مشروع الجزيرة الى أين؟ا

مشروع الجزيرة الى أين؟

احمد المصطفى ابراهيم
[email protected]

السبت الماضي 18/2/2012م اجتمع بواحدة من قاعات جامعة إفريقيا العالمية الرائعة أكثر من خمسين شخصاً هم نخبة من أهل الجزيرة من ذوي التخصصات والخبرات المعتبرة للتفاكر حول ما آل إليه الحال في المشروع وكيفية إصلاحه.. المجتمعون أساتذة جامعات كبار وخبراء في شتى المجالات الري والزراعة والإدارة ومهندسون وعسكري واحد وسياسيون من لونين من ألوان الطيف السياسي أو ثلاثة إذا أردنا الدقة.. كل هؤلاء مزارعون أبناء مزارعين ولكنهم لم يلدوا مزارعين، لماذا؟ ذاك موضوع آخر ليوم آخر.. جمع هؤلاء المجتمعون هم واحد مشروع الجزيرة.
لست بصدد نشر كل ما دار في الاجتماع ولكن هنا مشكلة بحجم كبير هذا هو الجرس الذي دقه المجتمعون ويريدون من الحكومة سماعه والوقف ليس عنده ولكن الوقوف له. والحكومة بعد أن طارت سكرة النفط في أشد الحاجة للزراعة وليس من زراعة يمكن أن تكون لها قيمة مخرجة من الأزمة سريعاً ودائماً غير مشروع الجزيرة، إذا أُعطي حقه من العناية بل إذا بُر كما يُبر الكبير بعد كل الذي قدم.
بعد أن أدلى كثيرون بدلائهم منهم من بكى على الماضي «وصاحبكم لا يبكي على ماضي المشروع أبداً ذلك الماضي الذي لم نجد له أثراً في حال المزارع» ومنهم من حمّل ما آل إليه الحال إلى جماعات المصلحة ومنهم من حمّل ما آل إليه الحال لقانون مشروع الجزيرة لسنة 2005م في ذروة البكاء على الماضي ولكن القانون وجد من المناصرين كثيرين فقط يطالبون بتطبيقه على الوجه الصحيح والدعم الحكومي ليرى النور في أبهى حلله وإن تطلب الأمر تعديل بعض ما جاء فيه خصوصًا ما يتعلق بروابط مستخدمي المياه.. ومنهم من أرخ لتردي المشروع منذ 1983يوم رفعت أوربا دعمها بسبب قوانين الشريعة «وهذه كانت جديدة عليّ تماماً».. صراحة الزراعة إن أحسنت لا تحتاج لدعم أوربي أو غربي فهي داعمة لا مدعومة.
كانت مشكلة الري مسيطرة على معظم الحضور غير أن البعض قدم عليها الإدارة ومعهم ألف حق فلا زراعة بلا ماء وكما يقول الإداريون الماء هو zero factor في الزراعة. كما الطاقة في الصناعة تماماً.
اتفق المجتمعون على اختيار بعض منهم ليقوموا عاجلاً بالاجتماع بكل الجهات ذات الصلة بالزراعة من وزير للزراعة والري والنهضة الزراعية وبعد ذلك يرفعون ما توصلوا إليه لرئاسة الجمهورية مشاركين في أي قرارات قادمة بخصوص مشروع الجزيرة وأن يصبحوا مشاركين في الحلول المقترحة.
عندما تتصدى للأمر نخبة مثل هؤلاء تُستبعد الأجندة السياسية والمصالح الخاصة ويكون النقاش رائعاً كما كان في ذلك الاجتماع الذي خرج الجميع منه في رضا تام ومودة هي ما يربط ويميز أهل الجزيرة.
لكن من يضمن لي أن كل قاعدة مواطني الجزيرة إذا ما استمر إهمال الدولة لمشروع الجزيرة ستصبر أكثر من ذلك؟ أو تجتمع في قاعة؟

تعليق واحد

  1. عدت يا استاذ والعود احمد للكتابة عن المشروع

    نريد ان تكتب عن موضوع الساعة ازمة الرى الطاحنة بالمشروع وانعدام المياه فى

    القنوات والمزارعين ينظرون الى محصولهم وهو يذبل ولا من مجيب

    ماذا ينتظر المزارع ؟؟

    الموت البطئ والكل يتفرج على المأساة

    الاغرب والامر ايصالات ضرائب باسم شركة ريو للخدمات يحملها المتحصلون للضرائب

    ضرائب على ماذا ؟؟؟؟ هل من مجيب !

    نرجو فتح ملف هذه الشركات من اين اتت ؟ وماذا تفعل بفلوس الضائب ؟ومن يحاسبها

  2. الاستاذ أحمد

    المشروع يحتاج الي تاهيل كبير .. بعد الدمار المنظم الذي طاله وبيع أصوله…
    والتأهيل يحتاج الي مبلغ ممكن أن تكون أصول المشروع ضمان له ….
    لكن تحت ادارة المشروع الفاسدة واٍتحاد مزارعين اٍنتهت مدته ولازال قابع بحماية الحكومة لن ينفع التأهيل حيث تذهب الاموال الي جيوب معروفة كما ذهبت أموال اصول المشروع …
    لو تم ترك أمر المشروع الي أهل الجزيرة وأبنائها الشرفاء والمزارعين .. لما وصل الوضع لما عليه الآن!!!!

  3. يا احمد المصطفي .. اذا رقب اهل البلد في اعادة مشروع الجزيرة العظيم .. الي سيرته الاولي .. فالمشروع ليس اراضي ومزارعين .. فاساس المشروع .. هي ركائزه .. والمتمثله في الهندسة الزراعية والمحالج والسكة حديد والاكثار والوقاية .. وانت وغيرك يعلمون ان اهم ركيزة للمشروع .. هي الهندسة الزراعية .. بكودرها العمالية .. وباسعارها المخفضة .. فلا انت ولا المزارعين الذين يقرون ويعترفون بكفائة هؤلاء العمال .. ولا العلماء المجتمعون .. يستطيعون .. ان يسدوا فجوة هؤلاء الكوادر وهم الان في ريعان شبابهم .. فا رجو ان تفيغوا انت وغيرك .. وبالمال يمكن اعادة ركائز المشروع الاساسية .. بالرغم من ان كل شيء في المشروع دمر .. بذهاب العاملين ..

  4. [[SIZE=3]FONT=Arial Black]لا يستقيم الظل والعود أعوج لالا
    إزالة الإنقاذ أولاً ثم الحديث عن المشروع وقضية المناصير وجبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور وغيرها[/FONT][/SIZE]

  5. أخي أحمد المصطفي
    مشروع الجزيرة تم تدمير أصوله بداية من إدارة المشروع فى بركات ومكاتب الإدارة الزراعية فى الغيط ، الباشمفتشين والمفتشين والباشخفراء والخفراء والمخزنجية والمحاسبين والسرايات والمخازن والري – القناطر والكباري والكنارات والترع وأبو عشرينات وأبو ستات والسكك الحديدية وآليات الهندسة الزراعية والمحالج. بالاختصار تم التدمير الشامل للبنيات الأساسية للمشروع الذي كان معجزة وأسطورة من عجائب الدنيا فى التنمية الاستعمارية البريطانية فى العالموالتي لم تتكرر فى أي مستعمرة من المستعمرات البريطانية أو الأوربية الأخري.
    ما بناه وشيده المستعمرون من عمران وحياة دمره التتار والباشبوزق الجدد القدامي الذين أحالوا الأرض إلى خراب وبوار وموات ينعق فيها البوم والغربان والهوام والسوام.
    نحن أبناء الجزيرة القابضون على جمر القضية والمهمومون بما آل إليه حال شعبنا وأهلنا بعد هجمة التتار الباشبوزق ، نحن وآباؤنا وأجدادنا من تربينا على عزق الأرض بأيادينا المعروقة ومن سقينا أرضنا الطاهرة المعطاة بكدنا وعرقنا ومن استنشقنا رائحة الطين والتراب والخضار والأزهار والعصافير ومن عايشنا الخضرة الممتدة على مدى البصر فى سهول الجزيرة، نحن من يستطيع إعادة الحياة إلى جسد مشروعنا المنهك بعد أن تكالبت عليه قوى الشر والبغى والعدوان.
    أهلي فى الجزيرة تراصوا واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ، كونوا مثل الجسد الواحد وشدوا الزند والزناد وكونوا أصحاب عزيمة وشكيمة قوية متينة ولنجعل همنا إعادة الحياة والإعمار لمشروعنا الحبيب والله معنا هو نعم المولي ونعم النصير وهو القائل فى كتابه الحكيم – سبحانه وتعالى:”{يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، وهو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها} (سورة هود:61)
    ?وهو الذي خلقكم منها واستعمركم فيها?.
    والله أكبر ولا نامت أعين الجبناء !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..