مقالات سياسية

وزير العدل ضد الرقابة..!!

على الملأ قراءة الصحف بحاستهم السابعة (إذا ارتضوا اقتطاع وقتاً لزفراتها).. فهذه العيون التي تجوس عبر فراغ الصفحات يمكن توفير طاقتها في استلهام النظر لأشياء أخرى (كالأوساخ) في كل مكان..! إن (القمامات) مفيدة لتقوية (إنسان العين الوطني) كي يتعوّد على (القادم..!!).. ومن حكم صديقي العربي إن النظافة (إرادة..!)… هذا الصديق وخزني أمس في مقهي شارع أكتوبر بالقول: ألم تسعفكم هذه الأنهار لغسل مدينتكم..؟! لكنني تداريتُ خلف الهروب غير المُحكم: هي ليست مدينتنا..!!!
(1)
ندين للسيد وزير العدل بالتقدير وهو يغرس الآمال في (العدالة) من خلال جملة قضايا تحتملها أدارجه بسعة؛ وأفق مشهود (بالضبط)..!
(2)
والضبط لدى الرجل (لغةً وتصريحاً) يصبح في منضدة الراهن شيئاً نادراً لا يتوفر في ظل الحالة (البيتزاوية) التي تعتري العاصمة؛ فتردها إلى (مسرح) يتعدى بخباله عبقرية (العبث واللا معقول)..!!
(3)
بعقله يتحدث السيد وزير العدل: (الحصار الإقتصادي انتهاك لحقوق الإنسان).. وهو كذلك؛ بلا داعٍ لفضح اللغة من سرابيل المرحلة…! لا شك أن مولانا شعر بارتفاع ضغط الشعب من جراء الحصار؛ وهو ضغط لو كان على (جبل) لرأيته متصدعاً..!
(4)
صدع الرجل بالحق وهو يعدد آثار هذا الحصار الذي لم يرثه الشعب من المستعمر؛ بل كان ممكناً تداركه ــ سياسياً ــ برشدٍ مبكر؛ خصوصاً توفر (حصص الرشد) في مذكرات التجارب يغري بنبذ الفشل..! لكن غروراً سياسياً طغى باكراً؛ فصار الخروج صعباً من قفص (الحدادين الأوائل) الذين سجنوا الوطن بلا جناية..!! فمن أين للشعب ثمن الكارثة السياسية والاجتماعية..؟!!
(5)
يجمع الكل بأن (الرقابة) التي تتعرض لها بلادنا قاسية.. لكن مولانا وزير العدل رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بالسودان؛ يتجه للمطالبة برفع أي نوع للرقابة في مجال حقوق الإنسان بعد التقدم الكبير الذي أحرزه السودان في هذا الملف (أو كما جاء في الخبر)..!!
(6)
تخبرنا الوقائع ــ ببساطة متناهية ــ أن العالم لا يعادي شعب السودان (البرئ) ولكن عيونه تتفرس بؤرة واحدة فقط؛ فتخلط الرؤية (الحابل بالنابل).. ورؤية الحكومة لن تخيب (لو استطاعت) فرز الألوان بدقة.. لأن عالم اليوم لا مكان فيه للعمى السياسي أو باسم الدين؛ سواء كان طبيعياً أو مصطنعاً… ثمة مطلوبات (للاحترام) تتجاوز (الهيئات والعمائم..!).. فإذا كان وزير العدل يقر بأن الرقابة على السودان شيء مرفوض؛ أولى للسلطة أن تراقب أعمالها وتراقب حتى (رقبائها أنفسهم) دون الحاجة إلى (الكوراك) باسم الشعب.. فالأخير مازال يستمتع بـ(الحلاقة)..!!
أعوذ بالله

عثمان شبونة
[email][email protected][/email] ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأهرام اليوم (النسخة الأصلية).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..