أخبار مختارة

حكومة حمدوك.. الفشل التام ومحاولات “شيطنة” حركة الجماهير ووقف المد الثوري

د. محمد محمود الطيب- واشنطون

من الملاحظ هذه الأيام وفِي عمليات يبدو انها مخططة ومنظمة بعناية هذه الحملات تتواصل بصورة مكثفة في وسائل التواصل الاجتماعي وكل وسائل الاعلام الرسمية وغير الرسمية وتهدف الي تضليل الرأي العام بأن الخروج في تظاهرات تطالب باسقاط الحكومة رجس من عمل الكيزان ويتم بتخطيط من العسكر والفلول واجهزتهم الامنيةً ومن كتائب الظل لذلك يجب الكف عن الخروج للشارع لتفويت الفرصة علي الفلول.

وتمضي هذه الرسائل الاسفيرية المسمومة الي المزيد من التبرير والحديث عن ايجابيات حكومة حمدوك في انها قد حققت السلام ورفعت اسم السودان من قائمة الاٍرهاب وتعمل الان جاهدة لفتح البلاد لدخول الاستثمارات الدولية والمنح والهبات من البنك الدولي وصندوق النقد وان الخير لامحالة قادم وما علي السودانيين الي الصبر وانتظار الفرج وتحمل الصعب وغلاء المعيشة مقابل نعمة الأمان التي وفرتها لهم حكومة حمدوك العملاقة.

ومضي احد المأجورين في المبالغة في التطبيل ذاكرا ان غلاء المعيشة والصعوبات المعيشية شي طبيعي في ظل نظام ورث تركة مثقلة من الأزمات علي حد قوله!!!! ويدس احدهم السم في الدسم محاولا ربط الثورة والتظاهر ضد الحكومة بالفوضي العارمة بهدف تفويض الجيش باستلام السلطة قائلا ” فليعلم الجميع بان الفوضى الشاملة أو محاولات صناعة ثورة اخرى واعتصام و تفويض للجيش لإستلام السلطة هي المخرج الوحيد الآن لفلول الحركة الاسلامية وأزيالها او عسكرها الطامعين فى السلطة والافلات من المحاسبة او الفاسدين واللصوص الراسماليين الناهبين أموال الشعب.

فليس هنالك إنقلاب بشكله القديم فى السودان ومن المستحيل أن يحدث ذلك لاحقاً” ويمضي الحمدوكي المندس في ترهاته في التخويف والتخريف من الخروج للشارع والاعتراض عن غلاء المعيشة وتحقيق مطالب الثوار قائلا “البلاد امام خيارين اليوم لا ثالث لهم : فإما الفوضى الشاملة إذا عاد الكيزان للسلطة او حدث انقلاب على الوثيقة الدستورية من العسكر او عبر التفويض من هتيفيتهم . او الصبر على الوضع الحالي وتحمل المعاناة حتى يتم الإصلاح الشامل التدريجي المحمي والمدعوم من العالم الخارجي والدول العظمى والمنظمات الدولية”انتهي بالواضح اما حكومة حمدوك او الطوفان!!!!.

وتجد الكثير من مثل هذه الرسائل تتصدر وسائل التواصل كل يوم بصورة منتظمة وتتشكل من عدة انواع فمنها من يدعو صراحة علي عدم الخروج وإسقاط الحكومة!! ومنها من يُتهم ان التخطيط لهذه التظاهرات يتم بواسطة الكيزان والفلول!!! ومنها من يقلل من حجم المظاهرات ويصفها بأنها احتجاجات من مجرد أطفال تم استغلالهم من مجموعات شيطانية تهدف لاسقاط حكومة حمدوك!!! ومنهم من يصفهم بأنهم يسدون الطرقات ويعيقون تحركات المواطنين ويتهمهم بعدم الوطنية!!! ويمضي احدهم ويدعي عثمان فضل الله ويكتب مقال في صحيفة السياسي بعنوان ” قون المغربية” جاء في ختامه “إنّ بعثة الأمم المتحدة ستصل خلال أيام، وإنّ الإدارة الأمريكية الجديدة ستستوي على جودي العالم خلال أيام، وإنّ الأيام المتبقيات إذا مضت دونما إسقاط هذه الحكومة، فلن تسقط بعد ذلك، وإن لم تسقط الآن، فإنّ المشروع القادم سيقول وداعاً لحكم الإسلاميين إلى الأبد، وكذلك وداعاً لحكم اليسار التقليدي إلى الأبد، وإنّ العروس ستُزف إلى عريسٍ جديدٍ، هو التيار الوسطي العريض الذي لا يتبنى غير مصلحة البلاد، وسيرها في طريقٍ مُختلفٍ عن أحلامهم الأممية، لذا يُريدون إحراز “قوون المغربيّة”انتهي ومن اغرب هذه الرسائل الاسفيرية واكثرهم سذاجة وفيها الكثير من الاستخفاف بعقول شباب الثورة هذه الرسالة “.

🛑 نصيحة للشباب السوداني:

  بعد و صول بعثة اليونيتامس يوم ٢/٢/٢١ تانى اوعكم تطلعلوا مظاهرات تقفلوا الشوارع و تقولو عيش عيش ( *أبدًا ما حلوه في حقكم* )… تاني ل المظاهرات تلبسوا قمصان بيض …و تخرجوا سلميًا…و ترفعوا لافتات مكتوب عليها *JOB* “ عايزين شغل … علشان يستعجلوا ليكم شركات الاستثمارات الكبيرة في الزراعة و الصناعات و البنية التحتية لتوظيف اكبر عدد ممكن … و ب كده تلفتوا انتباه العالم و تشجعوا المستثمرين…للاستثمار في السودان بعثة اليونيتامس فيها ٢٦٩ موظف اممي برئيس الماني علشان يديروا لكم هذه البلد … و تمشي لقدام … الموظفين ديل من دول مختلفة اصحاب كفاءات رواتبهم عالية و ميزانيتهم ٣٤ مليون دولار دافعاها الامم المتحدة …. و الامم المتحدة شايلة القروش دي من الدول الاعضاء في الامم المتحدة … و الدول الاعضاء دي شايلة القروش من دافعي الضرائب في بلدانهم … يعني ملايين الناس من الكرة الارضية ممولين البعثة دي … طيب لية …؟؟؟ لان في قانون في ميثاق الامم المتحدة بيقول اي دولة عضوا في الامم المتحدة طالعة من حرب و تحتاج لدعم و توطين السلام و اعادة اعمارها يجب مساعدتها وده حق اصيل … حمدوك عارف قوانين الامم المتحدة … و علشان الفقرة دي تبقى مستحقة كان لا بده من السلام لاعادة الاعمار … و فعلا تحقق … علشان كده العالم كله بيراقب نحن كسودانين ح نستفيد من الفرصة دي و لا .. لاااا؟ دي فرصة تاريخية للاجيال الجديدة . هدية من سكان الكره الارضية …. و حصلت سابقا في المانيا و اليابان بعد الحرب …. الرجاء ارسلها لتعم الفائدة”.

اين السلام الذي تحقق والسودان كله مشتعل اخرها احداث الجنينة والتي تجاوز عدد ضحاياها ال 300 شهيد اين الامن والامان ياحمدوك… الشباب السوداني الذي قهر ديكتاتورية الكيزان اعتي الديكتاتوريات في تاريخ العالم من العيب الاستخفاف بهم ومخاطبتهم بهذه الطريقة الساذجة وكأنهم مجموعة من العطالي الاغبياء هؤلاء ولدوا من رحم المعاناة اليومية يقضون طول اليوم من صف الرغيف الي صف الغاز ثم صف البنزين من هذا المشوار اليومي يتعلمون معني الصبر والتحمل والصلابة والصمود وعندما يخرجون للشارع ليس من اجل وظائف راقية في الامم المتحدة أسوة بحمدوك الموظف الاممي الفارغ المحتوي والمضمون يخرجون من اجل سودان تسود فيه العدالة والحريّة والسلام والتنمية الجادة المتوازنة وتتوفر فيه الوظائف لكل السودانيين دون تمييز واذا افترضنا ان البعثة الاممية توظف هؤلاء الشباب كم عدد الذين يتم توظيفهم من هؤلاء. مليون ,مليونين هل تعلم ياحمدوك ان نسبة العطالة وسط الشباب تحاوزت ال50% علي اقل تقدير !!!!.

من ابجديات علم الاقتصاد والسياسة معرفة الشروط اللازمة للاستثمار الأجنبي ومن اهما الاستقرار السياسي وتوفير الامن للمستثمر اضافة لشروط اخري اقتصادية مثل توفر البنيات الاساسية ومصادر الطاقة واستقرار سعر الصرف والتحكم في التضخم واستقرار مستوي المعيشة للسكان المحليين لكي يتمكنوا من شراء منتجات هذه الشركات وايضاً الشفافية ووجود قوانين رادعة لمحاربة الفساد وللأسف لاتتوفر كل هذه الشروط في السودان الان فكيف لهذا الحمدوك ان يتمكن من جذب الاستثمارات الأجنبية لبلد “الدم فيهو للركب” الم اقل لكم ان هؤلاء الحمدوكيين مجرد “حبرتجية” لا علاقة لهم بالسياسة ولا الاقتصاد وليس لهم أدني معرفة بالشعب السوداني العظيم حقا من أين اتي هولاء العملاء.!!!!.
من كل هذا الهراء يمكن ملاحظة الاتي:
اولا/
رغم الفشل التام لهذه الحكومة خاصة في الملف الاقتصادي وإقرارهم بذلك يصرون علي الاستمرار في تطبيق المزيد من السياسات الفاشلة رغم انف الجمي.
ثانيا/
يطالبون الشعب الصابر بالمزيد من الصبر علي تنفيذ المزيد من السياسات النيوليبرالية والتي تتمثل في المزيد من سياسات التحرير لباقي السلع من الخبز والكهرباء وغاز الطبخ والتحرير الكامل لسعر الصرف والدولار الجمركي وهذا يعني تحمل المزيد من المعاناة.
ثالثا/
المزيد من الوعود بانتظار الفرج من وراء البحار من منح وهبات واستثمارات الفرنجة وغيرهم من المستثمرين الدوليين ويعد هذا مجرد سراب يحسبه الظمآن ماء في ظل ظروف العالم الراهنة وظروف السودان الاكثر تعقيدا!!.
رابعا/
اللجوء الي شماعة الكرونا والعقوبات الدولية وقائمة الاٍرهاب والتركة المثقلة من نظام الإنقاذ وكل ذلك مجرد تبريرات لا أساس لها من الصحة فبرنامج البدوي النيوليبرالي والذي يستمر تنفيذه حتي الان اعلن عنه في سبتمبر 2019 بمجرد اعلان تعينه وزيرا للمالية اَي قبل الكرونا بشهور اما الإنقاذ فقد سقطت قبل اكثر من عامين وتهاونت هذه الحكومة في تصفيتها والتخلص من اثارها فمن العيب الحديث عن تركة نظام الإنقاذ وهذه الحكومة لم تقم بازالة التمكين في معظم القطاعات الاقتصادية الهامة في وزارة المالية وبنك السودان وديوان الضرائب والجمارك والبنوك التجارية والقوات النظامية.
خامسا/
يخيفون الناس من الكيزان والفلول والكل يعلم ان هذه الحكومة تدعو للمصالحة مع الحركة الاسلامية وتقوم الان بتفيذ ذلك عن طريق خطة “الهبوط الناعم” وعودة الاسلاميين عن طريق الانتخابات المبكرة!!!.
سادسا/
يخيفون الناس من الانقلاب العسكري والكل يعلم اان السلطة الفعلية في يد العسكر وقوات الدعم السريع!!! سابعا/ يخيفون الناس من الفوضي ويتحدثون عن نعمة الأمان في ظل حكومة حمدوك والكل يعلم ان البلاد بطولها وعرضها تشهد حالة من الاضطرابات وعدم الامان واحداث الجنينة وشرق البلاد تشهد بذلك.
ثامنا/
تجاهل الحلول البديلة واتهام الاخرين بالأيديولوجية العمياء وادعائهم البراجماتية وهي حسب التعريف العلمي “البراجماتية هي فلسفة تشجع الناس على أن يبحثوا عن الطرق و أن يفعلوا الأشياء التي تحقق اهدافهم بشكل أفضل، لمساعدتهم على تحقيق غاياتهم المرغوبة “. وهذا يعني أن نجاح العمل هو المعيار الوحيد للحقيقة، ويعني أيضا أولوية العمل على المعتقدات، والخبرة على المبادئ الثابتة، والعبرة اولا واخيرا بالنتائج والتحقق منها.
ومن جرب المجرب حاقته الندامة فتطبيق روشتة الصندوق والتي سبق وان جربت في معظم دول العالم وخاصة الدول النامية وجربت في السودان منذ العام 1978 وكانت تجارب مريرة ولم يجني الشعب منها سوي الافقار والمسغبة وتراكم الديون والكساد التضخمي وعدم لاستقرار السياسي والاضطرابات.
وكل ذلك يعكس تماما انهم “ايديلوجيون” “ونيوليبراليون” حتي النخاع ولاعلاقة لهم بالبرجماتية كما يدعون٠ تاسعا/ التعويل علي بعثة الامم المتحدة وتنفيذ برنامج الصندوق مهما كان الثمن وكانت النتائج٠ عاشرا/ التنكر للعملية الديمقراطية والمدنية ورفض سماع الرأي الاخر والسير في فرص مخططهم علي أسنة الرماح.
وهناك تبريرات لاقناع هولاء الشباب بعدم الخروج نجد هذه التبريرات غير منطقية إطلاقا نفندها في الاتي:
اولا/
فرية ان الكيزان والفلول من يخططون لهذه المظاهرات فخروجكم معهم خيانة للثورة ودم الشهيد!!! هذا خطاب عاطفي ضعيف ولايسوي الحبر الذي كتب به فهذا النظام بشكله الحالي وأسلوب أدائه وتهاونه يعتبر الملاذ الامن الوحيد للكيزان يوفر لهم الامن والامان ويحافظ علي مصالحهم لم يحدث في تاريخ الثورات ان يسقط نظام بمثل فظاعة واجرام نظام الكيزان قتل وسحل وأباد وشرد وسجن واغتصب وسرق ونهب وهدد وحدة الوطن وادي للانقسام بين أجزائه ان يكون مجرمي هذه الأفعال في امن وامان ولَم يقدم اَي واحدا منهم للمحاكم حتي الان ولَم تصادر املاكمهم وحتي من تم اعتقالهم بأدلة دامغة يتم إطلاق سراحهم وتهريبهم للخارج بصورة غامضة ودونكم عملية إطلاق سراح المجرم التركي اوكتاي واخيرا إطلاق سراح المجرم المهندس ابراهيم محمود والغريب في الامر بعد إطلاق سراحه بأسبوع كشفت لحنة ازالة التمكين تورطه في فساد أراضي واستحوازه علي الاف الافدنة في القضارف تم ذلك عن طريق استغلال السلطة والنفوذ ولَم يتم القبض عليه مرة اخري حتي الان وربما تم تهريبه والأمثلة كثيرة فالكيزان ليست لهم مصلحة في إسقاط هذا النظام فهم الان يسيطرون علي كل اجهزة الدولة في القطاعات الحيوية في وزارة الخارجية وفِي القضائية وفِي ديوان النائب العام وفِي الأجهزة الامنية والجيش وزارة المالية وفِي وزارة التجارة وفِي بنك السودان وفِي ديوان الضرائب وفِي الجمارك وفي البنوك التجارية٠ فهل من المنطق للكيزان إسقاط نظام كهذا!! فتجدهم حتي الان في دهشة ولا يتوقعون بعد كل هذا الاجرام الذي تم في حق الشعب السوداني ان بعد هذه الثورة سيكون فيهم حي يرزق او حتي ان يقدم لمحاكمة بصورة جادة حتي الان او تصادر امواله المنهوبة من عرق الشعب السوداني.
ثانيا/
فرية الانقلاب العسكري وان الخروج في مظاهرات سيؤدي لانفلات أمني يبرر تدخل الجيش للانقلاب العسكري علي السلطة!!! وهذا تحديدا اُسلوب نظام البشير خاصة اخر أيامه عندما كان يلجأ الي التخويف من الانفلات الأمني والفوضي من المندسين في التظاهرات!!! وهذا كلام غير منطقي يشهد علي ذلك تاريخ حافل وناصع للشعب السوداني في سلمية التظاهرات والثورات وخير دليل علي ذلك مظاهرات ثورة ديسمبر التي استمرت لمدة ستة أشهر بسلمية ادهشت العالم ورغم الجوع كان هناك مشهدا تاريخيا بدخول احدي التظاهرات سوق للخضروات وكان هم المتظاهرين حماية باعة الخضر والفواكه ولَم يَصْب احدهم باذي ولَم تتم اي عملية سرقة وهذا السلوك لايحدث الا في السودان!! اما التهديد بتدخل الجيش عن طريق الانقلاب العسكري فهذا قول مردود لان السلطة الان فعليا في يد الجيش والذي يستخدم حكومة حمدوك كغطاء مدني للتمكن والتحكم في السلطة وهدف هذه التظاهرات وهذه الثورة إسقاط هذه الحكومة لانها حكومة عسكر مغلفة بغلاف مدني وهذا الترتيب بالنسبة للعسكرهو الأمثل لأستحالة عودتهم للسلطة عن طريق الدبابات لأسباب محلية واقليمية ودولية.
ثالثا/
فرية وصول بعثة الامم المتحدة فيه الحل الناجع لكل مشاكل البلاد فمهمة هذه البعثة محدودة للغاية ولا تحمل عصا سحرية لحل مشكلة الوقود والخبز والكهرباء والمواصلات وحسب تصريحات صحفية من المسؤولين عن مهمة البعثة والتي تتلخص في الاتي””مهام البعثة تتركز على 4 محاور وهي دعم عملية التحول السياسي، ووضع الدستور، وتنفيذ الوثيقة الدستورية، والتمهيد لإجراء الانتخابات، لتحقيق السلام الشامل والمصالحة الوطنية في السودان” حسب تصريح المسؤول٠ وكما ناحظ ان معظم هذه المهام ذات طبيعة سياسية ودستورية.
دعاوي انجازات حكومة حمدوك !!! يدعي “الحمدوكيين” ان هذه الحكومة قد انجزت الكثير رغم اعترافهم بالفشل في الملف الاقتصادي هنا يمكننا الحديث وتفنيد هذه الادعاءات فاتفاق السلام المزعوم عبارة عن اتفاق سياسي تم بغرض اشراك بعض الحركات المسلحة في السلطة وهومجرد اتفاق فوقي ومنقوص ولايخاطب جزور المشكلة ومازالت اكبر الحركات المسلحة خارج اطار هذا الاتفاق حركة عبدالواحد وحركة عبدالعزيز الحلو والدليل علي محدودية هذا الاتفاق وفشله في اخماد نار الفتنة والحروب مايحدث الان في شرق السودان وفِي دارفور مدينة الجنينة وأماكن اخري من أطراف البلاد فلاتستحق حكومة حمدوك ان تاخد وساما علي تحقيق هذا السلام الموهوم كما تدعي وتسلط عليه ابواقها الإعلامية كإنجازعظيم يستحق الشكر والثناء.
اما في مايتعلق برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب فهو قد تم من خلال “صفقة تطبيع” العلاقات مع اسرائيل ورغم تنكر حكومة حمدوك لعملية اتفاقهم علي التطبيع ولكن كان من الواضح انه ونتيجة لضغوط خارجية وافق حمدوك علي التطبيع كشرط لرفع اسم السودان رغم إنكارهم ذلك وامحاولة إقناع الشارع السوداني بانفصال مسار التطبيع مع إسرائيلي عن مسار رفع العقوبات.
وفِي موضوع عودة السودان لمجتمع التنمية ومنظمات التمويل الدولية فقد جاء ذلك عبر التزام السودان في الدخول في اتفاقية مع صندوق النقد الدولي تبدأ بتسديد السودان لمتأخراته علي الصندوق والبنك وبنك التنمية الافريقي وهي عبارة عن مبلغ “1.3 مليار دولار” التزمت الولايات المتحدة بدفع مليار دولار لتمكين السودان من تسديد المتأخرات واستئناف نشاطه مع هذه المؤسسات والحصول علي قروض ومساعدات ولكن لاتقف المسالة عند تسديد المتأخرات فحسب فمازل علي السودان الدخول في برنامج تقشفي قاسي مع الصندوق تحت اطار برنامج مراقبة الصندوق تمهيدا للدخول في اتفاقية الهيبك لإعفاء او التقليل من حدة الديون.
ونتيجة لذلك دفع الشعب السوداني ثمنا غاليا من المعاناة وضيق العيش والمسغبة نتيجة للتطبيق القاسي لشروط الاتفاق مع الصندوق والذي كان قد بدأ في ميزانية العام الماضي ويستمر في ميزانية هذا العام ويشمل ذلك تطبيق سياسة رفع الدعم عن السلع الاساسية مثل الوقود والكهرباء وتحرير سعر الصرف ويتوقع الشعب السوداني المزيد من المعاناة هذا العام عند اكتمال تطبيق روشتة الصندوق ورفع الدعم عن الخبز والتعويم الكامل للعملة الوطنية.
ولاننسي هنا تصريحات عضو المجلس السيادي وعضو لجنة ازالة التمكين محمد الفكي في المؤتمر الصحفي الاخير وهو منزعجا من التظاهرات والاحتجاجات علي فشل الحكومة في توفير سبل الحياة الكريمة فصاح علي الملاء مطالبا ان لايغادر اي من أعضاء الحكومة موقعه مهما حميت المعركة ويؤكد علي ان هناك هجمة شرسة من الثورة المضادة علي الحكومة ويعني من حديثه هذا “الكنكشة” في المنصب مهما كان السبب وتجاهل مطالب الثوار بالتغيير وهذا التصريح الغريب والذي يتنافي مع سنة الحياة ومع اسس الديمقراطية والحكم الرشيد والذي يقتضي المحاسبة والمساءلة والإقالة والتغيير بأمر الشارع!!! ومن الملاحظ أيضا في الاونة الاخيرة استخدام المؤتمرات الصحفية للجنة ازالة التمكين كوسيلة لصرف الأنظار عن القضايا الاساسية خاصة عندما تلوح علي الأفق بوادر احتجاجات وتم استخدام هذا الأسلوب اكثر من مرة اخرها قبل الاحتجاجات الاخيرة فأصبح استخدام قرارات اللجنة كوسيلة تخدير للشارع الغاضب من فشل هذه الحكومة كلما اقتضي الامر.
حتي اذا نجحت كل هده الجهود لإسكات الشارع الان سيكون ذلك مؤقتا فسرعان ماتخرح الجموع مرات ومرات وذلك لوجود التحديات التالية لحكومة حمدوك:
اولا/
الوضع الاقتصادي سيزداد سواء بعد تطبيق الحزمة الكاملة لصندوق النقد الدولي خاصة قبل الزيارة المتوقعة لبعثة الصندوق في شهر فبراير .
ثانيا/
المساعدات الدولية وخاصة من الصندوق والبنك الدولي وتدفق الاستثمارات الدولية مرتبطة بالتطبيق الكامل لروشتة الصندوق ويعني ذلك المزيد من المعاناة وشظف العيش للمواطن.
ثالثا/
حتي اذا تم كل ذلك فدخول الاستثمارات الأجنبية في مشاريع ضخمة طويلة المدي يتطلب الاستقرار الأمني والسياسي وهذا لايتوفر الان في السودان.
رابعا/
أسباب اخري غير اقتصادية لخروج الشارع المطالبة بالعدالة القصاص وخاصة في قضية فض اعتصام القيادة العامة وقضايا الفساد وكل القضايا الهامة المجمدة عند النائب العام و لم تحرك ساكنا حتي الان.
خامسا/
ملف السلام مازال ناقصا واستند علي حلول جزئية وترضيات سياسية ومحاصصات حزبية علي المناصب والامتيازات.
سادسا/
قضايا العلاقات الخارجية والتفريط في السيادة الوطنية نجد ذلك في الحرب الحدودية مع اثيوبيا حول الفشقة وكذلك في قضية سد النهضة والعلاقة الغامضة مع مصر وخاصة في ملف قضية حلايب وشلاتين اضافة للملف الغامض في تطبيق العلاقات مع اسرائيل. الكل يعلم ان الشارع الان قد وصل حالة من الاحباط من تردي الأوضاع المعيشية وضعف هذه الحكومة في الاستجابة لأصلاح هذا التردي بل علي العكس تماما لجأت الحكومة الي اُسلوب المراوغة والتضليل وكان من الطبيعي ان تبتعد الجماهير عن هذه الحكومة وتفقد الثقة في توجهاتها الغامضة ومن المؤسف حقا ان تلجأ الحكومة الي هذه الأساليب المجربة من قبل النظام الكيزاني في شيطنة اَي محاولات للخروج والاحتجاج علي فشل الحكومة البائن للعيان.
مهما حاولت هذه الحكومة من استخدام الحيل والتضليل لوقف المد الثوري وحركة احتجاجات الشارع لن تستطيع فكلها مجرد محاولات بائسة يائسة فالشارع عندما يقرر الخروج لأسقاط هذه الحكومة يكون ذلك لأسباب ذاتية وموضوعية وليس عبثا ولن تثنية عن الخروج كل المحاولات اليائسة لايقافه ولايمكن تضلليله لان الشارع عندما يقرر الخروج سيكون كالبركان الثائر لن يقف أمامه احد وسيمضي في ثورته الي ان يحقق الهدف المنشود الاوهو سقوط النظام ورميه في مذبلة التاريخ.

‫9 تعليقات

  1. (وسيمضي في ثورته الي ان يحقق الهدف المنشود الاوهو سقوط النظام ورميه في مذبلة التاريخ.)
    ثم ماذا بعد سقوط النظام ورميه فى مزبلة التاريخ ؟؟؟؟ لم تقترح لنا ايها الكاتب المحترم ما هو البديل الامثل لحل لغز الحكم في السودان … كنا في شوق شديد لمعرفة رؤيتك في كيفية المخرج الامن ؟؟!!!

    1. وردك هذا ايضا من هترات ما اسماهم بالحمدوكيين .
      ليس على اي كاتب ان يفصل لنا في الحلول . هذه ليست مهمة مطلوبة من اي كاتب ( بالرغم من ان في هذا المقال وقبله مقالات كتيرة لمحمود كانت فيه الكثير من الاشارات وبالأرقام لما يمكن عمله ) .
      هي نفس لعبة الكيزان ” البديل بتاعكم وينو ” … ودا رد عليهو محمود بإنو قولة البديل وينو ما حتنجيكم من الشعب الجيعان . ما على الشعب الجيعان يقول البديل وين . هي مهمة الحكومة ان تجد السياسات التي تزيح العناء عن الشعب . وكان غلبها تغور في ستين الف داهية ويجي غيرها من يأنس في نفسه عمل سياسات تريح الشعب ولا يسأل “البديل شنو؟” ….

  2. ايها الدكتور لم استطيع ان اكمل مقالك لانه مقال ينم عن حقد في نفسك على حمدوك وعلى الشعب السوداني قاطبة والدليل شخصنتك للمشكلة قولك عن توظيف حمدوك في الامم المتحدة (( أسوة بحمدوك الموظف الاممي الفارغ المحتوي والمضمون يخرجون من…..)) توظيفه في الامم المتحدة شيء يخصه هو ورغم ذلك الرجل لقد استفاد وافاد السودان بعلاقته بالامم المتحده ومعرفته بقوانينها لقد سخر معلوماته الى خدمة الوطن . ثم ثانيا حمدوك الذي مرمط بقدراته الارض اتحداك ان تجد بين الشعب السوداني الان رجل يستطيع ان يكون رئيس وزراء في هذه الفترة بكفاءة حمدوك . ثالثا حمدوك ليس منظومة سياسية او اقتصادية كاملة وليس حزب وانما حمدوك فرد من 45 مليون مواطن سوداني وضعه القدر في ظرف صعب شديد جدا بلد منهارة خربة مدمرة بمعنى الكلمة بلد تردح تحت الحظر 30 عاما نظام فاسد افسد الارض والسماء والنفس الرجل لقد استطاع ان يعيد الدولة لحضن العالم شاء من شاء وابى من ابى. رابعا من يظن بان حمدوك هو رئيس الوزاء مطلق يكون واهم وهو لا يستطيع ان ينظر للامور بصدق وامانه ومن لا ينظر الى الامور بصد وامانه يعتبر غير ناضج فكريا من المعروف ان السلطة هي مال وقوة في تعريفها العام المتفق عليه كيف لحمدوك ان يمرر قراراته وينفذ خطته و وزارة الداخلية ليست تحت سيطرته ؟ كيف له ان يضبط الحدود و وزارة الدفاع ليس تحت سلطته وكذلك الامن عامةليس تحت سيطرته بل اكثر من ذلك هل تعلم ياهذا ان ميزانية 2021 بها 75 مليار مخصصة لملشيات الدعم السريع ؟ اتحداك ان توضح لنا ما هي الجنسيات التي تشملها هذه القوات .خامسا هل تعلم يا هذا ان قوة الحرية والتغير او ما يسمى بقحت هي نفسها تحتاج لرئيس وزراء يديدرها ورغم ذلك لقد استطاع حمدوك ان سيسها تذكر الاسفين الذي غرزه الصادق المهدي عندما انسحب من قحت هذا لوحده كان كفيل بان يهير كل الحكومة رغم تربص النظام القديم ومجلس امنه الذي مازال هو على قمة السلطة . فان كان هنالك شيء يعمل وقول ان يقال يجب ان نرفع القبعات لحمدوك الرجل الذي تحمل المسؤلية بكل صدق وامانة وتجرد شكرا حمدوك فان عبرت فانت اهل لذلك وان كبوت لقد اجتهد وما قصرت وفي الختام احب ان اؤكد ان ليست لي علاقة بحمدوك او باي حزب

    1. كلام جميل .. بعض التساؤلات
      1. حمدوك يعلم ما ذا تعني تطبيق روشته البنك الدولي ونتائجها علي زيادة الاسعار والتي لم تبلغ منتهاها وبالعكس قد تصل الزيادات النهائيه ثلاث اضعاف ما يرهق المواطن حاليا. نعلم انه لابد من رفع الدعم “تدريجيا” عن ما يساعد في التهريب. هل افادت سياساته في وقف التهريب؟ هل وضع خطط بديله للفقراء؟ يا سيدي لم تتم حتي الان عمل احصاءات دقيقه عن المحتاجين في السودان؟ لماذا؟ الم تعلم حكومه يقودها حمدوك مالات الوضع لمن له شخص مريض لايستطيع شراء دواء له؟

      2. ما قولكم في زيادة المرتبات من قبل البدوي لخمسه اضعاف، ثم ياتي بعد ذلك ليقولو ان الحكومه عاجرة عن الالتزام بسداد هذه المرتبات لان اللجنه التي حسبتها اخطات! ولكن بعد تضخم كبير جدا! كيف يمكن لنا ان نفهم ذلك وحمدوك نفسه خبير اقتصادي وعلي راس هذه المنظومه وهو من اتي بالبدوي لغرض معين وهو تنفيذ اجندة البنك الدولي

      3. لماذا لم تكن هناك شفافيه في هذا الامر مع المواطن الذي يتفاجا بزياده الاسعار ولا يعلم متي تقف! لماذا لاينصت الي اللجنة الاقتصاديه بقحت وهو مجبر علي ذلك ان كان يريد اتباع اللوائح الاداريه حتي يتحملوا الفشل سويا! ولكنه اراد الانفراد بالقرار وهذا خطا

      4. لماذا اقال اكرم وسياساته كانت في صف المواطن وضد ساسه البنك الدولي

      5. لماذا لم يخاطب وزير التربيه ويجلس معه في موضوع المناهج، وانفرد بالقرار واستخدام سلطاته بتجاوز الوزير، هذا لائحيا خطا كبير

      6. نسمع ان بعض الافراد وقد تجاوزت مرتباتهم 10 الف دولار، هل يوجد سبب لذلك؟ نعلم انه بالسيادي هناك نثريه تتجاوز المليار ولاتخضع لمراقب مالي!! سمعنا ان مرتبات مجلس الوزراء تم تعديلها قبل مرتبات بقيه الشعب بزمن كثيرجدا، لماذا؟ الم ياتو لخدمه الوطن والشعب؟ لماذا وافق حمدوك علي الاتيان باشخاص يحملون اكثر من جنسيه ولم يكن ذلك منصوصا مسبقا؟ هؤلاء لم ولن يفيدوا البلد، هؤلاء يحولون مرتباتهم شهريا لدولار، فلاحظ ان كان عددهم 250 فقط وتم تعديل مرتباتهم في 2019، الم يكن ليضر الاقتصاد ذلك الان!! لم نسمع بشخص قرر قبول الوظيفه من دون اخذ مرتب او حتي تبرع به ولكنهم يعلون عن القومه للسودان!! وحتي ذلك، فاعرف شخصيا كثيرين ممن تبرعوا باموال طائله من اجل قومه السودان،ولكن لانعلم ماذا كان مصيرها، ولا استغرب ان تكون قد ذهبت الي جيوب البعض بدلا عن الوطن والمواطن لغياب الشفافيه ..

      7. اذا وجد شخص واحد غير مناسب بموقع حساس ستخرب البلد كلها! انظر الان الي بقية المؤسسات وستري ذلك. اذهب وزارة التعليم العالي، قد ان الوزيرة تم تعيينها لصله قرابه مع برهان ولان البعض من مبادرة اساتذه جامعة الخرطوم زكوها بسبب ذلك وبسبب العوائل علي ذكر رئيسها! ثم لاحظ لافعال مديرة جامعه الخرطوم، تجد انها واستافها في المقام الاول تجاوزو السن المعاشيه، وياتمرون من البعض ممكن يتهم بالكوزنه من المبادرة واعضاء بلجنة التمكين. انه يا سيدي عند غياب القانون ووجود الرغبه بالتشبث بالمقاعد، يحدث كل ذلك!

      8. هل سمعت بتشكيل لجنة تحقيقه لمجموعه او محاسبه شخص ما منذ تولي حمدوك للسطله؟ لا لماذا؟ لان هناك بعض القطيع يستفيد من الخمج الحاصل دا!! فمثلا لللجنة التي حسبت المرتبات خطا، كان ينبغي محاسبتها واتهامها بالخيانه او سحب شهاداتهم! لم يحدث اي شي من هذا او غيره

      الرجل غير جديد اداريا بالمنصب، كما انه ضعيف الشخصيه، وغير شفاف، اتت به سيرته الذاتيه بسبب خبرته في الاقتصاد ولكن في هذا الموضوع تحديدا، لانري له نجاحا بل فشلا زريعا واتفق معك في انه قد يكون امينا وعمل ما في وسعه .. ولكن موضوع البلد حساس لاتنفع به المجامله، فليذهب الي الجحيمّ!

  3. ورجغ ورجغ ورجغ في الفاضي وفي النهاية لم يقدم حل وقاعد في امريكا ضارب الترطيبة كل الشعب سياسين ويفهمون في كل شيء

  4. من واشطن بالله هههههههه قوم علي حيلك !!! اسمع كلامك اصدقك و اشوف عمايلك اتحير !!!.ذي مقال منصور خالد ينتقدون الغرب و مؤسساتهم الواحد منهم بدل موسكو او بيجين يكون دفع دم قلبه عشان يستقر في الغرب!!!. و بقوة عين تجده يتمرمق في ترابهم !!! و يتحشي من موائدهم !!! و يستمع بحرياتهم!!! و يتعلم في مدارسهم!!! و يفاخر بلغتهم!!!!!!

  5. كما يقول الكاتب اعلاه المفسبك الحمدوكى قال : بعد وصول بعثة الامم المتحدة ما تطلعو تحرقو لساتك و تعملو مظاهرات فوضويه و البسو قمصان بيضاء دى ما عارفه كيف الكاتب بيستنكرها ؟ دا عين العقل و رفع لافتات مكتوب عليها جوبز طريقه حضاريه جدا للتعبير السلمى عن المطالب و المفسبك الحمدوكى كما يقول الكاتب ما قال الامم المتحده حتوفر وظائف هو قال ح تساعد فى استجلاب شركات كبيره للاستثمار و توظف الشباب السودانى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..