أخبار مختارة

أزمة جديدة.. مع بدء مراجعة الشركات الأمنية.. مخالب “العسكر” تتجه إلى لجنة إزالة التمكين

تشهد السلطة الانتقالية، أزمة جديدة بين المكون المدني والعسكري، سببها هذه المرة اللجنة الحكومية المعنية بتفكيك نظام الرئيس المعزول عمر البشير داخل مؤسسات الدولة.

وقالت اللجنة، في بيان، إنّ الشرطة ألقت القبض، صباح اليوم السبت، على مقررها، صلاح مناع، بموجب بلاغ مفتوح ضده، مشيرة إلى أنه ستتم متابعته بتهم “إشانة السمعة”، و”إثارة الكراهية ضد القوات النظامية”، و”الإساءة والسباب”.

ووصف بيان اللجنة التهم المنسوبة لمناع بأنها “فضفاضة وشبيهه بما (كان) يفعل النظام البائد في اتهاماته ضد خصومه”، مؤكدة احترامها للقانون والعدالة مع تحفظها بشأن موقف النائب العام، تاج السر الحبر، و”تقاعسه حيال قضايا العدالة وفتح البلاغات في مواجهة مفسدي النظام المباد وتقديمهم للمحاكم أو قاطعي الطرق القومية أو المتسببين في التفلتات الأمنية والتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، في مقابل نشاطه وعلو همته في ملفات أخرى، واهتمامه بإطلاق سراح قادة النظام المباد”.

وشُكلت “لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة”، في ديسمبر/ كانون الأول 2019 بعد نحو 8 أشهر من سقوط نظام البشير، وترأسها حينئذ عضو مجلس السيادة الانتقالي، الفريق ياسر العطا، والرئيس المناوب محمد الفكي سليمان وهو أيضاً عضو بمجلس السيادة.

وضمّت في عضويتها، وزراء وقيادات في تحالف “قوى إعلان الحرية والتغيير”، وبدأت اللجنة منذ ذلك الوقت في مباشرة إجراءات استرداد عقارات وأموال وشركات ومنظمات ترتبط برموز النظام السابق، وفصل موظفين من الخدمة المدنية تقول اللجنة إن قرارات تعيينهم تمت على أساس ولائهم لحزب “المؤتمر الوطني” الحاكم قبل سقوط البشير.

لكن اللجنة، واجهتها عقبات عديدة في عملها واتهمت النائب العام والشرطة بالتباطؤ في تنفيذ ومتابعة القرارات التي تصدرها، ووجهت لها كذلك انتقادات واسعة من المكون العسكري ومن رموز النظام السابق، ودُشنت حملة إعلامية وقانونية واسعة ضدها.

وحتى رئيس اللجنة الفريق ياسر العطا نفسه، وجه في بعض الأحايين انتقادات للجنة وطالب بحلها وتشكيل مفوضية مستقلة لمكافحة الفساد، قبل أن يتقدم، الخميس الماضي، باستقالته من رئاستها، عازياً ذلك، في تصريح صحافي، إلى التحفظ على أداء اللجنة وقانونها، من كافة مستويات الحكم، ومعظم مكونات الحاضنة السياسية. ولفت إلى أنّ من أسباب استقالته كذلك “التهاتر المستمر بين اللجنة وبقية أجهزة ومؤسسات الدولة”.

كذلك حركت بعض الجهات إجراءات قانونية ضد اللجنة، ومن بينها مجلس السيادة، الذي قيد دعوى جنائية الأسبوع الماضي، ضد مناع، عطفاً على تصريحات صحافية له، قبل أيام، ذكر فيها أن رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو، تدخلا قبل فترة لإطلاق سراح وداد بابكر، الزوجة الثانية للبشير، المشتبه بتورطها في عدد من ملفات الفساد.

ويفسر مراقبون تصاعد وتيرة الهجوم على اللجنة لشروعها في مراجعة عدد من الشركات الأمنية التابعة مباشرة للمكون العسكري، وهو الموضوع الأكثر قلقاً بالنسبة له ويرفض تماما الاقتراب منه.

مقابل ذلك الهجوم، بدأت حملة مضادة مساندة للجنة وما تقوم به، وأصدرت عدد من لجان المقاومة، الجسم الذي اعتمد عليه في تحريك الثورة السودانية، بيانات ترفض تماماً، الدعاوى المنادية بحل لجنة إزالة التمكين، واعتبرتها خطاً أحمر لا يمكن المساس به.

وأصدر المجلس المركزي لـ”قوى إعلان الحرية والتغيير”، بياناً اليوم السبت، حذر فيه من التعرض للجنة إزالة التمكين، وعدها “واحدة من أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، لتصفية النظام المباد وإزالة التمكين وبؤر الفساد عبر بنية حقوقية عدلية قوية، وإجراء المساءلة والمحاسبة بشفافية وموضوعية في كل التجاوزات والانتهاكات والجرائم، وإعادة أموال الدولة المنهوبة”.

وأوضح أن “ذلك ليس من باب الانتقام ولكن تنفيذ منظومة الإصلاح الشامل للدولة أولها القضاء على آفة الفساد والمحسوبية واستحواذ عناصر النظام البائد على أموال الشعب عبر أذرعه الفاسدة، وما الأزمات المتفاقمة والمعاناة المعيشية والانفلاتات الأمنية إلا بفعل عناصر النظام البائد المجرمة”.

وأوضح البيان، أن “الشعب السوداني استبشر خيراً بلجنة تفكيك الثلاثين من يونيو 1989م واسترداد الأموال العامة والتي تعمل وفق قانون واضح مستمد من الوثيقة الدستورية”، وأن اللجنة لم تخيب آمال الشعب “إذ بدأت تعمل بكل مسؤولية وتفانٍ وتجرد وحققت خلال عام إنجازات عظيمة رغم المحاولات اليائسة لشيطنتها من قبل الفاسدين ورموز النظام البائد”.

واتهم البيان قيادات في الدولة بالسعي لإعاقة عمل اللجنة، “مما يؤكد بأن البعض مازال لديه ارتباط بالنظام البائد ويعمل من داخل حكومة الثورة لتقويضها”.

وأضاف التحالف الحاكم، أن الازدواجية الواضحة في التعامل مع اللجنة “يقدح في العدالة وفي سير التحقيقات التي تعمل عليها النيابة العامة ولم تنته حتى اللحظة، التي تركت واجباتها واتجهت إلى الصراع مع لجنة التفكيك”، مشيراً إلى الإجراءات التعسفية في مواجهة صلاح مناع.  واعتبر ذلك تطوراً في غاية الخطورة “ويعد عملية مقصودة لقتل كل ما قامت به اللجنة من جهود كبير في ملاحقة الفاسدين واسترداد أموال الشعب”.

وأكد البيان، أنً “الشعب يفرّق تماماً ما بين جهود لجنة التفكيك وإزالة التمكين التي تعمل بروح الثورة وبين سلوك مجموعة متنفذة في المجلس السيادي والنيابة العامة تدمر ما أنجز”، وحمل المجموعة المتنفذة والنيابة العامة المسؤولية الكاملة عن هذه الارتدادات عن مسارات الثورة والانتقال.

حزب “الأمة القومي”، هو الآخر أصدر بياناً مماثلاً رفض فيه ما وصفه بحملة استهداف اللجنة، خاصة الحملة ضد صلاح مناع. واستنكر الحزب “الممارسات الغوغائية التي تعمل على التغول على هيبة ومؤسسات الدولة”، مشدداً على أن “التحول الديمقراطي المنشود يقوم على أسس المشاركة، والشفافية، المحاسبية، وسيادة حكم القانون، وعدم انتهاك حق أي إنسان”.

ودعا كافة أجهزة الدولة لاتخاذ الإجراءات القانونية التي تحقق العدالة وتعزز الثقة، وتؤدي إلى الالتزام بمهام الفترة الانتقالية.

القدس العربي

‫5 تعليقات

  1. لجنة إزالة التمكين خط احمر.
    لقد إزداد صراخ الفاسدين من أركان النظام البائد المطرودين من السلطة والمشاركين بالوجه الآخر في السلطة. وما البلاغ الذي قام به رئيس مجلس السيادة البرهان إلا ويؤكد إرتباطه الوثيق بالإنقاذ وأهل الإنقاذ ومحالة منه عرقلة عمل اللجنة بصورة فاضحة.
    كان الأجدر به أن يدعم اللجنة ويتمسك بمقررات لجنة إزالة التمكين وعدم إطلاق زوجة البشير الفاسدة وداد بابكر من السجن.
    وبهذا البلاغ يكون البرهان شارك في الحملة المسعورة من اركان النظام البائد وإعلامه ضد لجنة إزالة التمكين.

  2. بحمد الله بدأنا المرحلة الأخيرة من معركة تكسير وطحن العظام، وبدأ صراخ الفلول واضحا جليا..

  3. لجنة ازالة التمكين وصلاح مناع خط احمر دونه الشارع وصلاح مناع بطل ومنتصر لامحالة عاجلا ودر العشكر مكشوف

  4. حزب الامة وجد رجلا يشرفه فهل يقاتلون معه ام سيباع وهذا عهدنا مع الاحزاب الطائفية يبيعون الشرفاء والوطنين بابخس الاثمان كما باع الحزب الاتحادي دكتور ابوحريرة

  5. ايام الرئيس اسماعيل الازهري رسم فنان الكاريكتير عزالدين رحمه الله كاركتيرا كتب عليه : ابوالزهور خرق الدستور. كانت المناسبه ان صدق ازهري على قرار طرد النواب الشيوعيين من البرلمان!!! واليوم نحن نقول : ابوالرهان البرهان خرق الوثيقه الدستوريه، و المناسبه هي اطلاقه سراح وداد إحدى كبار لصوص الانقاذ اللعينه!!! البرهان لا يجوز له اتخاذ هذا القرار لوحده… لان الوثيقه الدستوريه تنص علي ان اتخاذ القرارات السياديه يتم بموافقة اغلبية اعضاء المجلس السيادي. للأسف البرهان اتخذ القرار لوحده دون اعتبار لبقية أعضاء المجلس خاصة المدنيين ، كما فعل من قبل بلقائه مع نتنياهو!!! ولايماننا بأنه لا أحد فوق القانون، فإن نيابة الثوره وتنفيذا للقسم الذي اداه النائب العام باسم الله أمام الملا كشهود، عليه أن ينفذ مبدأ لا أحد فوق القانون، ويقوم بفتح بلاغ ضد البرهان بتجاوزه لسلطاته الدستوريه واوامره منفردا دون إشراك أعضاء المجلس السيادي بإطلاق سراح متهمه بالفساد، متجاوزا بذلك القانون. ثم ثانيا يقوم الحبر بفتح بلاغ ضد نفسه لانه اطاع أوامر صادره اليه من شخص غير مخول له، علما بأن مؤسسة النيابه العامه مؤسسه مستقله كالقضاء تماما وهي تتبع للمجلس الأعلى للنيابه الذي يقوم بترشيحه وتعيينه…!!! ثالثا يقوم النائب العام بعد استلامه لشكوي من البرهان ضد صلاح مناع بتهمة أنه كشف الحادثه للملا، يقوم بفتح بلاغ ضد صلاح مناع للتأكد من ان ما ادعاه صحيحا ام لا. علما بأن النائب العام نفسه اعترف بالأفراج عن وداد بأمر من البرهان… اذن العداله الحقيقيه هي ان تفتح بلاغات ضد الأطراف الثلاث َوليس ضد طرف واحد وهو صلاح مناع… والا فالامور تبدو كأنها مؤامره من جهات مشاطره للفساد والفاسدين ضد جهة واحده مصادمه للفساد والفاسدين.
    … واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون. صدق الله العظيم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..