مقالات وآراء سياسية

قانون المكتب التنفيذي للسيد والى ولاية الخرطوم

عمر عثمان

بعد تعين السيد الوالى التقيت بأحد من يعرفونه و عاصروه , و سألته عنه , اجاب فورا بارد لطخ و عيفة حله , و عيفة الحلة ذلك الذي ينتقل من بيت بكاء الى عزاء الى بيت فرح و منه الى مرح كل مايهمه ان يصيب اكبر قدر من الأكل والشرب دون عطاء , ثم حتى الدكان لا يذهب له , كان هذا الحدث ايام النظام البائد , فكان منعدم العطاء قليل الحياء كثير الكلام , و اخرين زميلهم الجديد فى أحد المؤسسات يتميز عليهم بانه احد اعضاء حزب اخوان الشيطان , يختاروه ليكون سكرتيرا و مدير مكتب الوزير الاتحادى , يذهبون إليه فيتهرب من مقابلتهم , ثم البواب يهمس فى اذنهم ان سكرتير الوزير صغير احمق متحمس المنصب اكبر منه كطفل يلبس حذاء والده , و هكذا انصرف عنهم فانصرفوا عنه , فصغير العقل يظل صغيرا مهما كبر, فيتحول من حمار الى حصان وفق رأيه , تصيبه الخيلاء و يرى انه عبقري زمانه ثم هو يأمر و يفتى , كانوا متواضعين القدرات اغبياء ,.و الغباء أخطره الغباء المهنى ، وهناك غباء كإرثي هو غباء ادعاء المعرفة فالمصائب لا تحدث إلا حينما يحصل مثل هذا النوع على فرصة للتأثير على مسار القرارات أو التحكم في مصائر البشر ..

هكذا كانت تسير الامور و بعد الثوره بدلا ان تذهب الى الامام ذهبت الى الخلف , لا اريد تشخيص القضية نوعها او رقمها فمئات القضايا مثلها و اهم منها تقف و لا تتحرك كخروف معلوف , فاذا كان من يعرف يقف عاجزا امام عجزهم فكيف يكون حال المواطن البسيط الذي لا يعرف و ينتظر حقوقه , امام مكتب الوالى عندما تكون انت احد الواقفين و الشاهدين عليه يصيبك الاحباط و الاندهاش اكثر مما يقصه عليك صاحب اشكالية و اوراق مرفوعة للولى منذ اكتوبر من العام الماضي فى قرار فنى , ثم لا تعرف و لا يحق لك ان تعرف لماذا رفعت له ؟ فحلها كما نعلم و نعرف لدى الجهات الفنية هى التى تستطيع حلها لكن لماذا تدخل و يتدخل يبقي فى علم الغيب و المجهول , فالتخبط كما كان و سيظل هو الحقيقة الوحيدة فى هذه البلاد , ثم لا اجابه تجدها و لا حل , فلا عجب او تعجب ان كانت كل مشاكل الولايه الكبيره و الصغيرة هى بلا حل و لا انجاز يذكر .

فقد ابتلى الله هذه البلاد بفراعنة جدد خلفا للشياطين السابقين , مقابلة المكتب التنفيذي مهما كان لديك مظلمة مستحيل اما مقابلة الوالى فهى اضغاث احلام و قانون المكتب التنفيذي للسيد والى ولاية الخرطوم هو المماطلة و منع الدخول للمواطنين اصحاب المطالب و التضييق عليهم فقد كنا شهود فى النظام السابق كيف يدعى الفأر انه فيل و حبة الرمل جبلا , فقد اعطانا عبر هاتف استقبال الولاية مع المكتب التنفيذي درسا فى قانون العمل المهنى وفق رؤية تخصه خلاف التى نعرفها , فبعد الثورة هناك فلاسفه جدد , يهدرون وقتك و يضيقون عليك بدلا من التسهيل لك فى امر موجود بالكمبيوتر لا يستغرق سوى كلمه تكتب على الكيبورت , ثم هم اوصياء ينصحونك لتعرف حقوقك و لو كانوا يعرفون الحق لما اهدروا الزمن و اهملوا التعاملات,و عنوان الوالى مكتبه التنفيذي , ان ما يحدث تهريج و عبث ادارى و اكثار من الازدراء و الغباء , و عند الباب انتهت قضيتنا وفى الاستقبال , و بعد الحاح مع احد المتشدقين المتحمسين يقترح ان ارجع الى المؤسسه و كتابة استعجال لدى تلك المؤسسه لرفعه مرة اخرى للسيد الوالى , فى مثل هذه الاحوال لا تجد اجابة سوى ان تضحك و تضرب الكف بالكف , فلا تجد اجابة و لا تعرف الى اين تتجه , قرار الخبز بميزان الكترونى فاين الميزان و اين الكهرباء للميزان هو عنوان بارز الى الحلول الخيالية , من يهزمون الثورة هؤلاء الصغار المنفعلين دون سبب و دون معرفه بأفكار و عقول متحجرة عن المطلوب منهم ثم ينامون ملء جفونهم , فالطريق يدل على المسير و البعر يدل على البعير .

عمر عثمان
[email protected]>

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..