
قبل قرابة العامين قامت احتجاجات شبابية علي النظام السابق .. بسبب الغلاء
دعمت هذه الاحتجاجات اللجنة الأمنية .. وتحالفت مع قيادة الاحتجاجات وقامت بقلب نظام الحكم .. أو اقتلاع النظام لا يهم ..
وشكّلت مع المدنيين تحالفاً لإدارة البلاد بناءً علي وثيقة خطوا بها بعض المبادئ الدستورية المتعارف عليها في هذه الأحوال ..
طغت علي أجندات المكوّن المدني للحكم روح الانتقام من قادة النظام السابق وحزبه الذي كان حاكماً …
المكوّن العسكري اختلفت أجنداته قليلاً واختلط بها العامّ مع الخاص ..
وكان العسكريون هم الأقرب لنمط رجال الدولة المحافظين .. وأكثر دراية ودربة بتسيير دولاب الحكم من الناشطين المدنيين ..
تشكّلت حكومة بقيادة موظف متقاعد من إحدي المنظمات الإقليمية بغير سابق خبرة في العمل السياسي ومع خبرة مكتبية قصيرة في دواوين الحكومة السودانية في مداخيل الخدمة المدنية أو المستوي الوسيط قبل أكثر من ثلاثين عاماً ..
تدهورت الأحوال بسرعة درامية إذ كان الحكّام الجدد مهمومين بالصراع علي السلطة أو الانتقام من المناوئين …
فأغلقت المدارس والجامعات والمستشفيات.. وأهملت المواسم الزراعية والتحضير لها .. واضطرب التصدير وأُغلق الميناء أو قلّت كفاءته وتوقّفت المصانع .. وتدهور الإمداد الكهربائي
وازداد الأوضاع سوءاً بجائحة الكورونا التي أضرت بقطاع الأعمال الحرّة والتجارة .. والطيران الدولي ..
نتيجة لتراكم الأخطاء والظروف المصاحبة وانشغال الدولة بالفارغة والمقدودة …
وإلهاء الشعب بأخبار مصادرات قطع الأراضي وأملاك رجال الأعمال الذين أثروا علي مدي الثلاثة عقود الماضية ..
والانشغال بنزع الجنسيات عن اللاجئين السوريين ..
وإلهاء الشعب بقضايا الخلاف الجندري والفكري من شاكلة التوقيع علي اتفاقية سيداو لمناهضة التمييز ضد المرأة .. وتعديل مناهج الدراسة لطلاب مرحلة الأساس .. والسعي وراء التطبيع مع العدوّ الصهيوني وغيره من القضايا التي لا تمسّ حياة المواطنين ومعاناتهم اليومية
ونتيجة لهذا الإلهاء والانكفاء من الحكومة تدهور الاقتصاد الكلّي للدولة ..
وتآكلت عائدات الصادر ..
وتوّقف استيراد الوقود والقمح والدواء .. وتصاعدت أسعار العملات الأجنبية بجنون ..
فتضاعف سعر الدولار إلي سبعمائة ضعف من سعره في يوم ١١ أبريل ٢٠١٩ وفاقم من هذا الارتفاع شراء الحكومة للدولار من السوق الأسود .. لدفع ديات قتلي المدمرة كول وقتلي تفجير سفارتي أمريكا بنيروبي ودار السلام في تسعينات القرن الماضي .. بعد موافقة حكومة حمدوك علي التعويض المالي رغبة في إظهار حكومة البشير بمظهر الإرهاب .. وهو كيد صغير دفع الوطن ثمنه غالياً …
واليوم نقف لجرد حساب حكومة الثورة المدنية بعد قرابة عشرين شهراً من تكوينها ..
وثلث وزرائها يعملون بتكليف مؤقت منذ ستة أشهر ..
محصلة حصاد هذه الحكومة بعد قرابة العامين هي الفشل وضعف الأداء والتردي المريع ..
فالاقتصاد مأزوم بأزمات متعددة منها ندرة الوقود والخبز وغاز الطبخ ..
وتدني الإنتاج الزراعي والصناعي …
وتدهور خدمات الصحة والتعليم والنقل .. وتدهور قيمة الجنيه السوداني وضعف قدرته الشرائية ..
فقد ترك البشير الحكم وقطعتان من الخبز بجنيه واحد ..
واليوم قطعة الخبز الواحدة بخمس جنيهات في المخابز المدعومة وبخمسة وعشرين جنيهاً في السوق الحرّ ..
وقس علي ذلك لتر البنزين الذي تركه النظام السابق بستة جنيهات واليوم يباع مدعوماً بمائة وثمانية وعشرين جنيهاً .. وإذا وجدته في السوق الحر فإنّ سعره لا يقلّ عن مائتين وخمسين جنيهاً ..
وأكتفي بهذين المثالين من غير استفاضة في هذا الباب ..
معظم فشل الحكومة الحالي أتي بعوامل داخلية تخصّها ولكن هنالك أيضاً أسباب موضوعية أخري مثل التباين في الأجندات بين مكوّناتها إضافة لفساد الجهاز الحكومي الموروث وعدم كفاءته بسبب الحصار علي الحكومة السابقة وخلافه …
كما أن الشعب السوداني الذي يفتقد القيادة الملهمة في هذه الأيام يعاني من عدة أزمات تقعد به وتشلّ تفكيره وتتراوح بين صراعات داخلية بين المركز والهامش ..
وصراع أجيال بين الشباب والشيوخ ..
وصراع ثقافي بين الإثنيات العربية والإفريقية …
وصراع آيدولوجي بين الإسلاميين والعلمانيين ..
إضافة للهوة الطبقية التي انبشق فتقها وصعب علي كلّ راتق.. ويعقّد كل ذلك انهيار الاقتصاد وضعف الحكومة وتنافر مكوّناتها وغياب القيادة الكاريزمية والقدوة الملهمة …
لكل هذه الأسباب الموضوعية وإضافة لشبح الحرب بسبب النزاع الحدودي مع الجارة إثيوبيا والخلاف حول سدّ النهضة .. وكذلك بسبب الهرولة بخطي متسارعة لبعض مكوّنات الحكم نحو التمحور الإقليمي والتطبيع مع العدوّ الصهيوني ..، فإنّ خيار الانتخابات المبكّرة وإنهاء هذه الفترة الانتقالية (وفي أخري رواية الانتقامية) هو المخرج في نظري من هذه الرولاكوستا السياسية التي إن استمرت فلربما تؤدّي إلي ما لا يُؤمن عقباه ..
stupid kooooooooooz
انا ح ارد على العنوان،،،لاني بصراحة لم اقرا المقال لان العنوان يكفي،،،ماف انتخابات مبكرة ،،لا مال لا استقرار ولا هي من الاولويات،،الوزراء اتغيرو،،الولاة تم تغييرهم ،،يعني الانتخابات حتعمل شنو ،،حتغير الاشخاص،،طيب انحنا غيرنا الاشخاص مرتين ،،والشعب خلف الانتقالية ومع استمرارها ومواكب يونيو تثبت ذلك.