
وهذا أن دل على شيء إنما يدل على فقداننا لثقافة الملكية العامة.
فكم ساءني منظر شارع النيل ذات يوم وهو مغطى بالاوساخ.
وكم ساءني منظر بعض الحدائق العامة.
فالذي يحافظ على نظافة بيته هو نفسه الذي يوسِخ الشارع وكأن الشارع لا يعنيه ..
والذي يحافظ على جدران بيته بدون كتابات وشخابيط هو نفسه الذي يحفر إسمه على آثارات البلاد ويشوهها .
والأبُّ الذي يريد من إبنه أن يحافظ على النظام والنظافة في حياته هو نفسه الذي لا يوبخه حين يرمي منديلا من نافذة السيارة ..
والأُمُ التي لا ترضى أن تتأخر إبنتها عن محاضرة جامعيه هي نفسها التي تهربُ من العمل بحجة عندها الدورة الشهريه ..
خلاصة القول هو أن ندرك أن مشاكلنا مع الحكومات لا يحلها تخريب الوطن ..
فالرقي لا يُقاس بنظافة البيوت من الداخل وإنما بنظافة شوارعنا وطرقاتنا العامه وعدم الاعتداء عليها ..
في اليابان وبعد سبع حصص مدة الواحدة منها 50 دقيقة ترى جميع التلاميذ المتلهفين للعودة إلى منازلهم وهم ينصتون لمعلمهم خلال استعراضه لتفاصيل جدول حصص الغد.
بعد ذلك يوزع المعلم عليهم مهام التنظيف الخاصة بذلك اليوم قائلا “على الصف الأول والثاني تنظيف الصف الدراسي نفسه.
بينما سيتولى الصفان الثالث والرابع تنظيف الردهة والدرج.
فيما ينظف الصف الخامس المراحيض”.
وبكل روح وطنيه يقوم التلاميذ بأخذ المماسح والمكانس من خزانة أدوات التنظيف والتوجه بخفة نحو لتنظيف المدرسة و ليس هذا المشهد حكرا على مدرسة واحدة ؛ وإنما يحدث في كل المدارس بمختلف أنحاء اليابان.
ورغم اقتصاد اليابان الرهيب.
ومن اصلا ينسى ما فعله مشجعو الفريق الياباني لكرة القدم خلال مشاركة فريقهم في بطولتي كأس العالم الأخيرتين عاميْ 2014 و2018 في البرازيل وروسيا على الترتيب، عندما بقوا في المدرجات بعد انتهاء مباريات فريقهم، لتنظيف الأماكن التي كانوا يجلسون فيها.
وياريت تحصل لينا في مباريات الهلال والمريخ. أو تحصل في جامعة الخرطوم أو في النيلين أو في كل الجامعات والمدارس وحبذا لو بدأنا الأمر من الأساس.
وحقا فلقد صدق القائل حين قال :
الإنسان لا يحتاج إلى شارع نظيف ليكون محترماً، ولكن الشارع يحتاج إلى أُنسان محترم ووطني ليكون نظيفا.
للاسف الشديد دعونا ندعو هنا لفرض عقوبات صارمة على أولئك الذين يسيئون كثيرا للمساحات التي أمام منازلهم اومحلاتهم التجاريه برمي الأوساخ والمخلفات فيها والاعتداء على الشارع بضمه إلى ممتلكاته.
فأنت اخي المواطن مسؤول عن نظافة هذه المساحة وانت الحارس لها.
ومن فضلك ما تقول الحكومة هي المسؤوله.
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
محمد حسن شوربجي
أتعلمون لماذا بيوتنا في غاية النَّظافة بينما شوارعنا على النقيض من ذلك .. السببُ أنَّ البعض يشعرون أنَّهم يملكون بيوتهم، لكنهم لا يشعرون أنَّهم يملكون أوطانهم ..
وهذا ما نراه واقعا اليما في شوارعنا .
فنحن نهتم كثيرا ببيوتنا ونهمل شوارعنا و(قدام) بيوتنا.
بل ونعتدي عليها ونضمها إلى ممتلكاتنا .
لذا أصبحت بلادنا في غاية الوساخه وقد امتلأت باكوام النفايات وبقايا الطوب الأحمر التي أمام البيوت والأسلاك الشائكة التي يقيمها المواطن ليسرق من الشارع العام .
وحقا فنحن نحارب بلادنا و نتلف الوطن انتقاما من حكوماتنا .
فما علاقة خلافنا لحكوماتنا بالشارع الذي نمشي فيه أنا وأنت؟
وما علاقة خلافنا لحكوماتنا بالجامعة أو المدرسة التي يتعلم فيها إبني وإبنكَ؟
وما علاقة خلافنا لحكوماتنا بالمستشفى التي تتعالج فيها زوجتي وزوجتكَ؟
وما علاقة خلافنا لحكوماتنا بالباص الذي نركب فيه جميعا؟
فالأشياء ليست مِلك مَن يوفرها وإنما هي مِلك مَن يستخدمها ..
فنحن حقا ننتقمُ من الوطن وليس من حكوماتنا.
وهذا أن دل على شيء إنما يدل على فقداننا لثقافة الملكية العامة.
فكم ساءني منظر شارع النيل ذات يوم وهو مغطى بالاوساخ.
وكم ساءني منظر بعض الحدائق العامة.
فالذي يحافظ على نظافة بيته هو نفسه الذي يوسِخ الشارع وكأن الشارع لا يعنيه ..
والذي يحافظ على جدران بيته بدون كتابات وشخابيط هو نفسه الذي يحفر إسمه على آثارات البلاد ويشوهها .
والأبُّ الذي يريد من إبنه أن يحافظ على النظام والنظافة في حياته هو نفسه الذي لا يوبخه حين يرمي منديلا من نافذة السيارة ..
والأُمُ التي لا ترضى أن تتأخر إبنتها عن محاضرة جامعيه هي نفسها التي تهربُ من العمل بحجة عندها الدورة الشهريه ..
خلاصة القول هو أن ندرك أن مشاكلنا مع الحكومات لا يحلها تخريب الوطن ..
فالرقي لا يُقاس بنظافة البيوت من الداخل وإنما بنظافة شوارعنا وطرقاتنا العامه وعدم الاعتداء عليها ..
في اليابان وبعد سبع حصص مدة الواحدة منها 50 دقيقة ترى جميع التلاميذ المتلهفين للعودة إلى منازلهم وهم ينصتون لمعلمهم خلال استعراضه لتفاصيل جدول حصص الغد.
بعد ذلك يوزع المعلم عليهم مهام التنظيف الخاصة بذلك اليوم قائلا “على الصف الأول والثاني تنظيف الصف الدراسي نفسه.
بينما سيتولى الصفان الثالث والرابع تنظيف الردهة والدرج.
فيما ينظف الصف الخامس المراحيض”.
وبكل روح وطنيه يقوم التلاميذ بأخذ المماسح والمكانس من خزانة أدوات التنظيف والتوجه بخفة نحو لتنظيف المدرسة و ليس هذا المشهد حكرا على مدرسة واحدة ؛ وإنما يحدث في كل المدارس بمختلف أنحاء اليابان.
ورغم اقتصاد اليابان الرهيب.
ومن اصلا ينسى ما فعله مشجعو الفريق الياباني لكرة القدم خلال مشاركة فريقهم في بطولتي كأس العالم الأخيرتين عاميْ 2014 و2018 في البرازيل وروسيا على الترتيب، عندما بقوا في المدرجات بعد انتهاء مباريات فريقهم، لتنظيف الأماكن التي كانوا يجلسون فيها.
وياريت تحصل لينا في مباريات الهلال والمريخ. أو تحصل في جامعة الخرطوم أو في النيلين أو في كل الجامعات والمدارس وحبذا لو بدأنا الأمر من الأساس.
وحقا فلقد صدق القائل حين قال :
الإنسان لا يحتاج إلى شارع نظيف ليكون محترماً، ولكن الشارع يحتاج إلى أُنسان محترم ووطني ليكون نظيفا.
للاسف الشديد دعونا ندعو هنا لفرض عقوبات صارمة على أولئك الذين يسيئون كثيرا للمساحات التي أمام منازلهم اومحلاتهم التجاريه برمي الأوساخ والمخلفات فيها والاعتداء على الشارع بضمه إلى ممتلكاته.
فأنت اخي المواطن مسؤول عن نظافة هذه المساحة وانت الحارس لها.
ومن فضلك ما تقول الحكومة هي المسؤوله.
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
محمد حسن شوربجي