مقالات وآراء سياسية

اقتلعوا العمود وعلي وعلى أعدائي يارب

محمد حسن شوربجي

ما يحدث في السودان من دمار للاقتصاد سببه شياطين الدولة العميقه.

وهذا الامر لا يخطئه عاقل وان قالوا انها شماعة نعلق عليها اخفاقاتنا.

فقد قال لي صديقي يمازحني ما تعملوا زي شمشون الجبار وريحونا قلت له وماذا فعل شمشون الجبار
قال لقد كان شمشون الجبار رجلا قويا و كان لا يقدر على قوته أحد ،وحينما أراد أعداءه الانتقام منه غدرا وخيانة حدث ما جعله يقول قولته الشهيرة (عليّ وعلى أعدائي يا رب) ، والتي صارت مثلاً شهيراً تناقلته الأجيال حتى وقتنا الحالي.

فلقد كان هذا الرجل قوياً جداً وبطولاته لا توصف ولا يمكن أن يقهر أبداً فكان يتغلب على خصومه جميعا فحاول خصومه التغلب عليه ولكنهم فشلوا.

وكان لـ شمشون زوجة جميلة للغاية ، وكان متيماً بها عشقاً ، فاتصل بها خصومه ورشوها بمال وفير ، وطلبوا منها أن تطلعهم على سر قوته ، ووعدتهم خيراً ، وأخذت تستدرجه لمعرفة هذا السر.

فكان شمشون كلما سألته زوجته ، يجيبها إجابات غير صحيحة ، وكانت تمتحنه بتلك الإجابات ، فيظهر لها زيفها وعدم صحتها ، واضطر شمشون أمام كثرة الحاحها ، إلى اطلاعها على سر قوته ، وأنه كامن في شعره .

فأخبرت خصوم شمشون بسر قوته ، فطلبوا منها أن تقص له شعر رأسه ، عندما يكون مستغرقاً في النوم ، وبالفعل قامت بما طلب منها ، فتحولت قوته الجبارة إلى قوة عادية ، ثم هاجموه في داره وتغلبوا عليه ، وشدوا وثاقه وأدخلوه السجن .

ثم أرادوا أن يسخروا منه ، فجلبوه إلى قاعة كبيرة ، ازدحمت بكبارهم ، وطلبوا منه أن يقوم بأعمال هزلية ، ليضحكوا عليه ، فعمد إلى عمود وسط القاعة ، واقتلعه وصرخ بصوت عالي قائلًا : عليّ وعلى أعدائي يا رب
فأطبق سقف القاعة على شمشون والآخرين وماتوا جميعهم ، وذهب قوله مثلاً شهيراً حتى يومنا هذا ،
فما يحدث للوطن من لدن شياطين الدولة العميقة يدعو شمشون الوطن أن يقتلع العمود ليموت هؤلاء.

فما من أزمة الا ولهم فيها يد سوداء وقد فشلنا كحكومة ثورة في قطع دابرهم
وظني ان الثوار في النهاية سيقتلعوا عمود القاعة ليهوي على رؤوس الجميع تدميرا.
فما يجري في البلاد منذ اندلاع الثورة خطير للغايه.
فقد وصل التدهور الاقتصادي مداه في ظل غياب هيبة الدولة وعجزها في محاكمة المجرمين.
فلم يمثل حتى الآن أي متهم أمام القضاء.
ولم تظهر نتائج تحقيق شهداء القيادة حتى الآن. ولم تعود كل الأموال التي فكفكتها لجان ازالة التمكين الي الموازنة العامة تحسينا للحال.
وحتي الآن تسيطر المافيات اللعينة على كل مقدرات الوطن وبتأمين من الشق العسكري.
ولا مجلس تشريعي حتى الآن
ولا برلمان ولا قوانين حتى الآن.
ورئيس الوزراء يهدئ من روع الشعب بالمسكنات.
والحال يسير من سيء إلى اسوء.
والخبز معدوم
والوقود يهرب
والكهرباء مقطوعة على الدوام
والمياه حدث ولا حرج
واها… قالوا لينا انتظروا وسيتحسن الحال بعد دخول البعثة الامميه.
وقالوا لينا انتظروا سيتحسن الحال بعد التطبيع
وقالوا لينا انتظروا سيتحسن الحال بعد رفع الحظر على السودان
وأخيرا قالوا لينا انتظروا سيتحسن الحال مع الحكومة الجديدة
ولكن حتى الآن لم نرى بصيص ضوء في آخر النفق.
وهي والله دعوة صريحة لشمشون الوطن الذي قام الشق العسكري بقص شعره فلم يعد قادرا على المليونيات والتروس بأن يقتلع فورا عمود السودان ليسقط فوق راس الجميع.
فلقد فشلنا جميعا في بناء دولة حقيقية منذ الاستقلال.
وياريت يفعلها شمشون السودان فيسقط العمود فوق رؤوسنا.
ولم لا فقد يأتي بعدنا جيل افضل يصنع دولة سودانية حديثة تكون بديلة لهذا الكيان الهالك الهش الذي يموت اهله جوعا وهو يذخر بكل خيرات الدنيا.

محمد حسن شوربجي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..