مقالات وآراء

الحلول السهلة التي تنهار كبنايات عبدالرحيم

احمد الفكي

اشتهر عبدالرحيم بالفساد ولقد انهارت بناية ضخمة كان مسؤولا عنها ولا اظن انها الوحيدة. وان كان عبدالرحيم سجينا في كوبر فذهنية عبدالرحيم الفاسدة سياسيا هي التي تحكمنا اليوم. لقد نادي الكثيرون من بنات وابناء بلادنا المنكوبة بالتركيز علي جذور النزاعات ومخاطبة اهلها والوصول اليهم ونزع الاسلحة وحماية من لا سلاح لهم. لكن من يستمع؟ لقد هرول مستشاروا حمدوك حتي قبل تشكيل حكومته وراء الحركات المسلحة. هرولوا خلفها من عاصمة اجنبية الي عاصمة اجنبية ومن فندق الي فندق حتي وقعوا ما يسمونه اتفاق سلام.
اين السلام يا هولاء؟
اهو سلام قادة الحركات المسلحة بلا سلاح في الفنادق واقتسام المناصب؟
ان الجهود والاموال التي لا نملكها وتتسولونها من الخارج للصرف علي قادة الحركات المسلحة بلا سلاح، بل وبلا وجود او كلمة علي ارض الواقع هي جزء من الهبل وسياسة السعي وراء المكاسب السهلة التي تزيد من مأساة شعبنا.
هذا ما يعيشه مواطن الجنينة اليوم من احداث دامية ولا اظنها ستكون الاخيرة.
الثورة التي يقودها الساسة و المستشارون من الوزن الخفيف الذين لا يعرفون ولا يعرفون انهم لا يعرفون، دون ان يفكروا ويقلبوا الامور ، ودون ان يستشيروا الاذكياء الحادبين علي مصلحة بلادنا واهلنا من بناته وأبناءه ستنتهي كسابقاتها الي ذكري نتغني بها ونكتفي بالاحتفاظ ببطولات ايامها الاولي.
كنت اتمني ان يفتح الله علي من يساومون علي المناصب ويجهزون انفسهم للمقاعد ان يفتح الله عليهم بكلمة حق  في كيف تدار امور بلادنا ، ولكن هيهات.
اتمني ان يراجع كل من يدعم هذا المسخ الذي يعمل علي تمكين العسكر كل يوم ان يراجع نفسه وان يسال نفسه اسئلة بسيطة جدا ويجيب عليها بكل امانة:
لماذا خرجت الملايين من بنات وابناء هذا الشعب لاسقاط الطاغية البشير؟
لماذا استشهد خيرة شبابنا ؟
الا تشعرون بالعار وانتم جزء من هذا المسخ؟
هل استشهد شبابنا لاستوزار فلان او علان واستبدال عجز نظام البشير وسريته بعجزكم وسريتكم؟
حتي الامن الذي كنتم تتحدثون عنه عندما تطول صفوف الرغيف والبنزين وتزداد معاناة اهلنا فقد اثبتت مواقع التعذيب التي يديرها من تجلسون معهم انه وهم لا يسنده الواقع.
افيقوا يا هولاء.
انا اخاطب من احسب ان لهم ضمير وان بوصلتهم تؤشر نحو الشعب ونحو الشارع وهم للاسف قلة.
لقد صار الحديث عن عجز وضعف حمدوك امرا مملا يعرفه الجميع. واصبح الحديث عن تهافت بعض قادة احزاب كان لها دورها المميز في الشارع امرا مملا يعرفه الجميع. نعلم ان هناك من بدؤا يجهرون بالنقد ولكن هذا لا يكفي. فبلادنا تنحدر من سييء الي أسوأ مع شروق شمس كل يوم. الانتظار سيعقد الامور وسيجعل حلها مكلفا جدا. كفانا وكفاكم انتظارا. اقول للحادبين ان ينحازوا للثورة قبل احزابهم وان يقفوا المواقف التي ترضي ضمائرهم لا احزابهم. الشارع لا زال مستعدا للدفاع عن ثورته ولم يعد يثق في حمدوك وهي حقيقة يعلمها الجميع الا من يستعدون للمناصب.

17/1/2021

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..