ثروة الأمم
أمجد هرفي بولس
رفضت الماركسية النقود علي انها اداة من ادوات الراسمالية ودعت الي العودة الى التبادل السلعي في ظل هيمنة الدولة واستعاضت عن العملة بما يعرف بالكوبونات.
اينما وجدت الكوبونات او بطاقات توزيع السلع في العالم كانت هناك رائحة ازمة اقتصادية تحاول الدولة السيطرة عليها بالسيطرة علي السلع وتوزيعها وقد عرف العالم كله الكوبونات او بطاقات توزيع السلع في ايام الحروب.
عرف السودان البطاقة التموينية زمن جعفر نميري وورثها عنه الصادق المهدي زمن حكومة الفترة الديمقراطية وعندما جاءت الانقاذ عملت علي الغاء هذه البطاقة بالتدريج الي ان اجهزت عليها تماما بعد فترة ليست بالطويلة.
بعد الغاء البطاقة التموينية جاءت الانقاذ بالاقتصاد الراسمالي القح او نظام ادم سميث والذي ينبني علي عدم تدخل الدولة في السوق باي حال من الاحوال الي ان يصل السوق الي مرحلة التوازن.
هنا وفي هذه اللحظة بالذات عرف السودان تضخما لم يشهد له مثيل فقفز الدولار من ١٢ جنية الي ٣٥٠٠ جنية ثم تراجع قليلا الي ان وصل الي ٣٢٠٠ جنية
من هو المستفيد ومن هم المتضررين من التضخم؟
بصفة عامة كلما ازدادت اصولك كلما قل ضررك من التضخم لان اسعار هذه الاصول تزداد مع انهيار العملة الوطنية فالمتضرر الحقيقي هم الطبقات المتوسطة والفقيرة وزوي الدخل المحدود بصفة عامة لان دخله هذا يقل وبصورة يومية ان لم نقل علي مدار الساعة في ظل التضخم وانهيار العملة الوطنية.
نحن هذه الايام نمر بنفس ما مررنا به في بدايات عهد الانقاذ ولكنا كنا نظن ان حكومة اتي بها الشعب عبر ثورة ضحي فيها بفلذات اكباده لتحسين الاحوال الاقتصادية ستكون اكثر رحمة وشفقة على شعبها من الانقاذ وانها ستتخذ تدابيرا تحد من معاناة الاكثرية من ابناء الشعب فاذ بنا نفاجأ بحكومة تسير علي خطي الانقاذ وقع الحافر بالحافر فماذا بعد؟
امجد هرفي
[email protected]