
* مع تعذُّر تنصيب التشريعيين؛ كانت (ديسمبر) ثورة تحتاج إلى التتويج بتنفيذيين مستعدين للتضحية في شأن الوطن؛ لا إلى المغامرة في سبيل الذات أوالقبيلة أوالرِفاق المحددين؛ فإذا بنا نهبط معهم إلى اللا ثورة؛ أو كما تريد (شلة الحرية والتغيير)! أنظر إلى هذا المُسمّى النبيل على الأسطح والألسن؛ ثم لنتأمل مدى (صياعته) السياسية ومياعته واقعياً مع العسكر ضد غايات الشعب..! ثم أنظر على رأس هؤلاء رئيس الوزراء عبدالله حمدوك؛ الذي بإمكانه أن يحقق فتحاً في ملفات خارجية شائكة؛ أما دفاتر الداخل بمجازرها وفلولها وقتلتها وسُرّاقها فهي تنفلت من قبضته (الميتة)! هو مدرك لذلك؛ ولعله راضٍ به (غصباً عنه)!
* اللا ثورة هي حالة نقيضة لتطلعات ديسمبر (الثورة) ولا تحتاج إلى تفسير بخلاف ذلك.. المهم متابعة شوط اللاعبين في ميدانها المهيأ للمهازل المدنية؛ الراضخ للعسكر الطامعين إلى مكاسب خاصة من خلال شكل ما (من أشكال الفوضى السياسية) والعمل على إبقاء هذا الشكل كواحد من أساسيات البيئة العفنة التي تناسب العقول الإجرامية الصرفة.
* أن تأتي اللا ثورة أو (الهبوط) بعد اشتعال ثوري تنبئ كل تفاصيله ويومياته بالعظمة والفخار؛ فذلك شأنٌ جلل يبين كم لبثنا في فصول (الأمية السياسية) التي تمسك الأحزاب بمقودها من قديم الزمان حتى إهترأ؛ ولم تهتريء جماجم الطمع و(العوارة) في ركوب السلطة من غير برنامج أو تأهيل؛ ناهيك عن عبقرية! لم تكن البلاد طيلة عهدها بحاجة إلى مستحيل؛ ولا يرنو مواطنها لمَغنمٍ بخلاف أن تكون (دولة طبيعية) يقودها أشخاص (طبيعيين)! أرايتم بساطة المطلب؟! فإذا تعذرت المواصفات تظل الحاجة قائمة إلى نشدانها عبر ثورة وربما ثورات مهما كلّفت.. فانظروا إلى كل أفعال الممسكين بسلطة الراهن؛ ماهو (الطبيعي) فيهم بخلاف أشياء مللنا تكرارها؛ كالفشل وخيانة الوطن.
* إن النجاح في كمال الثورة بقطع دابر أعدائها (عملياً) وليس بمط حروف الشكوى المستمرة من الأعداء (أذناب وإنتهازيي ومنافقي النظام الإسلاموي).. فإذا كان الأعداء على رأس السلطة فهل من منجى لشعب الثورة سوى (أختها)؟! وإذا كنتم لا تستطيعون إدراك أن الثورة (معركة كبرى وعطاء أكبر) فاخرجوا من سنامها (المُتخيَّل) بدلاً عن (التمثيل)..! هذا الحديث موجه لأشخاص محددين على رأسهم رئيس الوزراء والنائب العام والوزراء واللجان وبقية المنهمكين في مرحلة (اللا ثورة) الواقعين تحت سطوة العسكر.. إن بعض ــ المحددين ــ يشغلوننا على المستوى (الخبري) المصنوع بما ليس أولوية؛ بينما القتلة والحرامية الكبار الذين (لعبوا) في شوط السنوات الطويلة الماضية لم تخدشهم (ورقة) حتى الآن! فسوء الأمس موجود اليوم؛ لم ترقى مقاومته أو نسفه لأبعد من ظاهرة (الصوت)! ولم يبت فيه (عدلاً).. بل شهدنا إضافة نوعية للاعبين جدد من العهد القديم..!
أعوذ بالله
ــــــ
المواكب