مقالات، وأعمدة، وآراء

حكومة مافي

سهير عبدالرحيم

كان يحكي لي أحد الأصدقاء وهو رتبة رفيعة في القوات المسلحة كان يحكي لي على الدوام عن منطقة في ولاية الخرطوم اسمها ( حكومة مافي ) .

وفي كل مرة كنت أطلب منه زيارة تلك المنطقة لتسجيل مشاهدات ولكنه كان ينصحني بتجاوز تلك الفكرة لأنها و حسب حديثه خطرة جداً و يمكن أن يلحقني شيء من الأذى هناك .

وقد مضى وقت طويل على هذا الحديث حيث كان الأمر قبيل زوال حكومة المؤتمر الوطني ، وقد علمت لاحقاً أن المنطقة ما زالت موجودة لم تمتد إليها يد الأمن والأمان والطمأنينة كما علمت أن هنالك الكثير من المناطق إنضمت لها لاحقاً على شاكلة محطة آخر مكالمة وغيرها من المناطق التي تغيب عنها عين الأجهزة النظامية .

يوم أمس كان يوماً مثالياً بالنسبة لي جاء ليؤكد و بشكل قاطع أن كل الوطن أصبح عبارة عن (حكومة مافي) ، يوماً استدعى مني قضاء بعض المشاوير و المجاملات والإلتزامات العائلية مما تطلب الكثير من ( الحوامة ) .

كان كل شيء ينبيء بأن ( حكومة مافي ) ، طلمبات الوقود التي إكتظت بالسيارات والركشات و المواتر …، و أكتظت أكثر بـ ( الخناقات) ، لسان حالها كان يقول: (حكومة مافي) .

محلات تصليح الإطارات الأخرى كانت مكتظة وذلك بسبب ما آل إليه حال شوارع العاصمة التي صارت الحفر فيها أكثر من المساحة المسفلتة ،وذلك أيضاً بسبب غياب التخطيط و الصيانه الدورية وغياب المسؤول .تلك المحلات كانت تقول أيضاً (حكومة مافي) .

أما صفوف الغاز و الخبز تلك فقد أصبحت عبارة عن وكر للجريمة ، ضرب وقتل وذبح و سرقة وإعتداءات و إصابات ترتقي إلى الأذى الجسيم ،وكله ينبيء بأنه حكومة مافي .

أحد الأسر زرتها فوجدت المنزل من غير كهرباء ولا غاز ولاخبز …كل شيء يؤكد حكومة مافي .

المتسولون الأفارقة على الإشارات الضوئية والذين يطرقون زجاج السيارات بعنف ثم يبدأون في حصبها بالحجارة ينبئونك أن الحكومة مافي .

السرقات النهارية والليلية وإغلاق الشوارع والمظاهرات والوقفات الإحتجاجية الكثيرة تنبئك بأن الحكومة مافي .

الإحتراب القبلي والموت المجاني في كسلا و عطبرة و الجنينة ونيالا يؤكد أن الحكومة مافي .

الدولار الذي تجاوز الثلاثمائة و صبية العملة لا يراوحون مكانهم في أبو جنزير بل يتمددون و ينتشرون على طول الطريق في شارع البلدية وهم يتخذون إطلالتهم على القيادة العامة جميعهم يمدون لسانهم بأن الحكومة مافي .

التخبط في فتح المدارس وإغلاقها والحال المزري في المستشفيات والغياب التام للأجهزة الرسمية يخبرك أنه حكومة مافي.

تهريب الذهب عبر مطار الخرطوم و الآثار عبر المعابر و الدولار في الحقائب التي يرفع لها تعظيم سلام ينبئك بأن الحكومة مافي

*خارج السور :*

السادة الحكومة :
أعلموا جيداً أن أي مواطن منذ أن يخرج من منزله وحتى يعود إليه لا يشعر أبداً بوجودكم ..!!

*سهير عبدالرحيم*
[email protected]

* نقلاً عن الانتباهة *

‫8 تعليقات

    1. اصبحت ماثلة امام الجميع حقيقة حكومة مافي ولكن ,,,,,,,,,,,,,,,,,
      متي تصبح الحكومة موجودة
      ماهو الطريق لوجود حكومة
      وهل يعلم من هم في الحكومة ان حكومة مافي
      هل يمكن استبدالهم
      كيف يمكن ذلك

  1. اقتصاد السوق الحر الرأسمالي أثبت فشله ،،جربه المخلوع وفشل،،، وسيفشل اي وزير قادم في إصلاح الاقتصاد ،،ببساطة لان البلاد لا تمتلك مقومات لنجاح سياسة رفع الدعم والتحرير الاقتصادي ،،ولا يوجد سوق عمل من اساسو، ،الناس شغالة سمسرة ومناولة،بقالات ،دكاكين،،طبالي،،بيع رصيد ،،تجارة عملة ومضاربات وتهريب عربات بوكو،ما في شغل ولا انتاج يذكر ،،والدولة باعت مصانعها ومشاريعها باسم الخصخصة وتحرير الأسعار لإصلاح الاقتصاد ،،كان ذلك في عهد الترابي،،،وفشل ،،ولاتزال ذات السياسة مستمرة،،،ولايزال الفشل مستمرا ..

  2. عمود الصحفي بابكر سلك….
    اليومين دي الترس شغال
    *شغال بمزاج وبدون مجازفات
    *لأن (التراسة) ينعمون بالأمان
    *لا رصاصة طاشة
    *لا تاتشر يرفع أخوك لمن تسلم نفسك
    *لا زول واقف بعيد لابس نضارة سوداء بالليل الناس تشك فيهو
    *ترس أمان يا مان
    *تقول الدايرو وتترس كيلومترات وأميال
    *وتنوم مطمئن والصباح تمشي شغلك عاااادي
    *زول بشيلك صالح عام مافي
    *حرية تعبير كانت لا تمارس ولو تحت السرير
    *وتقول لي الثورة فشلت؟؟؟
    *نعم المعاناة كبيرة
    *ولكن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان
    *فالحريات ضرورية للحياة
    *ممكن الحيوان تحرمو من حريتو وتطعمو
    *ويقبل
    *ما حيوان عاد
    *تقول شنو!!!!!
    *أيها الناس
    *لم تأت المدنية لتملأ بطوننا في المقام الأول
    *ولكنها جاءت لتملأ صدورنا هواء الحرية والانعتاق وهوى الوطن العليل
    *جاءت لتملأ الأفق مساحات للحرية والآدمية والإنسانية والمساواة
    *جاءت لتعيد صياغتنا لشعب منتج ما كلو سماسرة
    *لتخلق منا شعب صاحب مبادئ لا يجري خلف الثراء والإثراء بلا سبب وبسبب عدم الأخلاق والمحسوبية المحسوبة علي وطن الجدود
    *جاءت لتملأ عقولنا فهما وقيما وإدراكاً ومعرفة بحقوق الوطن وضرورة عدم الإضرار به والإتجار بالدولار لأنه إتجار بالبشر يا بشر
    *ثم بعد كل ذلك إن كان هناك متسع لها
    *تملأ بطوننا بما لا يمس نصيب الآخرين
    *المهم

  3. دايماً سوسو شايته غلط، الملاحظ إنها مركزه على ولاية الخرطوم آكثر ونتفق معها فى ده خاصة ولاية الخرطوم عنوان السودان ودعنا من قاطنيها لكن الشك هو العنوان العريض فى عاصمة تعاني من هذه الفوضى الضاربه باطنابها فى كل مجال سيجذب اى مستثمر أجنبى عاقل لبلد هذا حال عاصمتها وكان الاحري بسوسو توجيه نقدها حصراً لوالي ولاية الخرطوم وهو رئيس جمهورية البلاد المُصغر او قُل هو عطار السودان المترامي الاطراف ونفسى ومنى عينى ان اعرف ياترى أين ذهب جيش الكيزان العرمرم الكانوا بيشغلوا الوزارات الولائيه هل مازالوا موجودون فى مواقعهم يمتصون دماء مواطن الولايه كما القراد المتشبث بكافة ارجاء جسد الكلاب ام ذهبوا لحال سبيلهم وتركوا الوالى قائماً؟!!.

  4. ((غابوا عن آداء الأمتحانات)) خلينا من الجيل الجديد واشرحي لينا كلمة (آداء) دي سمعتيها من منو في الجيل القديم وهل هي مصدر أم اسم مصدر حسب الميزان الصرفي؟ أليس لديكم محرر لغوي في صحيفة الغفلة هذه!! أعطينا تصريفات الكلمة فنحن نعرف أدَّى يؤدِّي أداءاً فعلاً رباعياً يجب أن يكون مصدره على وزن فعّل يفَعِّل تفعلة واسم مصدره هو أداء فمن أين أتيتِ بالمد لفاء اسم المصدر؟ جاء في لسان العرب وأَدَّى دَيْنَه تَأْدِيَةً أَي قَضاه، والاسم الأَداء. اسمُ المصدر: هو ما ساوى المصدر في الدّلالة على الحدَث، ولم يُساوِه في اشتماله على جميع أَحرف فعله، بل خلتْ هيئَتُهُ من بعض أحرف فعله لفظاً وتقديراً من غير عِوضٍ، وذلك مثلُ: “توْضأ وضُوءًا، وتكلَّمَ كلاماً، وأيسرَ يُسراً”. (فالكلام والوضوء واليسر: أسماء مصادر، لا مصادر لخلوها من بعض أحرف فعلها في اللفظ والتقدير، فقد نقص من الوضوء والكلام تاء التفعل وأحد حرفي التضعيف، ونقص من اليسر همزة الإفعال. وليس ما نقص في تقدير الثبوت، ولا عوض عنه بغيره). وحَقُّ المصدر أن يتضمَّنَ أحرفَ فعله بمساواةٍ، كتوَّضأ توضُّؤاً، وتكلَّمَ تَكلُّماً، وعَلِمَ عِلماً، أو بزيادةٍ، كقرأَ قراءةً وأَكرمَ إِكراماً، واستخرج إِستخراجاً. هناك كلمة (آناء) جمع (آن) من أوان وكلمة (آذان) جمع أذْن وليست من فعل (أذّن) يؤذِّن للصلاة مثلاً فهنا نطق خاطئ شائع يقصد به الأذان للصلاة ينطقونه كسهير (آذان) فينصرف المعنى إلى آذان الأنعام مثلاً وليس لأّّذّان الصلاة أو الحج أو الأذان يوم الحج الأكبر بإعلان البراءة من المشركين كما في سورة التوبة الآية 3، إذ خلط الأخَوَانِ علاء وعماد بابكر في كتابهما (آذان الأنعام) بين آذان الأنعام والأذان بمعنى اشعار دخول الصلاة والحج واعلان البراءة من الكفار ، ولم يكن معنى الآية إلا لبيان عزم الشيطان على إغواء البشر على الكفر بالله وبنعمه وذلك بتعليم آذان الأنعام وتخصيصها لأصنام آلهتهم كما كانت تفعل العرب في الجاهلية، كناية عن أمرهم بالردة والشرك وجحود نعمة الأنعام التي خلقها الله وذللها للآنسان دون سائر الحيوانات.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..