مقالات وآراء

وحُذَيْفَةٌ الجَلَّاد

شكري عبد القيوم

قبل فترة ، كتب النور حمد سلسلة مقالات بعنوان ;( التكلُّس اليساروي. ) .. لم يلتزم فيها بحدود ، وبذل الهمزات والغمزات واللمزات على الشيوعيين بما شاءت أهواؤُه، فكانَ كلامُه في الحساب النهائي ، والتحليل الأخير ضغينة موصوفة .
تصدَّى للرد عليه ، مَنْ مَهَر اسمَه بالدكتور أبو الحسن ، بمقالةٍ لم أخرج منها إلا بِحَمْأَةٍ وقليلِ ماء .فقُلْتُ لبعض الشيوعيين :أنَّ بامكاني اختزال الرد على النور حمد في مقالةٍ واحِدة أُلْقِمُه بها حجراً .ولكنِّي لستُ شيوعياً ولا محامِيَّاً مجانياً ، وأنَّ السم قَدُر غداء النور حمد لديكم هو : Huzaifa Elgalad.
من واقع كتاباته الهصورة ، وصفوة ما يسطِّرُه يراعُه ، رسمْتُ لهُ في خيالي صورة بمنكبين عريضين ،وعضلات مفتولة وشارب غزير ،وبقامَةٍ بين القامَتَيْن ، لا بالطويل الباني ولا بالقصير الداني ، أكول يتنفَّس بصعوبة وبصوتٍ عال ،و إذا مشى كأنَّما يتصبَّب من عَلٍ ، وكأنَّما يَهْوِي إلى الأرض .
قبل أسبوع ، وأثناء ما قاعدين في أتنيه ، انتبهتَ لإنو واحِد ما بعرفو قاعد معانا ، وبيقول إنو في سنة من السنوات دخل كلية القانون جامعة النيلين برنامج الناضجين، وما واصل فيها لسبب أوضحو .وفي النهاية فضَّلْنا أنا وهو بس. فسألني من فتحي صديق، قلتَ ليهو: فتحي زي المواعيد دي بيكون في الجريدة في الخرطوم 2. فحمَّلني تحياته ليهو ، ومشى .
جا فتحي .قلتَ ليهو : جاك واحِد هنا اسمو حذيفة .قال : حذيفة الجلاد .?. قلتَ ليهو: لأ .أبداً .حذيفة الجلاد أنا بعرفو :( .ده واحِد كده ربما كان مدرس أو متحصِّل ضرائب أو حاجة بالشكل ده .
الليلة أثناء ما قاعد براي ، جا تاني. نفس الزول.ف بعد التحيَّة والمجاملة قلتَ ليهو: أنا كلَّمتَ فتحي بى جيتك الفاتت ، وقال يمكن ده حذيفة الجلاد، وقلتَ ليهو: لا ما حذيفة الجلاد. فضحك فبدا لي بريئاً كما الأطفال ، وقال : أنا هو ذاتو .. حذيفة الجلاد .
– انتَ يعني راجل أستاذة قمرية .?!.
= واللهِ قمرية دي ذاتها مشكلة ياخ .بدل ما يعرفوها بي أنا ، يعرفوني بيها هِيَ :( .
وهكذا ، أضِفتُ إلى قائمة معارفي رفيقاً رائع الخواطر، شريف العواطف، مُسْنَداً بِهِمَّة ماضِية ، مُؤيَّداً بحكمة عُلْيا ، بسيطاً بساطة تَحِيَّة الصباح ، مسكوناً بالإنسانية ، يعبقُ بالشذى ويفوحُ عطراً .
وهكذا ، أيضاً ودائِماً ، هُم الشيوعيون ، لكن ليسَ كُلُّهُم . ففيهم من يليقُ بِهِ قاعُ الجحيم ، وبينهم مَنْ خليقٌ بِهِ الدَّرَكاتُ السُفْلَى ، وفيهم مَنْ إذا جَاوَرْتَهُ في الجَنَّة وَجَبَ الرحيلُ إلى سَقَر .
” شُكْرِي”

شكري عبد القيوم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..