مقالات سياسية

(قيامة).. وعسكر..!

عثمان شبونة

* ممسكة بالرِقاب؛ هذه المِحنة المعيشية التي نتسلل منها بالصبر والإنتظار ونصطدم ــ صباح مساء ــ بأن المصائب تكبر معنا.. ولولا الرجاء في الوهّاب لما تفاءلنا ونحن نرى زحفاً متصاعداً لمعاناة الأسر (البعيدة وذات الصلة) مع حكومة لا نجد لها وصفاً في قواميس الهجاء والشتائم..! فما بين إستهلاك البطون والتزامات المدارس يسقط البعض في يده ويصيبه الشلل في التفكير: (كيف تمضي الحياة بهذا الجزع)؟! وما بين انعدام المياه وفاتورتها الإنتقامية الجديدة وانقطاع الكهرباء المستمر لساعات طويلة وغلائها هي الأخرى؛ يبدو الإحباط  سيداً لجميع المواقف.

* ضع الصحف أمامك.. هل تجد خبراً يتجه لتذليل معضلة تعود بالخير والفرح للمواطن؟ أخشى أن أقول (إلّا ما ندر) فأكون مبالغاً..! ولا حتى (مجانية التعليم) التي ظلت جملة طائشة (مطلوقة) لا أثر لها على الواقع.. هذه الجملة التي تظهر موسمياً أو دورياً (كأُمْنِية)!

* مع بداية هذا العام الدراسي الذي تأخر كثيراً لبعض فصول الأساس والثانوي؛ هاهي بعض الأسر تحرم أبنائها من التعليم؛ أو بالأحرى تؤجل لهم الدراسة إلى حين ميسرة.. فمن غير الممكن ــ كمثال ــ أن يدفع موظف عادي أو عامل مبلغ رسوم دراسية وترحيل لأبنائه ومصاريف يومية بما يتجاوز دخله بستة أو سبعة أضعاف.. من أين لهم والبلاد أحالها الطاعون السياسي إلى ساحات مجنونة منفلتة بالغلاء والفقر والسحق؟! تخيل أن أسرة لديها 3 أو 4 أطفال مطالبة بأن تدفع لكل واحد منهم (30) ألف جنيه (كقسط أول من جملة تكاليف مدرسية) فكيف يستمروا إلى نهاية العام إذا لم يكن الأب يمتلك (ماكينة طباعة عُملة)؟! هذا نموذج.. فما بالنا لو فكرنا بعسرٍ جبار يواجهنا حين معالجة مرضانا في المستشفيات؛ والتي في الغالب (تقتلهم) قبل أن يكمل الأهل ماء وجوههم في طلب العون من الآخرين.. وما أحوج المطلوب والطالب في بلادنا.

* إن كل ما ندفعه وما يرهقنا لم يكن (ليكون هكذا) لولا أن فساداً في المال والإدارة ورثناه.. ثم ستجعله سلطة الراهن ورثة للقادمين؛ أو كما تحدثنا الوقائع وتكشف لنا النفوس التي لا ذمة لها ولا ضمير (في زمن الحرية والتغيير).. ويؤسفني أن كلمة (عواليق) المتداولة أقل من وصفهم..! أما إذا سألت عن معالجات إزاء (قيامتنا) المعيشية التي نحترق وسطها؛ فلا أفضل من حكومة ثورية صحيحة وقوانين أصح ونائب عام بقلبٍ سليم؛ لديه حساسية عالية ضد الفساد والإجرام عموماً (هذا باختصار).. ولا يصح (حتى الصحيح) مع هؤلاء العسكر.

أعوذ بالله

ــــــ

المواكب 3 فبراير

 

‫2 تعليقات

  1. الشعب يقتله الجوع ، وامواله المنهوبة يديرها جنرالات كيزان العسكر لاسيادهم…
    تصفيتهم وبقية الكيزان لاكمال الثورة هو الحل الوحيد المتبقي…

  2. صحوة ضمير وعمل مع نكران الذات ونبز الجهوية والعرقية ..تطلع البلد من الكارثة دى
    مع الاحتفاظ بمبدأ (ولو انا اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..