وجاءت ذكرى من كانوا إياه يرهبون!

فتحي الضَّو
سألني أحد القراء الكرام قائلاً: لماذا تكتُب عن الأستاذ محمود محمد طه باستمرار وأنت لست (جمهورياً)؟ عجبت من قوله وأجبته إن ذلك صحيح جزئياً، فقد دأبت على الكتابة عنه بين الفينة والأخرى منذ استشهاده، وليتني استطيع أن أكتب عنه كل يوم، لعل ذلك يفيه بعض حقه علينا. قال: وما حقه علينا؟ قلت له: إن نُخلِّد ذكراه كسوداني أولاً، لأنه علَّمنا ما لم نكن نعلم في حب الوطن، فقد استرخص روحه وافتداه. وكإنسان ثانياً، لأنه نذر نفسه للفكر الحر وأعمل العقل الذي ميَّز الله به بني آدم عن سائر خلقه، تأملاً وتفكراً وتدبراً. ثمَّ سار على الدرب الذي سلكه الحلاج والجعد بن درهم والإمام أحمد بن حنبل والسهروردي وابن المقفع وابن رشد ولسان الدين بن الخطيب وابن الفارض…. وكبطل ثالثاً، لأنه أعاد علينا سيرة أبطال الأساطير الإغريقية الذين جسدوا ملحمتي الموت والحياة. وقلت له هكذا فعل أرسطو وهو يتجرع السم أمام تلاميذه بيمينه، ويحتضن (الأورجانون) الذي حوى مؤلفاته بشماله. وقلت له هكذا فعل السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وهو يواجه مؤامرات يهوذا الإسخريوطي ويتخطى (أسبوع الآلام) بإرادة جبارة ليواجه الموت صَلباً. وقلت له بل هكذا كان النبي الكريم محمد (ص) وهو يعاني عذاب أهل مكة، وعلى رأسهم عمه عبد العزى بن عبد المطلب (أبو لهب) وهم يكيدون له كيداً!
(2)
ثمَّ قلت له أيضاً: إنه على رغم الذي قرأته واستكثرته، فنحن ما نزال نشعر أن مثقفي أهل السودان لم يوفوه حقه بقدر ما أثرى الفكر الإنساني. ذلك لأن بعض حقه علينا أن يتبارى الفنانون والروائيون والتشكيليون والنحاتون والشعراء والكُتَّاب – كل ما وسعته موهبته – في توثيق حياة المعلم الأكبر بذات الزخم الذي اكتنفها، والتفرد الذي زانها والبهاء الذي لازمها (أثناء المحاكمة البائسة سأل القاضي المهلاوي الأستاذ محمود محمد طه عن مهنته فقال له معلم، وأرسطو كان يُكنى بالمعلم الأول، وكلاهما بها قَمِين) بل نحن نطمح أن نزيد من درجة وفائنا لشهيد الإنسانية في زمان غير هذا بدعوة المخلصين والأوفياء من سدنة الفكر والثقافة ليتنادوا بتضمين سيرته مقررات الطلب للأجيال اللاحقة، لعلهم يقفون على قيم البسالة وكيفية الثبات على المبدأ، وليتهم يستلهمون منها دروساً تعينهم على تنطع الجهلاء وترهات الرجرجة وتخرصات الدهماء من تجار الدين وسماسرة الوطن!
(3)
إن إحياء ذكرى المعلم الأكبر سنوياً واجب علينا، ولكنني والحق أقول إن المرء ليكاد يتوارى خجلاً فليس الشهيد ممن يذكرون لماماً. فيقيني أن ردهات التاريخ ستظل تردد صدى رحلة ثابر فيها الأستاذ على مدى أربعة عقود زمنية وهو يرفد الفكر الإنساني بآرائه وأفكاره وتعاليمه حتى آخر لحظات حياته عندما كان حبيس جدران سجن كوبر. سوف يتحدث الناس إلى يوم يُبعثون عن تلك الكلمات الصاخبة التي صدرت عنه في المحاكمة الجائرة، وهو يسلك أعلى مراقي الشجاعة، ويصدع بها في وجه السلطان الجائر. ولعمري ما يزال الناس حيارى وما هم بحيارى في تفسير تلك الابتسامة الوضيئة التي فتر بها ثغر المعلم الأكبر، عندما اعتلى منصة الإعدام وهو على شفا شبر من الموت، فأرهبت جلاديه وزادتهم ضعفاً على ضعف وهلعاً على هلع!
(4)
قلت للسائل لقد ظننت وهماً بأن الأستاذ حكر على الجمهوريين، وهذا لعمرى ظن آثم. صحيح أن الأستاذ هو فيلسوف الفكرة الجمهورية وحامل لوائها، وقد تمسك بمبادئه حتى دفع حياته ثمناً لها. ولأن الفكرة نفسها فكرة كونية أي ليست متعلقة بقضية دنيوية في رقعة جغرافية محددة، فمن الخطل أن نقول إنها مختصة بتلاميذه وحدهم (إناثاً وذكوراً) أو أنها تعنيهم دون غيرهم، ومن البله الأكبر الظن أن كل من يتناول سيرته يعدُّ متطفلاً. فتلك محض ترهات تشبه تماماً ترهات (الإخوان المسلمين) وتربصهم به في حياته إلى أن اقتادوه لحبل المشنقة، ظناً منهم أنهم سيطفئوا فكره وسيطووا سيرته. ولكن أنظر – يا رعاك الله – أكثر من ثلاثة عقود زمنية والناس يكتبون عنه، فلا جفت الأقلام ولا رفعت الصحف، تماماً مثلما كان الشهيد نفسه يطرح فكره على مدى أربعة عقود زمنية، فلا نضب المعين ولا أرهق الحادي طول السفر!
(5)
قلت له إن شئت فقل إنني أكتب عنه لأن له دين عليَّ. فأنا ألجأ إليه عند الملمات، عندما تتكالب عليَّ الهموم وتهاجمني جيوش التيئسيين والمُخذلين وتصبح قواى قاب قوسين أو أدنى من الخور، أهرع إليه لسماع تلك الخطبة العصماء التي نطق بها في محكمة التفتيش، متوسلاً فيها بعض زاد يُعين على المسير (إن هذه القوانين وضعت واستغلت لإرهاب الشعب، وسوقه إلى الاستكانة عن طريق إذلاله) ثم يوجه سهامه مباشرة نحو الجلاد الجالس أمامه (إن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها غير مؤهلين فنياً، وضعفوا أخلاقياً من أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية، تستعملهم لإضاعة الحقوق، وإذلال الشعب، وتشويه الإسلام، وإهانة الفكر والمفكرين، وإذلال المعارضين السياسيين) ثم يختم بكبرياء وإصرار فريد (من أجل ذلك فأنا غير مستعد للتعاون مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب وإهانة الفكر الحر) فتأمل – يا هداك الله – كيف يمكن للكلمة أن تُصبح رصاصة، إنني على يقين بأن المهلاوي قاضي محكمة التفتيش تلك، كان يرتعد وهو جالس على كرسيه!
(6)
قلت له: ليست الشجاعة وحدها ما يمكن أن يستمدها طالبها من سيرة المعلم الأكبر، ولكن أنظر لحياة البساطة التي عاشها واتساقها مع أفكاره. لم تشغله الدنيا بكل ما فيها من ملذات برع جلادوه في التمتع بها بلا وازع أخلاقي عندما دالت لهم السلطة. لم يكن من الذين يتخيرون من الطعام أطيبه، ولا من الذين يرتدون من الملابس أزهاها، ولا من الذين يمتطون ظهور الفارهات من السيارات، ولا من الذين يبتنون القصور طابقاً عن طبق. كان يعيش حياة زاهدة تتماهى مع سلوكه وما يدعو له. وكان يعيش بين الناس ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم، يعاود المرضى ويزور ذوي الحاجات في بيوتهم، حتى لا ينزع الحياء من وجوههم، وهم يسألون الناس إلحافاً أعطوهم أو منعوهم!
(7)
ليس دَيَنه على رقبتي وحدي أيها السائل، فللأستاذ الشهيد دَيَن على أهل السودان ينبغي أن يستذكروه وهم يعيشون سنوات المحنة التي تطاولت. فقد كان يُحذرنا من اللاهوتيين الجدد كأنه يعلم الغيب. قال لنا إن اللئام سيتداعون إلى موائدنا كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها. قال لنا إنهم سيهبطون علينا بليل كما يهبط الجراد على أرض فيحيلها صعيداً جرزاً. قال لنا إنهم سوف يعوثون في السلطة فساداً ويختالون بين الناس استبداداً. قال لنا إننا سوف نذوق منهم الأمرين، ضنكاً في العيش وإهانة الكرامة السودانية. قال لنا إنهم سيفصلون الجنوب بعد أن جعلوا أعزة أهله أذلة، كمواطنين من الدرجة الثانية بفضل شريعتهم الشوهاء. قال لنا إن ديدنهم ازدراء الفكر وإذلال المفكرين. قال لنا إن ما أسموه المشروع الحضاري هو محض دجل، وما الدين الذي يدَّعون سوى آيات شيطانية من صنع أبالستهم!
قلت لنا الكثير المثير العجب، يا أيها المعلم الأكبر، ولكننا أضعناك ولم ندخرك ليوم كريهة وسداد ثغر. لم نحسن الإصغاء لك لأن بآذننا وقر عصرئذٍ، فلم نستبن النصح إلا ضحى الغد!
لكن سنكتب عنك ليس من باب الوفاء وحده، ولكن لأن الكتابة عنك توجعهم وترهقهم قتراً… فهم إياك يرهبون حياً وميتاً!
آخر الكلام: لابد من الديمقراطية والمحاسبة وإن طال السفر!
ملحوظة: هذا المقال نعيد نشره في الذكرى السادسة والثلاثين التي تصادف اليوم 18/1/2021م وكان أصلاً قد نُشر في الذكرى الثانية والثلاثين العام 2017م والعُصبة جاثمة على صدورنا!
[email protected]
عن صحيفة الديمقراطي
وجاءت ذكرى من كان إياه يرهبون!؟؟؟؟؟
مش معقول يا فنحي الضو العنوات دا غلط، إنك تتكلم عن أناسٍ يرهبون أحداً، أو عن أحدٍ يرهبه أناسٌ أي جمعٌ من الناس، فالصحيح أن يكون عنوان مقالتك:
وجاءت ذكرى من (كانوا) إياه يرهبون!
أي ذكرى الشخص الذي كانوا هم يرهبونه
الرحمة والمغفرة لشهيد الفكر الاستاذ محمود محمد طه
ظناً منهم أنهم سيطفئوا فكره وسيطووا سيرته.
ظناً منهم أنهم سيطفئون فكره وسيطوون سيرته.
رحمة الله تعالى عليه و لعنته على تجار الدين الملاعين لعنة الله عليهم و الناس أجمعين
قال اجتهاد بشر قال
“ظناً منهم أنهم سيطفئوا فكره وسيطووا سيرته”
ظناً منهم أنهم سيطفئون فكره وسيطوون سيرته
رد على مقال فتحي الضو, وجاءت ذكرى من كان (وا) إياه يرهبون
https://www.alrakoba.net/31514302
الأخ الفاضل فتحي الضو,
كل عام وأنتم بخير. مأخذي علي مقالك هي المرجعيات الفكرية: فقلت إن الفقيد محمود محمد طه سار على الدرب الذي سلكه الحلاج .. وابن الفارض, ضمن من ذكرت. وقلت كذلك بإن من حق محمود علينا أن نخلده:
كبطل ثالثاً، لأنه أعاد علينا سيرة أبطال الأساطير الإغريقية الذين جسدوا ملحمتي الموت والحياة. وقلت له كذلك فعل أرسطو وهو يتجرع السم أمام تلاميذه بيمينه.
أنهِ الإقتباس. بالنسبة للمرجعيات الصوفية, فسواء الحلاج أم ابن الفارض فأصلها, ولا فخر من بلدك يا أستاذ فتحي! جذر مفردة الصوفية, ليس من اليونانية ولا أي لغة أوربية أخرى. وليس من العربية بالطبع كفرضية استغربها وأنكرها ابن خلدون على الذين نصبوا التصوف مثلا إلى الصوف. إقرأ امنحوتب وزر معبد أسوان وتعرف على إرثنا المضاع وحضارتنا العظيمة. لأن ما يسمى بالحضارة المصرية القديمة, ليست سوى حضارة أجدادنا في السودان التي توزع دمها بين القبائل. هذا الكلام طبعا سيثير حفيظة المصريين (شابكننا سبعت آلاف سنة حضارة! وأقدادنا الفراعنة والذي منو), وهؤلاء لا أهتم لهم كثيرا. أختصر فأقول, المرجعيات الصوفية عندنا في السودان, دائما إلى الحلاج وابن عربي وإخوان الصفا و (مولانا) جلال الدين الرومي. لا يمثل هذا في رأيي سوى حلقة من حلقات الإستلاب الفكري والدونية الثقافية لأمم أخرى لا تكن لنا مثقال ذرة من احترام.
بالنسبة للسيد أرسطو ومرجعيات أثينا, فحسبي أن أحيلك إلى مرجع التركة المسروقة للعلامة جورج جايمس. أثينا (وهذا الأرسطو) لم تكن سوى ماسورة كبيرة. هؤلاء الذين سرقوا إرثنا: الفلسفة والرياضيات والمنطق. أرسطو وسقراط وأفلاطون وفياغورث, التلميذ الفاشل الذي درس هو وإخوته من (الفلاسفة) عندنا سنين مما تعدون وكانوا بيقعدوا عشان جدودنا زمان (وصونا على الوطن) يدوهم ليها بالملعقة ويقولوا ليهم, أنتم أيها الأغاريق مجرد أطفال. هل تعلم أن نظرية مربع الوتر التي درسناها ولا تزال تدرس في المقرر السوداني بإسم نظرية فيثاغورث, عرفت قبل أكثر من ألف عام من ميلاد هذا الدعيّ؟! كما أثبت عالم مصريات نمساوي؟
هذا الإنبهار بالآخر غير السوداني, قد يفسر التنمر على الآخر السوداني, قد يفسر سوء الفهم والتشظي والفشل النخبوي المستمر لأجيال! عندما ترجم العرب عن الأغاريق فلا أظنهم علموا أنهم كانوا يترجمون تراثا مسروقا من أمبراطورية كانت أصل الحضارات وعرفت الحساب والكيمياء والتشريح والفلك والفلسفة ومعمار الأهرام, أكثر المباني كمالا ودقة من وجهة نظر هندسية.
وبالنسبة للإستلاب الفكري, فهو لا يقتصر على الماضي, أي مرجعيات صوفية لابن عربي وفلسفية لأرسطو أو جلال الدين الرومي, بل يتعداه إلى الإستلاب المعاصر. فالكتاب السودانيون مرجعياتهم المعاصرة وإحالاتهم الثقافية معظمها إنجليزية. حيث يوصون القارئ بأعمال (المفكرين) البريطانيين .. توصية تحوي صراحة أو ضمنا إنبهارا بالمفتش البريطاني والإداري البريطاني والفيلسوف البريطاني. حتى محمود محمد طه نفسه الذي عانى من الإنجليز الأمرّين, تجده في كتبه يذكر برترند رسل كمفكر ومثقف رصين. ولا عجب فالمغرمون ببرترند رسل, وإيتش دجي ويلز ليسوا بأكثر من المتيمين بالإشتراكية الفابية (المرحوم الطيب صالح مثلا, ومن بعده المرحوم محمد خير البدوي, ومن بعدهما أحد الإخوة الشقليني الذي كان بيني وبينه مساجلات هنا بعد مقال له على موقع الراكوبة الأثير إنتهت ستة صفر لصالح أحدنا ولن أحدد من كان. إبتسامة), أو تُيِّموا بها ولا زالوا يذكرونها ليس فقط بالخير ولكن بومضة عاشوا على إشراقها .. على ألق ماضيها وشجون ذكرياتها.
هل نشتط بالقول إن اقترحنا أن الكثير مما يعده سواد أعظم من قبائل المثقفين فكرا بريطانيا رصينا أجدر بالمراجع والحادب على الدقة في التقسيم التاريخي للفكر أن يصفه بـ مبيدات ثقافية, بل إجراما بحق الشعوب.
الإشكال في فاجعة المثقف السوداني ليس أن النخب حين تكتب عن الفشل, تعني فقط فشل الآخرين ولا تعترف بفشلها. لأن الكثيرين منهم يعترف ويقر ويبصم بالعشرة بفشله ويعض اصابعه ندما. وهم بالطبع يستحقون الإشادة في الإعتراف بالخطأ.
لكن الإشكال في فشل التعرف على التبعية الفكرية لماما بريطانيا وترسانات هيمنتها كركيزة أيديولوجية للفشل السوداني. الأستاذ فتحي الضو (والمقامات هنا محفوظة) يذيّل مقاله بموشِّحة “لا بد من الديمقراطية وإن طال السفر”. يقيني أنه يستحضر البرلمانية البريطانية حين يجلس ليكتب حكمته تلك. ليت الرجل يدري أن النظام البرلماني البريطاني ليس فقط من أكبر, بل هو أكبر الأنظمة القمعية على وجه الكرة الأرضية! وهذا القمع جرى للرجال البيض من أهل إنجلترا, إيرلندا, اسكوتلندا وويلز, بالتوازي مع القمع الموجه ضد الرجال السود من أمم أخرى. والمحزن المبكي, أن الذين حرموا أهل الجزر البريطانية من الديمقراطية (بقتل وتشريد وبيع الرجال البيض عبيدا في المستعمرات), أفتـَوْا من بعد ذلك باستبعاد الرجال غير البيض من “السلطة المنتخبة” (التي لاااااا تعني السلطة الديمقراطية) على أساس جغرافي لا يمت للعلمية بأي صلة. أي أن المناخ الذي تولد فيه يحدد شروط استحقاقك للسلطة المنتخبة: إن كنت أوربيا متحضرا جديرا بالبرلمانية؛ أو كائنا استوائيا مغضوبا عليه لا يرقى لذلك الشرف, ولااا يمكن له حيازة تلك السلطة المنتخبة بأي آلية سياسية!
لأن هذا االمنطق يفتي بوجود أجناس سامية وأجناس وضيعة (ديل إحنا طبعا), و إن تبلور تلك الفروقات العرقية يجعلها على النقيض من الأساس الأخلاقي للمساواة الإجتماعية!! يعني ديمقراطيتهم (أو فلنكن دقيقين, تفاديا للخلط ونقول برلمانيتهم أو نوع سلطتهم المنتخبة) نلقاها في المشمش يا أستاذ فتحي. هذه المنطقة الظلامية الأنقلوساكسونية التي تمارس الشعوذة باسم العلم, والتمييز باسم المنطق كان لا بد من فضحها لجمهور ونخب تحمل أسفار التاريخ دون القدرة على فرزها. والفضل في (كشف المحجوب) بعد الله سبحانه وتعالي يعود لأحد الباحثين في سفر (تخريبي) يفضح الرواية الرسمية للتاريخ عن المجد الذي أعطي للسلطة المنتخبة والبرلمانية البريطانية تحديدا. راجع كتاب “الديمقراطية والتحير”, لمازن* سخاروف.
وعذرا إن أطلنا.
* كتاب الديمقراطية والتحيز يمكن تننزيله مجانا في رابط أسفل الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=iVGbq_DS6yQ
عندما كنا طلابا في المدرسة المتوسطة كنا بعد انتهاء اليوم الدراسي كنا نري اشخاصا يحملون كتب ويتجمع الناس حولهم ب الزات بجوار مستشفي ام درمان والمحطة الوسطي وهو يشرحون ويتكلمون عن الدين الاسلامي كان حديثهم سلسا ومفهوم للعامة ويتميزون بادب جم ورقي رويدا رويدا عرفنا انهم الجمهوريين اتباع المفكر الشهيد وذات يوم طلبنا منهم اين عنوان الاستاذ محمود محمد فقالو انة في الثورة وانة يقيم ندوات في بيتة يؤمة الكثيرين من غير اتباعة وذهبنا لة فوجدنا جمع غفير من الناس يجلسون علي حصر ويستمعون الية كان بيتا متواضعا وكان هو يرتدي ملابس عراقي وسروال طويل وجالسا علي الارض وهو يشرح للناس فكرة ورؤيتة وكان يقدم للحضور تمر لم اكن من اتباعة لكن تاثرت بفكرة وتواضعة وادبة الجم 00 اللة لابارك في من شارك في جريمة اغتيالة ومحاكمتة ظلما وبهتاننا اللة لابارك في الكيزان والسلفيين الزين ادعو كزبا بما ليسة من فكرة00 لة الرحمة والمقفرة اعدموة لكن فكرة باقي يمشي بين الناس
وقلت له هكذا فعل السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وهو يواجه مؤامرات يهوذا الإسخريوطي ويتخطى (أسبوع الآلام) بإرادة جبارة ليواجه الموت صَلباً.
للعلم والتصحيح (المسيح عيسى بن مريم كما قال المولى عز وجل: وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبه لهم. صدق الله العظيم)