مقالات وآراء

نظرية كتشنر في الاقتصاد السوداني.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هي ذات الظروف والأحوال المعيشية حين دخلت قوات كتشنر للسودان في 1898م ، معاداة نظام الخليفة عبد الله التعايشي للقوة العظمي في العالم وحروب مع الجيران ومجاعة طحنت الشعب ، الانقاذ كررت ذات المشهد وواقع الحال في(1989- 2019م)، رصيد العملات الصعبة في بنك السودان لا يتعدى المائة الف دولار فقط والوقود والطحين وبعظمة لسان البشير أيضا يكاد لا يكفي البلاد الا عدة أيام ، حرب البشير بترسانة أسلحته من صنف (البركاوي) وصلت الي القوة العظمي ووضعها البشير تحت (جزمته) ثم بدورها ردت التحية و أحالت السودان الي قائمة سوداء تتوزع صحائفها نسخا في كل بنوك واقتصاديات العالم وتعلق وتسد مسارا لسودان في رحلة الصيف والشتاء مع بلاد الدنيا بيعا وأقتضاء ، وتصبح البلاد في شعب ( بكسر الشين)الاخوان أو الكيزان عند عدوة السودان.
نظرية كتشنر لانتشال السودان وإنقاذه صحيحا معافى ، كانت علي بساطتها تضج بالعبقرية وحسن سوس الشعوب ، طريق السكة حديد ربط به أهم طرق البلاد التجارية لوصل الصيف بالشتاء تجارة بيعا وشراء، مشروع الجزيرة من بنات أفكار ذلك القائد ثم الاهتمام بالتعليم الذي تصح به وتنساب من خلاله المعلومات لحسن ادارة النشاط الاقتصادي من تعليم وصحة ومال ، ادارة الاقوام المحلية عند حكومة صاحبة الجلالة لها تجارب في ادارة القبائل ، نماذج من الهند ونيجريا أحسن تطبيقها في السودان لتقليل تكلفة الادارة وتقصير الظل الاداري في وقت بعيد . بمفهوم اليوم قاد كتشنر ادارة السودان وقبائله ب (سوفت وير) يماثل ما يبدعه اليوم عمالقة البرامج في ادارة الشأن بين دول العالم.
أعاد نظام الانقاذ الفوضي في الاقتصاد وتوزيع الموارد ، بالتمكين صرفت قطع أراضي السودان بالمئات بعضها سكني وأخري مزارع ومنتجعات ولا يسلم كورنيش النيل من وضع يد كوز فرد عليه ، في بلاد الدنيا الاخري تلك أملاك أميرية ، الحكمة في صرف قطع الاراضي هو رسملة الحفاة العراة من الاخوان ووضع دولارات في أياديهم ومن ثم العبث يمنة ويسرة في أمر العباد والبلاد . تحاول حكومة الثوار في فترتها الانتقالية تخليص بعض ممتلكاتها من قبضة أثرياء الحرب ، لكن الامر سيأخذ وقتا ليس بالقصير حيث أن الخطب جلل عند الكيزان و العودة الي حياة الفاقة وانتظار الصدقات من بعض دول الخليج .
انتشال السودان من الدول الاقل نموا الي مصاف يتساوى مع امكانيات البلاد الحقيقية ليصبح سلة غذاء العالم ، معادلة بسيطة الحل لمن يسير علي نهج كتشنر في بساطة وثاقب النظر ثم العمل علي تحريك دولاب العمل ، في أعقاب توقيع اتفاق سلام جوبا تأتي الفرصة لتحويل المعسكرات الي وحدات انتاجيه في محاكاة لنظرية كتشنر ، تتعدد وتتنوع المشروعات من زراعية وصناعية تنتج وتصنع الالبان ومنتجاتها وتغمر المحصولات الاسواق وتتشابك مصالح القبائل في تلك المجتمعات . يتحول السلام الي واقع لا يحتاج فيه زعماء حركات الكفاح المسلح الي ردف حراساتهم الشخصية ، تضيف تلك الحراسات الي فاتورة السلام ، العين المدربة تنظر من خلال شاشات التلفزيون الي أعداد تلك الحراسات في معية الزعيم الواحد ، في (ششنة) بسيطة يتحول المشهد الي التفكير والتدبر في تمويل موازنة حراسات مهولة لإبقاء أولئك الشباب قوة الحراسات بنظاراتهم السوداء وبدلاتهم الانيقة حراسا أمناء تحت كنف القائد ، المدي الزمني غير منظور والمتطلبات الممتدة أيضا غير محسوب مصادر تمويلها في مقبل السنوات .
نظرية كتشنر لإعادة تصدير القطن السوداني وإحياء مصانع لانكشير ، جلب الشركات الامريكية لتصنيع الصمغ العربي لصالح مصانع الكولا ثم دعوة الاصدقاء الالمان ومراكز ابحاثهم للعمل في تصنيع علاجات الكورونا والايبولا والايدز يصب في الخط المستقيم ثم ربط البلاد بالعالم الخارجي وترقية التعليم وتنويع مواعين الدخل والإنتاج كما في نموذج كتشنر.
وتقبلوا أطيب تحياتي.

مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..