ههو مرض عضال وخطير يحذرنا منه دوما علماء النفس.
فلقد أصاب هذا المرض قطاعا واسعا من شباب اليوم.
وهذا المرض هو شكل من أشكال الاضطراب النفسي الذي يكون فيه الشخص غير قادر على التعايش والتكيف مع محيطة الا بوجود مصدر للدعم النفسي والمعنوي له.
ولعل أخطر ما في الهشاشة النفسيّة انها حين تصيب الفرد تثنيه كثيرا عن مكافحة الشّر.
ومريض الهشاشة النفسية هو شخص مستسلم ضعيف.
وهو أشبه بذلك الحمار الذي ظل في مكانه وهو يظن أنه مربوط بذات الحبل الذي يربط به كل يوم.
فلقد ذهب فلّاح لجاره يطلب منه حبلاً لكي يربط به حماره أمام البيت .
فأجابه الجار بأنه لا يملك حبلاً ولكن أعطاه نصيحة وقال له :
“يمكنك أن تقوم بنفس الحركات حول عنق الحمار وتتظاهر بأنك تربطه ولن يبرح مكانه”
عمل الفلّاح بنصيحة الجار ..
وفي صباح الغد وجد الفلاح حماره في مكانه تماماً.
ربط الفلاح على حماره ضو وأراد الذهاب به للحقل .. ولكن الحمار رفض التزحزح من مكانه !!
حاول الرجل بكل قوته أن يحرك الحمار ولكن دون جدوى .. حتى أصاب الفلّاح اليأس من تحرك الحمار.
فعاد الفلاح للجار يطلب النصيحه .. فسأله: “هل تظاهرت للحمار بأنك تحل رباطه ؟”
فرد عليه الفلاح بـ استغراب : “ليس هناك رباط”.
أجابه جاره : “هذا بالنسبة إليك أما بالنسبة إلى الحمار فالحبل موجود”.
فعاد الرجل وتظاهر بأنه يفك الحبل .. فتحرك الحمار مع الفلاح دون أدنى مقاومة !!.
فلا تسخر اخي من هذا الحمار ..
فالمرضي بهذا المرض العضال هم أسرى لعادات و قناعات تقيدهم بحبال أو دون حبال فلا يبارحون اماكنهم ..
فكم من شباب ذهب قتيلا بسبب اتباعه لهذه الجماعات الضالة وقد كانوا أسرى لشعارات الإرهاب الديني معجبون بها يهتفون دون جدوى ( امريكا قد دنا عذابها) .
رغم أن أمريكا لم يحدث لها شيء بل ازدادت طغيانا و جبروتا.
لذا فأن الهشاشة الحقيقية في أمر هؤلاء الشباب هي سهولة تقبلهم للاوهام والأكاذيب و قصص الحور العين والغزالة التي طلبت من المجاهدين ذبحها .
فمرضى الهشاشة النفسية اخوتي هم ضحايا في نهاية الأمر.
وظني اننا بحاجة ماسة لانتشالهم بتطبيق مشروع توبة شبيه بذلك الذي أتى أكله في الخليج وتونس وأنقذ الكثيرين منهم وقد ذهبوا وقودا لحرب خاسرة ولإرهاب القاعدة في أفغانستان.
مطلوب تخصيص موازنة ماليه لعلاج المرضى النفسيين في بلادي فقد ضاقت بهم الأركان وبالأخص مرضى الهشاشة النفسيه.
محمد حسن شوربجي
