الحكم العسكري أحتلال ٌ ناعم وظلم ٌ متناسل

« الحكم العسكري هو احتلال ناعم للدولة بتنفيذ سياسيات خارجية تساعد في بقاءه في الحكم ، أي حكم الصوت الواحد واليد الواحدة ، وهنا تختل كل موازين الدولة بنهج الحكم العسكري، وعلي مرة التاريخ لم تنجح التجارب العسكرية أطلاقاً ؛ لأنه ُ يكون الولاء للقائد لا الدولة، وتكون الوطنية للحزب لا الدولة شعبهــا،…»
« من الهوس السلطوي يظن العسكريين بأنهم هم الوطنيين لا أحد يحكم او يدير البلاد ومواردها غيرهم ، هذا الأنطباع يخلق تصورّ خطير ودائماً يسعون للسلطة وحينما تبقي السلطة في قبضّتهم، لا يسمعـون اي صوت غير الأصوات التي تدين بالولاء لهم فقط ، وهنا تظهر القوة العسكرية هي اليد التي تبطش كل من يعارض النظام العسكري …..»

ونآخذ نماذج للحكم العسكري : عبد الناصر كان قائداً ذكي و وطني وحليفاً للأتحاد السوفيتي، ولكنهُ قمع معارضيه، كان كل من يعارض سياساته ِ يواجه حتفه ِ ،أي أن الديكتاتور يريد الشيء الذي يود سماعه ِ فقط ولا يريد ذلك، ومعظم حاشيته ِ ينقلون له الأخبار التي تجعله غير عصبي ، وكانت هذه الصفة هي التي تسبب في هزيمة 1967 النكســة؛ لأنّ قيادات الجيش لا يعطون تصوّراً للوضع الحقيقي في جبهات القتال ، ونفس الذي حصل لهتلر النازي…..

لا توجد دولة علي رأسها حكم عسكري تطورت، كل التجارب العسكوية تصاحبهــا الكوارث، الانهيار، والتفكك الاجتماعي، وفقد الرؤية، وأهدار الموارد، واستباحة الدماء، وخرق القانون، …

السؤال الذي يطرح نفسه ُ ، لماذا نحن نعاني من قيام دولة حقيقية ذات سيادة وطنية ….؟
لأننا رغم الأمكانيات لا دولة لنا منذ الأستقلال، اي مراحل الحكم في السودان هي تجارب عسكرية ذات دائرة ضيقة للحكم في اطار النفوذ العسكري، ولك ان تنظر وتقارن حكم الموارد، وحجم الانجازات في كل الحقب العسكرية، شيء ٌ مؤسف جداً ، الموارد لا تُدار بالقوة في تحتاج خبراء وأختصاصيين لكل مجال، وهنا يظهر الغباء بأن ّ الدولة تدار كغابة بالخوف والتهريب ، الشيء الذي يضع الشعب في عزلة عن الدولة …..الخ.

#الدولة_المدنية_الحقوق_للجميع

صدام البدوي يوسف