
في ستينات القرن الماضي بدأت تنتشر بقوة في المدارس والجامعات ، حركة دعوية تسوقنا الي المساجد وحلقات حفظ القران ، تفكيرها بصوت عال في التحول الي حزب سياسي هبط وارتكز عند ركن حزب الامة استثمارا للعنفوان والحمية ، احتمت الحركة الاخوانية بعزوة حزب الامة حني اشتد ساعدها وعلا صوت مطالبتها بكراسي البرلمان ومن ثم الحكم وخفت أصحاب الصوت الدعوي في الحركة ثم ابعدهم التيار صاحب الشوكة ليسير ميمما صوب السلطان وكراسي الحكم . ذلك باختصار وفي كبسولة عجلي تأريخ الاخوان منذ عكست الحركة مجري التيار وقصدت من ديار مصر للسودان مخالفة اتجاه الجريا ن الطبيعي لسريان الخير والنماء.
ها هو داعي الحركة ذات الشوكة يعلن علي الملأ قدرة حزب الاخوان علي تعطيل عمل مجالس الثورة الثلاث ، المجلس السيادي ومجلس الشركاء ومجلس الوزراء ، يذهب مفاخرا محدثهم بأنهم سبق أن أسقطوا حكم عبود وحكم النميري والبشير صائد فريستهم السودان بما حوي من ذهب وبترول وأراضي في الحارات والمزارع ، بذلها سائغة تقاسمها الحفاة واستبدلوا العمارات والعربات بحظهم من فقر ومسغبة . غاب الحمد والشكر للمنعم صاحب الحول والطول والجبروت فنزع الله الحكم من الاخوان وحل بمنطقهم ومقالهم الوعد والوعيد لمن أورثه الله ملكا حسبوه تمكينا لهم علي بلاد وعباد السودان الي حين ظهور سيدنا عيسي .
الشوري والديمقراطية تتطلب الاستماع للآخر لا تعلو عليه الا بحصافة الرأي وسلامة التدبير ، هكذا تعيش الشوري أو الديمقراطية في الهند وبريطانيا وأمريكا ، سيد القوم في مجالسهم هو من يفلح في تجميع رأي جانبي المجلس عند مصلحة الامة ، لا أن يحاول اسقاط من في سدة الحكم ، مقال حزب الاخوان في الميدان أو الطوفان أقعد البلاد لأكثر من نصف قرن . المعارضة عند تلك الشعوب هي حكومة الظل البديلة ، تقدم الرؤى في ذات مواضيع البناء والعمار للوصول الي أفضل النتائج التي تحقق رفعة البلاد.ذلك الفهم وتطبيقاته عندنا مكن علي عثمان ، وهو زعيم المعارضة ، من الطواف علي وحدات القوات المسلحة ولا ينوي الصلاح بل ليقطع حبال السفينة لتغرق الحكومة وهو ما حصل وجاءت الانقاذ.
بفعل أياديهم ، أورث الله الاخوان عقلية المعارضة لتسكنهم في حالة الحكم أيضا ، تمكنوا من الثروات والبترول في غزوتهم للسودان ونقلوها بعيدا تحسبا لكيلا تقع في يد من يعارضهم ، ضاق الشعب وخرجت الجموع وتشتت شمل الاخوان ، بعقل الخلاف والتعارض حسبوا أن العودة للحكم لا تأتي بغلبة السلاح فالشورى عندهم بضاعة يسوقونها للغير ولكن لايقبلونها مبيعا من الاخر.
الاخوان بوطن افتراضي لا تحده جغرافيا ، مكنوا لأموال نهبوها وأودعوها في ماليزيا وتركيا ، سلط الله عليهم أمريكا في حربها علي الارهاب وأموال تدعم الارهاب تكتنز بها بنوك العالم ، هذه علة الصراخ اليوم والتهديد للعودة الي الحكم في السودان ، ملاحقة الاموال وتجريدهم منها يعني نهاية حلم الفقراء من بعض نخبة السودان الذين تعصبوا تحت راية الاخوان وتمخضت حركتهم عن مافيا مالية ترتكز علي اغتصاب ديار السودان .
العودة لطريق الحق من باب التوبة المفتوح بأذن الله هوما ننشده ليسير فيه ذلك الداعية الاخواني ، عله يبذل النصح لبقية الاخوان لاعادةالمسروقات والمنهوبات الي خزينة المال العام في السودان ، ثم قسم غليظ بالعودة الي صوت الشوري والديمقراطية وإسناد برامج الحكم الراشد ليجدوا أيضا الدعم من الجانب الاخر وهم في سدة الحكم . للسلطان جناحان حاكم ومستشار ولا يستقيم الامر الا بصلاح الرأي بينهما ويبقي أسلوب ايقاف حركة البلاد والعباد دورة عنف يسعي صوت العقل الي ايقافها لمصلحة الحاكم والمعارض علي السواء . الاخوان حركة بدأت دعوية ولكن شتت شملها رغبة التسلط والتمكين علي شعب السودان الطيب الذي لا ينصب لجلاديه المقاصل بعد نجاح التخلص منهم بل ينير لهم طريق حرية وعدالة وسلام.
وتقبلوا أطيب تحياتي.



