مقالات وآراء سياسية

التافهون في كل زمان ومكان

محمد حسن شوربجي

□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□
أخطر ما يهدد الشعب السوداني ان يتسلل بعض القتلة التافهون ليكونوا حكاما للسودان.
فحتي الآن يختبيء هؤلاء التافهون بين الصفوف وقد ضللوا العدالة ليعيشوا دون حياء بعد أن قتلوا المعتصمين في ساحات القيادة بدم بارد.
وفي هذا الخصوص يُخبرنا عالم الاجتماع الكندي آلان دونو أن التفاهة مسألة جدّية بامتياز.
وأن التغاضي عنها يعني في ما يعنيه تسليم البشرية إلى مصير كارثيّ لانها مسألة حياة أو موت بالنسبة للمجتمعات المعاصرة.
وحقا فكم يعتصر الألم قلوب كل السودانيين وذكريات شهداء الوطن تراوح مكانها وبشاعة القتل التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
فلقد ذبح الشهداء عيانا ذبح الخراف وقذف ببعضهم في أعماق الأنهار بعد أن تم ربط أجسادهم بالحجارة الثقيلة.
وفقد الكثيرون منهم حتى تاريخ يومنا هذا.
ولعلها وحدها الوثيقة الدستورية سيئة الذكر التي تسببت في تواجدهم وجعلهم اوصياء على الكثير من المواقع الهامة في الخريطة السياسية السودانية.
ويكفي الما أنهم ما زالوا باقون حولنا يمارسون هوياتهم الشريرة قتلا وعونا لمجرمي النظام البائد وتهريبا لهم إلى خارج البلاد.
فمازال بيدهم اعواد الثقاب يشعلون الفتن شرقا وغربا حتى تتقاتل القبائل فيما بينها.
ولعل آخر حرائقهم ما كان في الجنينة من مآسي وقد سبقتها أحداث وإحداث في الشرق وحلفا والكلاكله فقدت البلاد بسببها أرواحا ذكية.
وكثيرا ما نشط هؤلاء التافهون في تهريب المجرمين إلى تركيا وقد كان آخرهم المتهم الأجنبي اكتاي الحامل للجنسية السودانيه والممنوع من السفر قضائيا وقد سبقه شقيق الرئيس وآخرون.
وقد وصف الآن دونو في كتابه (نظام التفاهة) مثل هذه الحالات قائلا “لقد تسيّدت شريحة كاملة من التافهين كل مواقع السلطة”.
و يشير الآن دونو إلى أن التافهين يبحثون على أشخاص تافهين مثلهم لتحصين موقعهم.
وهذا ما يحدث في السودان حيث يتمترس التافهون وقد تسلحوا بمختلف الأسلحة الفتاكة لقمع الشعب قتلا وجوعا.
والتافه كما يقول دونو هو ذلك الإنسان المتوسط المستوى الذي لا يلمع في أي مجال.
وكم هم كثر في بلادنا وقد خرجوا علينا عبر نوافذ الإعلام لنصفق لها ونرفعهم على الأكتاف اعجابا والسبب انهم يملكون السلطة والثروة.
فلا أمل اخوتي في تغيير يذكر وهؤلاء التافهون يسيرون بيننا والشعب يصفق لهم اعجابا.
فالحكومات في السودان ظلت تتشكل وقد جمعت في جنباتها الكثير من التافهين.
فكانوا يتذاكون في احتواء و اجهاض الثورات وتخدير الشعب وتحجيم دوره الثوري في التغيير .
لتبقوا مسيطرين على كل ثروات البلاد نهبا وسلبا.
لذا لابد من تنظيف صفوفنا من هؤلاء التافهون أن أردنا وطنا حقيقيا.
□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□
محمد حسن شوربجي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..