مقالات سياسية

إرهابيون يشترون معادن أغلى من الذهب في الخرطوم ويصنعون منها المتفجرات والذخائر

يوسف آدم

أغرب من غريب الشرطة ووزارة المعادن في نوم عميق ونشاط مهيب لمجموعات إرهابية من جنسيات عربية وغالبيتهم من السوريون في الخرطوم بشراء معدن البلاديوم النفيس المعروف بكربون السيارات الموجود بعلبة الشكمان المسمى علميًا بالمحولات المحفزة Catalytic Converter ويطلق عليها الشيش على حسب مسمى ميكانيكية المنطقة الصناعية والسماسرة الصغار الذين يجمعون هذا المعدن للمجموعة من الميكانيكية نفسهم ومن تجار العودام، الوكلاء يقومون أيضًا بدورهم بتسليم هذه العلب وفتات الشيش للأجانب الإرهابيين الذين يقومون بإداخالها في صناعة المتفجرات والذخائر من بعض محتويات هذا المعدن النفيس. وأيضًا صغار تجار الشيش “سماسرة وكلاء الأجانب” يحصلون عليها من شراء الشكمانات من دكاكيين العوادم بالمناطق الصناعية وأيضًا يحصلون عليها من الميكانيكية الذين يقومون بصيانة السيارات كما سبق ذكرها، ومعظم الميكانيكية هذه الأيام يستخرجونها ليلًا أو بعد العصر حينما يخرج أصحاب المحلات أو يبتعد ملاك السيارات من أماكن صيانة سياراتهم بحجة من الميكانيكي بأن صيانة هذه السيارة لاتنتهي اليوم وتسليمك سيكون غدًا، وهنا أتأكد عزيزي صاحب السيارة أنك وقعت في فخ سرقة شيش سيارتك. ودائمًا أفحص سيارتك وتأكد أولًا وقد حدثت الكثير من عمليات النصب في ذات الشأن، وبالأخص عندما تكون سيارتك تعمل بوقود البنزين في مرغوبة أكثر من سيارات الجازولين. نسبًة لجودتها العالية ونظافتها وهي تشبه لحد كبير خلية النحل والمسامات داخلها تكون في حدود “1” مليميتر ومحاطة بقطن أبيض وبدرة بيضاء نائمة داخل علبة الشكمان، ويسمى علميًا بمحول المحفز “Catalytic Converter” أو الكاتلايزر وهي التي تربط بين العادم وماكنة السيارة تعمل على تحويل مخلفات إحتراق الوقود من أول أوكسيد الكربون إلى ثاني أوكسيد الكربون وبذلك تقلل من خطر إنبعاثات الغازية الدفيئة في الغلاف الجوي إلى غازات صديقة للبيئة. وأيضًا تعمل على تبريد الحرارة الناتجة من الإحتراق داخل الماكنة وتمريرها إلى العادم. وزيادة الطلب عليها بات جليًا بعد إتفاقية باريس للتغير المناخي وإنضمام الولايات المتحدة الأمريكية إلى هذه الإتفاقية، وجميعكم قد تابعتم فضيحة شركة سيارات فولكسفاغن الألمانية حول تزييف قيم بيانات إنبعاثات الغازات في العوادم وكانت بسبب تقليل إستخدام البلاديوم أو الشيش في علبة الشكمان نظرًا لإرتفاع سعرها العالمي.

معدن البلاديوم النفيس المعروف بكربون السيارات الموجود بعلبة الشكمان المسمى علميًا بالمحولات المحفزة Catalytic Converter
معدن البلاديوم النفيس المعروف بكربون السيارات الموجود بعلبة الشكمان المسمى علميًا بالمحولات المحفزة Catalytic Converter

إلا أن هذا المورد متوفر بكثرة اليوم في السودان متمثلة في السيارات الخردة والتشليع، وبإمكانها إنعاش اقتصاد بلادنا المنهار لو لا يتم بيعها للإرهابين ويدخلونها في الصناعات الإرهابية أمام نظر ومسمى الجميع بسبب جهلنا وعدم معرفتنا بأنهم يصنعون منها متفجرات وذخائر ربما يستعدون بها لمهاجمتنا.
المواد الموجودة في الكاتلايزر أو المحول المحفز “كربون السيارات” الشيش:
تتكون المحول المحفز بنسبة 85% من البلاديوم النفيس وتليها البلاتينيوم، الأسميوم، الروثينيوم، الروديوم، الإيريديوم والنيكل..

معدن البلاديوم النفيس المعروف بكربون السيارات الموجود بعلبة الشكمان المسمى علميًا بالمحولات المحفزة Catalytic Converter
معدن البلاديوم النفيس المعروف بكربون السيارات الموجود بعلبة الشكمان المسمى علميًا بالمحولات المحفزة Catalytic Converter

طريقة إستخراج الشيش أو الكربون من السيارة:
بيتم إستخراجها عن طريق فك علبة الشكمان عن طريق مفاتيح عادية ونزعها وإعادة تقفيلها من جديد كأنها لم تحصل لها شيء من قبل، ولكن بإمكانك ملاحظتها من خلال تغير صوت السيارة أو فحصها بالكمبيوتر عن أداء عمل الشكمان بطريقة جيدة إما لا أو حتى عن طريق حساسة الحرارة والغازات والأبخرة التي تخرج من السيارة..

استخدامات الشيش أو كربون السيارات:
تستخدم في تصنيع المتفجرات والذخائر وأيضًا تستخدم في صناعة السيارات عن طريق تدوير وإعادة صناعتها في عوادم السيارات، وأيضًا تدخل في صناعة المجوهرات وصناعة الإلكترونيات..

معدن البلاديوم النفيس المعروف بكربون السيارات الموجود بعلبة الشكمان المسمى علميًا بالمحولات المحفزة Catalytic Converter
معدن البلاديوم النفيس المعروف بكربون السيارات الموجود بعلبة الشكمان المسمى علميًا بالمحولات المحفزة Catalytic Converter

سعر الشيش أو ما يعرف بكربون السيارات..

سعر الشيش أو ما يعرف بكربون السيارات في الخرطوم عند السماسرة الذين ينشطون في تجارتها بالمنطقة الصناعية بلغت سعر الكيلو جرام حتى اليوم حوالي 60,000 ألف جنيه سوداني، ويتم تجميعها عند وكلاء الأجانب المشتبه بهم إرهابيون، حيث ينشط مئات الأطفال والشباب بتجميعها في أكياس كالفحم النباتي العادي أو على هيئة شكمان كامل حيث بلغت إستلام الشكمان الكامل حوالي 160,000 جنيه سوداني وهم يجمعونها من دكاكين العوادم من المناطق الصناعية بالخرطوم والولايات بسعر الشكمان الواحد لا يتعدى ال25,000 جنيه سوداني ويسلمونها للوكلاء.
إما سعر البلاديوم أو الشيش أي ما يعرف بكربون السيارات عالميًا تخطى سعر الذهب حيث بلغ سعر أوقية الذهب تساوي اليوم فقط 950 دولار إما البلاديوم سعره تجاوز ال 2,757.50 دولار للأوقية الواحدة أي ما يعادل الأوقية الواحدة 1,075,425 جنيه سوداني بسعر اليوم. أسمع الكلام دا تمام أوقية وليست الكيلو جرام..

إما بخصوص شيش سيارات البوكو فمعظمها تم إستخراجها في ليبيا والبعض الآخر جديدة ولكنها راجعة “نفايا” من دول الإتحاد الأوروبي بخصوص عدم مطابقتها للمواصفات الأوروبية بذات الشأن إلا أن الشركات المصنعة لاتحمل تكاليف إعادتها إلى بلدانها ومراجعة تصنيعها، هربًا من التكاليف العالية فبواسطة وكلاء معروفين يتم تسويقها في ليبيا وإعادة تصديرها إلى السودان، ومن منكم عنده علم أو متابع أسواق دلالات سيارات ليبيا في بنغاذي أو الكفرة أوحتى ميناء مصراته معروفة عندهم سعر السيارة بكربونها “الشيش” وبدونها بكم، وهنا لا أحد يقدر ينكر ذلك. ولكن الأغرب من ذلك العالم متجه نحو تنفيذ إتفاقية باريس للمناخ بالتقليل من إنبعاثات الغازات المضرة للبيئة إما عندنا في السودان السلطات ترى وتراغب دخلول سيارات غير مطابقة للمواصفات المحلية والعالمية، وفي نفس الوقت عندما تذهب للترخيص أو تجديد الترخيص عند الفحص الألي يا يراعون على كمية إنبعاثات الغازات السامة والمدمرة للبيئة ولاحتى تفقد وجود المحول المحفز بععلبة شكمان السيارات وهذه هي خيانة للدولة وخيانة أخرى للإتفاقية باريس السامية للتغير المناقي وعدم إلتزام السلطات بالعهود والمواثيق الدولية.

لو كنت متابع أسعار السيارات في ليبيا “سيارات البوكو” تجد أن السيارات المعروضة في الدلالات الإلكترونية أسعارها مختلفة من حيث وجود الكربون “الشيش” أوعدمه..

ولكنك تخيل الكنز السمين التي تقدر بكم من المبالغ المالية الطائلة موجودة في سيارتك وأنت لاتدرك قيمتها، فيبيعها مكانيكي عديم الضمير لصغار تجار الشيش وهو بنفسه يبيعه لأجنبي إرهابي متخفي في شقة بوسط الخرطوم دون إقامة شرعية ولا حتى جواز سفر مأشر تسمح له دخول البلاد فقط بسعر 60,0000 جنيه سوداني للكيلو ولا حتي للأوقية، وآخرين من تجار البوكو يقومون بتهريبه إلى ليبيا ويسلمونها لإرهابيون دون مراقبة من السلطات. حيث تنشط هذه العصابات في سوق ليبيا، الخرطوم بحري المنطقة الصناعية والخرطوم المنطقة الصناعية الجديدة والقديمة وحتى نادي النيل بمنطقة أبوحمامة..

ندعو وزارة الداخلية ووزارة المعادن النظر في أمر هذا المعدن النفيس الأغلي ثمنًا من الذهب، وهي تذهب هدرًا لإرهابيين دون حسيب ولا رقيب، كما ندعو أصحاب السيارات مراقبة من يقومون بصيانة سياراتهم وتفقدها بعد الصيانة حتى لا تفقد شيء سمين. ربما وصلت هذه الأيام سعرها فوق سعر سيارتك إن كنت تعلم ذلك جيدًا..

والمتابع لقصة الشيش في الخرطوم هنالك مئات الأطفال تركوا المدارس وفرغوا أنفسهم لتجميع الشيش “معدن يشبه خلية النحل تحمل في أكياس شبيه لحد ما بأكياس الفحم النباتي” لإرهابيين من الجنسية السورية لتصنيع المفجرات والذخائر ولم تكن في علم وزارة الداخلية وجهاز المخابرات العامة ولا حتى وزارة المعادن؛ لأن هذا المعدن غالي الثمن وتنقيبها مكلفة ونادرة حيث إنتاجها العالمي ضئيل مقارنة بالذهب. وتمثل روسيا المنتج الأول لها وتقدر إنتاجه من البلاديوم بنسبة 44% من جملة الإنتاج العالمي وجنوب إفريقيا 40% والولايات المتحدة الأمريكية تنتج فقط 4% من جملة الإنتاج العالمي، وهذه هي السبب الأساسي من زيادة الطلب عليها في صناعة السيارات وتضاعف سعرها عالميًا بعشرات المرات منذ حلول 2018 وتجاوز حينها الذهب.
إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن هذا المعدن النفيس تفضل بالبحث عن الكلمات المفتاحية التالية:

• البلاديوم
• سعر البلاديوم
• معدن أغلى من الذهب في سيارتك
• المحول المحفز
• كربون السيارات
• Catalytic Converter
• الكاتلايزر

[email protected]

 

 

‫2 تعليقات

  1. الكرة في ملعب وزارة الداخلية التي عندها ملفات السوريين وبقية من يتاجرون في معدن البلاديوم!!

  2. عموما لابد من وقف استيراد السيارات و انطال الانتظار فهي استنزاف صريح لاقتصاد البلاد..و القائل بغير ذلك فاليراجع عقله

    مقال ممتاز و به مجهود التحري العلمي .. و لو تفضل الكاتب بمتابعة الملف الي مرحلة الاجراءات يكون افضل. باشراك لجنة من شرفاء ( الجمارك و المرور و وزارة الصناعة و التجارة و المركز القومي للبحوث و ضبط الجودة و البلديات) و لكن هناك سؤال بخصوص كمية المعدن او نسبته و هي بالغالب سبيكة بالسيارة كمتوسط فالسيارات تختلف و كذلك حجم العادم عن كل سيارة.

    عموما هناك دول اوقفت صادر النفايات او الاسكراب و بالاخص المعدني منها بعد الطفرة الصناعية و تنولوجيا اعادة التدوير و اداراتها المتطور.

    Solid waste management & recycle technology

    مثلا المانيا كانت تستورد النفايات من ايطاليا بواقع 100 يوروا للطن و اظن العقودات انتهت ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..