مقالات وآراء سياسية

الذهب والصادرات والمغتربون

يوسف السندي

يعلم الجميع ان نسبة نجاح الحكومة القادمة ضئيلة، والأحزاب السياسية التي ستشارك في الحكومة تعلم هذه الحقيقية ورغم ذلك ( دقت صدرها) للمشاركة فيها، وهو موقف يمكن أن يحسب تهور ومن جهة اخرى قد يحسب شجاعة ووطنية بالتصدي لأزمة البلد. الحكومة الجديدة إن أرادت النجاح عليها الإسراع في معالجة التشوهات والأزمات الاقتصادية التي تمسك بخناق البلد، ويجب أن تستفيد في ذلك من قرار رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب وعودته للسوق المالية العالمية.

هناك ثلاث ملفات لو أحسنت الحكومة القادمة التعامل معها قد تستطيع العبور، أولها الذهب، يرقد السودان فوق كنوز من الذهب الاحمر، المستخرج السنوي من الذهب في السودان في اعوام سابقة قدر بما لا يقل عن ٦ مليار دولار سنويا، ولكن أكثر من ٧٠% من هذا المبلغ لا تدخل إلى الخزينة العامة للدولة، ولا تمر عبر بنك السودان المركزي، حيث يتم تهريب الذهب بطرق غير قانونية، عبر شبكات إجرامية منظمة ونافذة، وتفقد البلد بذلك أموالا طائلة، معالجة ملف الذهب سيوفر رصيدا ضخما وسهلا للحكومة القادمة.

ثاني الملفات هم المغتربون، قدرت تحويلات المغتربين السودانيين في آخر سنوات المخلوع البشير بمبلغ أربعة مليارات دولار سنويا، وهو مبلغ ضخم، ولكنه لم يكن يمر عبر الجهاز المصرفي الرسمي نتيجة توقف التعاملات المصرفية العالمية مع مصارف السودان لوجوده ضمن قائمة الدول الراعية للارهاب، هذا المبلغ كان يمر عبر تجار العملة والسوق السوداء الذين كانوا ينشطون تحت حماية نافذين فاسدين في سلطة البشير، هذا التشوه الاقتصادي مازال موجودا، ويجب معالجته من أجل الاستفادة من مرور هذه الأموال الضخمة عبر الجهاز المصرفي الرسمي، فالآن خرجت من قائمة الدول الراعية للارهاب وتستعيد في علاقتها الاقتصادية الطبيعية مع العالم، وبدأت النوافذ المغلقة بين البنوك السودانية والبنوك العالمية تفتح، الحكومة القادمة عليها الاستفادة من هذه الخطوات لمحاربة فساد تجارة العملة وجذب هذه المبالغ للسوق الرسمي، وسيمثل هذا اختراقا اقتصاديا عظيما اذا حدث.

ثالثهم حصائل الصادر، الفساد والتلاعب الكيزاني في حصائل الصادرات السودانية في آخر سنوات الانقاذ قدر بانه أفقد البلاد سنويا ما لا يقل عن ثلاث مليارات دولار، في عام ٢٠١٨ لم يتحصل بنك السودان الا على أقل من ١٠% من حصائل الصادر مع أن المعلومات كانت تشير الى وجود أكثر من ٤٠٠ شركة تصدير واسم تجاري في قطاع الصادرات!! ضبط قطاع الصادرات وتحصيل حصائل الصادرات اولا بأول سوف يوفر موردا ثابتا وعظيما من العملة الصعبة لخزينة الدولة، الحكومة القادمة عليها الاجتهاد في هذا الملف، وعليها الاستفادة من المواد الخام السودانية في التوسع في تصدير المنتجات السودانية وتنويعها وتجويدها، وعليها كذلك الاجتهاد في خلق سوق سودانية عادلة للمنافسة التجارية لا يسيطر عليها حزب او شخص أو جماعة، فهذا من شأنه رفع قيمة الصادرات وجذب الاستثمارات ودخول البلاد في عالم المال والتجارة الضخم.

هذه ثلاثة ملفات فقط من ملفات اقتصادنا، لو احسنت إدارتها من قبل حكومة القادمة سوف تحدث نقلة ممتازة وتزيد من فرص نجاح الحكومة، هناك عشرات الملفات الناجحة مثل الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية والمعادن الأخرى والميناء والموقع الجغرافي المتميز للسودان والسواعد الشابة التي تمثل حوالي ٦٠% من سكان البلد، كلها ملفات تنتظر من الحكومة القادمة ان تحسن ادارتها وتنتبه لها وتبتعد عن الصراع السياسي المكلف وتتوحد من أجل العبور بالسودان.

يوسف السندي
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. ذهب ،،،،،مغتربون ،،صادرات،،،دي ونسة قديمة ومسيخة،،نعيد الكلام تاني،،،برنامج الحكومة الاقتصادي ،،يعتمد على روشتة البنك الدولي وصندوق النقد،،،،،وأي دعم أو منحة تشترط تعويم الجنيه اولا،،،كلام واضح،،طيب،،رفع الدعم الحكومي عن الوقود ضمن الروشتة وفتح المجال أمام القطاع الخاص للاستثمار في العلاج ،الدواء ،،التعليم،،وتحجيم تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي عموما ،،من المطلوبات،،،جاء جبريل ابراهيم، ،جاء جحا،،جا، فلان ولا علان ،،دا كلو كلام فارغ،،الكلام المفيد هل يستطيع كائن من كان في هذه البلاد تغيير السياسة الاقتصادية للدولة في الوقت الراهن،دون تغيير اعضاء السيادي والوزراء ،،الإجابة،،، قطعا لا،،والفشل معروف سلفا،،والدولار سيصل إلى 600جنيه وسيتواصل ارتفاع الأسعار ،،دا اذا ثبت سعر البنك في 55جنيه،اما،إذا تم التعويم البلد حتعوم،،،،المخلوع جرب الطريق لنهايتو ،،رفع سعر الصرف من6جنيه الى50بالاتفاق مع ناس العملة عديل،،وآلية وكلام فارغ،،وبعد شهر الدولار وصل 70وانطلق وينطلق وسينطلق،،ببساطة دي الرأسمالية والسوق الحر،،ماف وزير كعب ولا غبي،،ولا ما بفهم ،،دي لستة مطلوبات معلومة للكل ،،الوزير بقوم باعلانها فقط ،،،الصادرات السودانية أقل من الواردات بكثير،،،لأن الصناعات التحويلية ضعيفة مشاكل الوقود والطاقة ،،عدم الاستقرار السياسي،،،،إذا انت تدافع عن تطبيق رأسمالية السوق الحر،،فنحن نعيش تطبيقها،،،،،،أما الطريق الآخر فهو طريق دعم الدولة للمنتجين،واستمرار دعم المحروقات لحين ،،،عمل الدولة الي جانب القطاع الخاص في بعض الانشطة الاقتصادية،،تتبيع شركات الجيش للمالية ،،الجدية في تحريك الاموال والاصول التي تمت مصادرتها والاسراع في استرداد الاموال المنهوبة بالخارج،،،،و الكلام كتير ومكرر،،ومسيخ.

  2. يا ناس التعويم ،،فهمنا انو المتربصين دايرين يطلعوا باكبر تنازلات ممكنة ،،وادوكم ذات الروشتة الادوها للمخلوع،،عشان الزنقة تطول والتنازلات تتواصل،،..انتو ما بشر،،،ما مؤمنيين،،،،يا ناس العالم واسع ،،دول كتيرة شقت طريقها خارج الفلك الرأسمالي ونجحت،،ياخ ليبيا كانت اشتراكية عديل وشعارها شركاء لا اجراء،،وما جاتا عوجة،،،اقتصاديا،، ،الصين ،،ما شفنا صفوف ،،رغم انو عدد السكان يساوي سكان الوطن العربي ويزيد،،اليمن مشت بالروشتة تعيش الان في مجاعة،،،،ليه لانو الروشتة دايرة استقرار ،،استقرار،استقرار،واليمن من البلدان المضطربة،وكذلك،السودان لايوجد استقرار ماف استقرار،،،،يامؤمنيين ،،،الموت في الجنينة ،،الموت في الشرق ،،ماف استقرار ،،تعويم الجنيه الوقت الراهن كارثة حقيقية …لكن الثورة مستمرة من أجل التغيير ،،من أجل الشعب الطيب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..