مقالات وآراء سياسية

الدين الحق يورث بالضرورة حياة كريمة!

صديق النعمة الطيب

الدين الحق هو انضباط وعلم وثقافة منتجة، هو إلتزام فردي بالعهود والمواثيق، ينتج عنه بالضرورة مجتمع متحضر!

(فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى)!

الانسان هو الذي “يخلق” واقعه بيديه، وعقابه وثوابه يكون بمقتضى ذلك الواقع الذي ينتجه في الدنيا قبل الآخرة “بإذن ربه”!

ذلك مصداقاً لقوله تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً)، والذكر هو (وَأَوۡفُوا۟ ٱلۡكَیۡلَ وَٱلۡمِیزَانَ بِٱلۡقِسۡطِۖ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۖ وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُوا۟)، الذكر هو أن تستحضر أوامر الله تعالى في كل ما تفعل!

ليس قدرنا أن نعيش حياة “العُسرى”، فحياة الضنك التي نعيشها هي نتاج الاستغناء عن القوانين التي تنتظم الوجود، وهي محددة ولا محيد عنها، وتنطبق على المسلم وعلى البوذي وعلى الملحد.

من يبخل بعطائه، المتمثل في الجهد الفكري اللازم واتباع سنن الله تعالى في تحقيق الأشياء، والتي تواضع الناس من قديم على خطواتها في مختلف علوم الإدارة من (رؤية ورسالة وتخطيط وتنفيذ ومتابعة ومحاسبة وتطوير دائم)، فإنه يكون قد استغنى بنفسه، وكذب بحتمية سنن الله تعالى في الوجود التي لا تتبدل ومصداقها “لا إله إلا الله”!

لو كان هذا الوجود من عند غير الله لأصبحنا نحن سادة العالم بما نملك من وهم “الخيرية” بلا عمل، ولكن الله حسم الأمر بقوله تعالى (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَٰفًا كَثِيرًا)، فسنة الله في القرءان وفي الوجود لا تتخلف ابداً ولا تحابي أحداً، وكلاهما من عنده لا إله إلا هو.

الخلاصة:
المجتمع “المسلم” لله، لا بد أن يعيش حياة وفرة (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى)، لأنه مجتمع يعطي جهده ووقته وماله في سبيل الله، وسبيل الله هو كل ما من شأنه أن يضمن الحياة الكريمة للناس، وإلا فهذا المجتمع يعيش حالة جهل بدينه! ونفاق من رجال دينه، والحمد لله ليس في الاسلام رجال دين!

صديق النعمة الطيب

تعليق واحد

  1. بارك الله فيك أستاذ صديق . هذا فهم صحيح متقدم للدين . فكل مايدعونا الله له , فيه خير الدنيا والآخرة .
    ” يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ “

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..