العُطلة المدرسية .. ضرورة وليست رفاهية!

يظن الكثيرون أن المدرسة هي المكان الوحيد الذي يتعلّم فيه الأطفال وأن العطلة هي هدرُ لما حصدوه خلال العام الدراسي بتأثيرها السلبي على تطور مهاراتهم التعلّمية فيسعون إلى إلهاء أبنائهم بزجهم فى كورسات صيفية ليشغلون بها أوقاتهم وأذهانهم ويبدوون وقت الإجازة التي هي من صميم مسيرة التعليم، بل إن بعض الآباء والأُمهات يُجبرون أبنائهم على استذكار دروسهم خلال الإجازة خاصةً إذا كانت نتائجهم سيئة في العام الدراسي المُنقضي.

العطلة هي سانحة لتجديد النشاط وطرد شبح الملل وفرصة حقيقية للتواصل الإجتماعي والإنساني الذي يندر فى أيام الدراسة فهي ليست وقت مهدور ولكنها مساحة حقيقية للخروج من النظام الدراسي الدسم الى فُسحة لتنشيط الذهن وإنعاش النفس، ويؤكد إختصاصيو علم نفس التربية والطفل أن العطلة الصيفية تساهم بشكل كبير في تطور قدرات الطفل الذهنية والتعلّمية ولكن في إطار مختلف وضمن نشاطات ترفيهية متنوّعة، إذ أن أجواء العطلة الصيفية وما يرافقها من نشاطات فضلاً عن حضور الأهل شبه الدائم مع الأبناء تساهم بشكل كبير في تعزيز قدرات الطفل الفكرية والنفسية على حد سواء، حيث إنها تعد بمثابة فرصة جيدة للراحة والاسترخاء وإعادة شحن الدوافع والهمم استعداداً للعام الدراسي الجديد و يمكن زيادة قدرات التحصيل الدراسي للطلاب خلال الإجازة عن طريق اللعب وقراءة القصص المصورة التي تنمي مهارات القراءة والتخيل والتحليل، كما توجد ألعاب تنمي مهارات الحساب لدى الطلاب.

لا تقل فترة العطلة الصيفية أهمية عن تلك الفترة التي يقضيها الطلاب على مقاعد الدراسة فلها أيضاً دوراً مُهماً في صقل الأذهان وبروز المواهب والهوايات بعيداً عن سطوة الأكاديميات، ففيها يتحرر الطالب من الالتزام بالمواقيت التي يتقيد بها خلال العام المدرسي فلا يكون لكل عمل يقوم به وقت محدد، فإحتساب الوقت خلال العام الدراسي يجعل فترة الجلوس مع الوالدين قصيرة نسبيًا، وبالتالي لا يكون لديهما الوقت الكافي للإستماع إلى كل ما يواجهه أبنائهم من مشكلات، فيما يكون حضورهما أكبر خلال العطلات فيتاح لهما الوقت الكافي للاستماع إلى أبنائهما والإجابة عن أسئلتهم، واكتشاف رغباتهم ومراقبتهم عن كثب، مما يساعدهم في بناء ثقتهم بأنفسهم في إطار الدفء الأسري العميم.

العطلة حق وحاجة حقيقية للطلاب ومن الظلم سلبها منهم بدعوى إستثمارها وشغلها بالدراسة الأكاديمية ، فكما يحتاج الطلاب للدراسة الأكاديمية فإنهم محتاجون للترفيه ولترك الإلتزام قليلاً حتى يعودون الى مقاعد الدراسة بروح جديدة منتعشة ومتعطشة للعلم، بدلاً من تبديد وقت راحتهم فى كورسات يعودون منها منهكين الى دراستهم، فالأساس فى العطلة أنها تتيح للطالب بالخروج من الإطار التقليدي للتعليم فيستفيد ولكن بطرق أخرى أكثر سهولةً وإمتاعاً.

همسات- عبير زين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. طبعا الاجمل قضاء العطلات في رحلات خارجية وسياحية لاكتشاف العالم وبعض المعالم وتنمية قدرات بناتنا وابناءنا بثقافات شعوب اخرى ومهارات جديدة واجواء ألطف بعيدا عن حرارة صيف السودان ! ان لم يكن خارج السودان ففي ربوعه الجميلة ان كان هناك جمال .فعملية الخروج من عام دراسي ومن ثم الدخول في كورس صيفي بمثابة الحشو والاكل المتواصل الذي يؤدي للتخمة وملئ الكرش او الراس لنحصل على نتائج عكسية ..

  2. أوافقك يا استاذة/ عبير على أهمية العطلة ولكن لي بعض الملاحظات على العطلة نفسها
    1/ العطلة تبدأ في مواقيت غير مناسبة من منتصف شهر فبراير إذ تكون الاجواء ما زالت مناسبة للتحصيل الاكاديمي وفصل الصيف لم يأتي بثقله بعد وبالأمكان تقديم وقت العطلة الى شهر أبريل لتشمل معها فصل الخريف الذي يعطل الطلاب كثيراً.
    2/ النشاط الذي تحدثت عنه غير موجود الا عند قلة من الناس مثل الرياضة بصفة عامة ومنها السباحة والرماية وركوب الخيل وهذه غير متاحة لكثير من الاسر وبالطبع البديل القنوات التلفزيونية والجانب السلبي فيها أكبر من الايجابي.

  3. أقول ليك يا أستاذة عبير موافقاك على كلامك لكن ماذا نعمل لملء وقت الفراغ الذي تتيحه الإجازة أقل نشاط يمارسه الأطفال في الإجازة يحتاج لآلاف الجنيهات التي أصبحت غير متاحة لمعظم الأسر بل نسبة قليلة جداً في إمكانها إتاحة الفرصة لأبنائها لتعلم شئ حتى حفظ القرآن يحتاج لآلاف الجنيهات غير البحث عن وسيلة مواصلات وأصبحنا نخاف على أبنائنا من المواصلات وغيرها والخروج من المنزل من أساسه من هول ما نسمع من أحداث يشيب لها الولدان يعني شنو بنتي تطلع تتعلم وتملأ وقت الفراغ والنتيجة أعوذ بالله تكون تحرش ولا غيرها من المحن التي بلي بها السودان. يصبح البديل هو التلفزيون الذي ينقل التفاهات وقلة الأدب في البيوت ولا نجد طريقة لمنعه . فماذا نحن فاعلون؟؟؟؟؟؟ لك الله يا بلد؟ زمان كنا بمجرد ابتداء الإجازة نجري المكتبات عصر اليوم نفسه الذي انتهت فيه الدراسة لشراء الكتب والمجلات التي كانت في متناول يد الجميع حتى المجلة ينزل سعرها بعد كم يوم من نزولها في الأسواق بس يشرطوا منها أعلى صفحة الغلاف دليل على أنها مجلة قديمة شوية وبسعر أرخص ياااااااااااه الله ليك يا بلد من العواليق الملتك وفاضت ومن الممارسات التي أصبحت مخيفة ومن الغلاء الذي يكبل اليدين والعقل

  4. تحية طيبة أستاذة عبير …
    يقول الله تعالى « والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر « ويقول ? صلى الله عليه وسلم ? « لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وذكر منها وعن عمره فيما أفناه” هل نستفيد فعلاُ من الإجازة ؟ كيف نستفيد من الإجازة ؟
    اعتقد باننا الي أندية رياضية مكتملة من جميع المناشط وخصوصا اللعاب الفردية من جميع أنواعها للبنات والأولاد .
    الإكثار من حلقات العلم في المساجد لتوعية أبنائنا من الرزيلة والانحراف .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..