
نكرر ما قلناه قبلاً بذات الحروف ولنفس السبب، فما أشبه الليلة بالبارحة.
يتم إغراق المنصات الإسفيرية بمساهمات هايفة مؤذية للذوق والحس السليم ، لذلك عزفت عن المتابعة والتفاعل.. الكتابة في هكذا اوضاع فعل شاق ومؤلم ، وقلة قليلة هي من تحتفي بالمساهمات الجادة والرصينة في موجات الهتاف والمزايدة والتطاحن الأجوف.
شدّني للكتابة مقالات متداولة ومنقولة، تحدث فيها كتابها بوضوح وصراحة لا تقبل التأويل عن واقع الصراع المستتر بين القبائل في دارفور، وبغض النظر عن حقيقة أو عدم حقيقة ما كُتب؛ فإن مثل هذه الكتابات وتداولها من قبل المثقفين من أبناء دارفور في تقديري مخيب للآمال. أننا نحتاج في هذه المرحلة لكاتب نابه ذو قلم شجاع وحصيف يحاول تقديم مقاربة لحل المشكل الدارفوري بالتطرق لقضية التأزم الإجتماعي .
تلزمنا مناقشات جادة وشجاعة للقضايا المسكوت عنها وهي تمثل روافع الصراع في دارفور .. مثل هذه المثاقفات المنتجة من شأنها أن ترفع حس الوعي بقضايانا توطئة للحل الشامل ، وكذلك تكسب الاجيال القادمة مناعة أخلاقية إزاء مآسي الماضي.
ما نشاهده اليوم من بيانات وبيانات مضادة من مكونات دارفور لهي الفتنة بأم عينه، وإنها الفتنة الشاملة التي لا تبقي ولا تذر، يبدو أن هناك الكثير من الجمر تحت الرماد،وبوعي أو من غير وعي منا جميعا سوف نحترق، لم تكن مثل هذه الصيحات تعلو في الماضي ولم يكن الإنقسام واضحا بهذا الشكل الذي يروج له اليوم ، فهل حقيقة نستطيع التمييز بين مكونات دارفور على أسس عرقية على النحو الذي يجري الترويج له اليوم؟ من هم العرب ومن هم الزرقة؟ وعلى أي أساس يتم التصنيف؟.
دعوتي للمثقفين من أبناء دارفور عامة: لا تقعوا في الفخ، وأنا هنا لا أتحدث عن نظرية المؤامرة وإنما عن حقائق الأشياء ومآلاتها. إن ما يجري الآن من استقطاب ( عنصري) في دارفور نتائجها كارثية ليس علينا فحسب وإنما أيضا على الأجيال القادمة.
نعم مع الحقوق والعدالة ولكن بالشكل الذي يحقق لنا الأمن والسلام ويجنبنا شر التشرزم والإنقسام.
ما يجري هناك إذا لم تتخذ الحكومة مدخلا صحيحا للحل فإنها لا تقف عند حدود دارفور مما يجعل بقاء الدولة السودانية في المحك.
دعوتي للحكومة: لا تستهينوا بالأمر، فمعظم النار من مستصغر الشرر.