لقد انتشرت البطالة الفكرية في بلادنا

اول ما سيتبادر إلى الذهن بطالة العمل وجموع العاطلين عن العمل.
وهذا لا نقصده في هذا المقال بل نقصد حقا البطالة الفكرية.
وتعطيل العقل وابداله بقوة الجسد والإكثار من حليفة (على الطلاق وحرم) وتغليب القوة مكان المنطق
فليس غريبا أن تكون بلادنا مليئة بالعاطلين عن العمل لكن الغريب والمحزن حقا أن يمتلأ مجتمعنا بالعاطلون عن التفكير وناس العضلات الجسدية والدوشكا.
فكم أصابني الحزن وانا ارى مجموعة غبية تقتحم مكاتب ازالة تفكيك النظام البائد في بورتسودان بعد أن ضربوا موظفيها ليستولوا على الملفات.
ثم تخرج جموعهم المغيبة عقليا ليتحدث إليهم زعيمهم ويقال له( ترك).
وليرغي ويزبد غضبا ضد هذه اللجان وهي اصلا لجان منوط بها كشف لصوص البلاد وسراقها من أنصار النظام البائد.
فحزنت والله على حجم هذه البطالة الفكرية و الانحراف الفكري الذي أصبح منتشرا في مجتمعنا وقد تمكن من إنسان السودان درجة التحكم .
ولعل ما حدث في بورتسودان حالة واحدة من كثير الحالات الكارثيه التي نراها يوميا و قد انتشرت في مجتمعنا كانتشار النار في الهشيم. فغيرها كثير و قد جعلتنا أضحوكة في هذا العالم.
فما من حادثة صغيرة الا وتنقلها الأسافير في لحظات.
ليتصل بي صديق اجنبي ساخرا منا قائلا ( بالله معقول انتو بهذه الدرجة من الجهل).
فلم أجد له ردا مقنعا يشفي غليلي فآثرت الصمت.
وكأن هؤلاء يريدون أن يغطوا اشعة الشمس بغربال.
وهل الهجوم على المكاتب وإتلاف الملفات سيلغي ما ارتكبه اللصوص في حق هذا الشعب أمام الله.
فالحقيقة أن معظم الأشخاص الذين يعانون حالات هذا المرض النفسي الخطير سواء بسبب فقدانهم لعمل معين أو لاتهام قد طالهم بسبب انتمائهم للعهد البائد أو لأي سبب من الأسباب لا يعلمون بأن تفكيرهم بهذه الطريقة المتخلفه عقيم.
وهنا يظهر لنا جليا تجاهلنا لقوة الفكر و القدرة العظيمة التي نتمتع بها والتي بدأنا نعطلها ونستعيضها بقوة السلاح والجسد والعنف .
وقد تحدث العلماء عن اضرارها و عن كيفية تاثير الفكر على الذهن والجسد والأحاسيس والسلوك وكيف يؤثر على الصورة الذاتية للشخص حيث قالوا ” إن كل إنسان يرسم في داخله صورة عن نفسه في جميع أركان حياته,
وهم طبعا محققون تماما إذ أن كل ما في حياتنا يرتبط ارتباطا وثيقا بأفكارنا وبطريقة تفكيرنا فالنجاح والسعادة والهدوء النفسي والسلام الداخلي وتحقيق الأهداف والأحلام كلها مرتبطة بأفكارنا النيرة.
فإن فكر الفرد متفتح و لا حدود له فانه سينجح لا محالة.
وكما قال برتنيس مالفورد “كل فكرة من أفكارك هي شيء حقيقي. إنها قوة.”
وحقا فان البطالة الفكرية تعني تعطيل الفكر الإيجابي عن الإبداع واستخدامه في كل ما هو شر ومختلف للطبيعة السوية.
وللاسف الشديد فان الخواء الفكري اصبح يعم بلادنا مما تسبب في عقم فظيع في الانتاج الفكري.
وما نراه من أفعال وممارسات وإفساد وحرب اقتصادية قبيحة لأنصار النظام البائد ما هو الا خواء وبطالة فكرية أصبحت تهدد مجتمعنا السوداني والانكي انهم يستخدمون الدين كستار يستقون به لتمرير كثير اجندتهم الخبيثة في خدمة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي أصبح كالسرطان ينخر الدول ويفتتها.
فكم اغووا الشباب ببطالتهم الفكرية والحقوهم بموجات الغلو والعنف والانضمام للجماعات التكفيرية والإرهابية لذا وجب علينا القضاء عليهم بايجاد استراتيجية شاملة علمية وفكرية تبدأ من صياغة المناهج المدرسية وتنقيتها من كل الأفكار الهدامة التي تخرج لنا اجيالا مضرة .
وكم هم يناصرون العسكر والتفويض وأصواتهم تنادي بتغليب الحكم العسكري وفي دعوة جاهلة لتعطيل العقل والوعي وابداله بالرشاش والدوشكا.
وهذا أن دل على شي انما يدل على الخواء الفكري و التشدد لبسط حكم الحديد والنار وتعطيل العقول.
السؤال الكبير الذي لا أجد له إجابة
لماذا تنتشر البطالة الفكرية في مجتمعاتنا العربية المسلمه أكثر من كل المجتمعات المسلمه الغير عربيه في اسيا وأفريقيا .
يقول مصطفى صادق الرافعي “إن لم تزد على الحياة شيئا، كنت أنت الزائد عليها”
وحقا فلقد دمر من حكمونا ومنذ الاستقلال نسيج مجتمعنا السوداني بسياسات واطماع عزلوا بها شعبنا عن العصر وحنطوه في الماضي مع إقفالِ العقول وإشهار العداوة للمستقبل.
حاربوا اخوتي البطالة الفكرية التي انتشرت بيننا.
محمد حسن شوربجي
[email protected]
اخي ما علينا الاالعبادة فإن لم نحسنها فلنعمل
البطالة الفكرية تعني انك غير ناضج بعد فالمتغيرات الحياتية كثيرة