القلم ما بيزيل بلم (2/3)

تقول الباحثة فى علوم تأثير التمييز السلبي و التهميش والعنصرية واستخدام الاساليب المهينة واللاانسانية مع اخر بسبب لونه او بسبب انتمائه الفكري او الديني الاستاذة جين اليوت، تقول حسب حصيلة تجاربها التي اجرتها من خلال دراسات تخضع فيها مجموعة متطوعين للتمييز العنصري السلبي بسبب عامل من عوامل هويتهم واخرون للاستعلاء العنصري السلبي بسبب عامل من عوامل هويتهم ايضا – بان المجموعة الاولي المهمشة تبدأ في المقاومة ولكن سرعان ما تفقد صموده وتنكسر وتخضع للأذلال -بينما تتبني المجموعة المستخارة الشعور بالاستحقاف في ممارسة الذل علي الاخر والاستعلاء العنصري والفكري والثقافي، بل تبرر له وتهاجم بعنف كل من يقف ضد ذلك.

ليس ذلك وحسب بل وتحاول المجموعة المستخارة اقناع المجموعة التي تخضعها للذل باستحقاقها للذل بكل السبل والطرق حتي تقتنع بانها معيبة او نتنة وتستحق الاهانة والاذلال والمعاملة الدونية، والعكس صحيح فالمجموعة المختارة والتي تحتل مركز القوة تمدح ذاتها وخصائصها النبيلة حتي تقنع نفسها بان من واجبها الاستعلاء علي الاخر.

في السودان لا تمارس مجموعات العنصرية النتنة علي اخري وحسب بل ولو اشتكي من يهان من فرط الاهانة يتم اتهامه بالحقد والحسد والجحود!

إن بحوث ودراسات جين أليوت في آثار التمييز السلبي جديرة بالمطالعة خصوصاً وسط مجموعات تمارس الاستعلاء الثقافي وتنكر ذلك وتمارس التمييز العنصري والفكري والديني وتنكر ذلك. بل تظن وتؤكد انها تنير درب من تهينهم بوقاحتها.

المعالم الأساسية للتمييز السلبي هي مجموعة الاسقاطات المسبقة المبنية فقط علي هوية الاخر وليس على ما يقول او يفعل وهوة عدم الثقة بانسانية ومقدرة الآخر علي التفكير والعمل والابداع والاستعلاء الفكري والثقافي والعملي عليه.

تصنيف غيرهم بكل ما هو غير لائق وغير مقبول فقط بسبب الاختلاف العرقي او النوعي او الثقافي او الجغرافي او الاقتصادي او غيره من اسباب التباين والاختلاف.

هنا أيضاً تتبلور عقلية تجريم الضحية، فالمرأة التي يتم اغتصابها في بيوت الاشباح او معسكرات النازحين او في عقر دارها من قبل احد اقربائها المعتديين فهي دون شك الملام والسبب الرئيسي وراء حادثة اغتصابها والامرء اذا تمت اهانتة بسبب لونة او وضعة الاقتصادي من قبل احد العنصريين فهو دون شك الملام ومن تسبب في جذب الاهانة لنفسه، بل في اغلب الاحيان يبرر المعتد اهانتة البليغة لانسانية الاخر بانه يوضح له مكانته .

فان أسلوب التعامل باهانة ووقاحة ودونية مع الآخر في السودان يوجه ضد كل من:-
? المرأة
? الطفل
? الاغلبية الفقيرة
? مواطن الريف
? الاغلبية الأفريقية
? الاغلبية الأمية
? منسوبي الاحزاب التي تُلقب بالتقليدية من انصار وختمية
? اصحاب الإعاقة البدنية والإعاقة العقلية.
? الاقليات الدينية الغير مسلمة .

تتعرض قطاعات واسعه من الشعب السوداني لاهانات وشتائم واساءات متعمدة ومستمرة ومهينه وتصنيفات قاصرة وقاهرة من قبل عقليات نخبوية ومستعلية ومنتقاه، اعطت نفسها حق وضع غيرهم في المكان الذي “يستحقونه!” حسب تقدير تلك المجموعة.
يتم ذلك اما بالاهانة او بالترويع او التهديد او اللبلطجة او الارهاب الفكري او الفعلي او بتحديد الوظائف والادوار والواجبات والمسئوليات او الارهاب الفكري او الفعلي او البلطجة او بالتهميش او غيرها من وسائل الأساءة للآخر.
ظاهرة تردد المقولة “انت ما عارف بتتكلم مع منو” المتفشية حالياً أحد أهم مؤشرات تفشي الاستبداد والاستعلاء في المجتمع السوداني.

احد ملامح الاستعلاء والتمييز العنصري ما حدث في الثامن من يوليو 2005، خرجت جموع هادرة من ابناء جنوب السودان، لاستقبال القائد العائد للخرطوم باتفاقية السلام الشامل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق ديمبيور طيب الله ثراه، في ذلك اليوم الذي كان يوم عطلة الجمعة خلت الشوارع من روادها المعتادين من باعة ومتسوقين ومصليين وامتلأت بالشائعات منها:
” سيستولي الجنوبيون على منازلنا”
“سيتزوجوا نسائنا”
” سنذبح”
خيمت على شوارع الخرطوم الرئيسية سحب من الرعب والخوف، الزمت اغلبية سكانها وروادها المعتادين منازلهم، في ذلك الحين وفي خرطوم بديلة دقت طبول الفرح ورقص الحضور فرحاً وبهجة وألقى دكتور جون خطاب تاريخي أستحسنه الجمهور الذي وقف طويلاً في انتظاره.
كان متوسط سن تلك الحشود البهيجة و التي خرجت لاستقبال دكتور جون 22 ربيعاً ومنهم من هم اصغر من ذلك سنا حسب احصائيات هيئة شئون النازحين في السودان. ليس ذلك وحسب بل إن اغلبهم من مواليد الخرطوم .
كانوا فى سن احفاد سكان ورواد مدينة الخرطوم المعتادين من الشريحة المعروفة بالطبقة الوسطي، والتي لزم اغلبها بيوتهم خوفاً ورعبا، ومن يعلم شيئاً عن ثقافة شعوب جنوب السودان فهو انهم وبقدر الامكان يتعاملون مع كبار السن باحترام بالغ ولا يتعرضوا لهم.
ما حدث في شوارع الخرطوم الرئيسة في ذلك اليوم والذي أظهر مدينتين متباينتين في مدينة واحدة كان حصيلة ثقافة عنصرية وتمميز عنصري سالب ومدمر في واد وكان احتفال بهيج ورائع في وادً اخر.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. حقيقة يوم لايمحي من ذاكرة التأريخ اكثر من اثنين مليون من الجنوبيين والشماليين كذلك كانوا في استقبال القائد المفكر الدكتور جون قرنق
    لم يحدث مثل ذلك في تأريخ السودان لم يتجمع مثل هذا العدد حتى في اعلان استقلال السودان,,,, نتمنى من كل قلوبنا ان يرجع السودان القديم كما كان

  2. طيب لسه الموضوع محتاج لي كونكلوشن دي المناظر ننتظر الفلم ونحكي على القلم المابزيل بلم .. لكن المثل صحيح مية المية .. وياما في ناس متعلمين ولكن عليلين الفكر يعرفون الصح ويرتكبون الخطأ لأن الله ختم على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة .. وهم تموا الباقية.. فمثلاً الكيزان هم ناقصي عقل ودين .. لانهم باعوا الاخرة بالدنيا وبالتالي ماعندهم مانع يبيعوا كل شئ ويستعلوا على كل شي .. لأن سياستهم تقوم على احتقار الآخرين واقصاء الآخرين ويعتبرون ذلك من الدين …قاتلهم الله انى يؤفكون اي كيف يتركون الحق وهو بين وظاهر وواضح ويمشوا يختار الباطل عن علم اليس هذا هو نقصان العقل والدين؟ ويحسبون انهم يحسنون صنعا في سبيل القروش والرياسة والاستكبار على الآخرين..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..