ثورة الجياع
أمجد هرفي
عندما بدأ الجنيه في الانهيار في تسعينات القرن الماضي مع بدايات عهد الانقاذ الغير مبارك كان الفقراء يعانون الامرين تحت وطاة سندان فقر مكشر بانيابه ومطرقة نظام فاشي متغطرس لا يجد كل من يعارضه غير التعذيب والتنكيل وكان الخطاب الديني المشحون بالعاطفة يخفف قليلا من وطأة هذا الفقر فلم تحدث ثورة الجياع في ذلك الزمان نتيجة لعامل الخطاب الديني الانقاذي العاطفي والقبضة الامنية الغليظة.
رويدا رويدا بدات الاحوال في التحسن واخذ الجنية في الاستقرار ثم جاء البترول وبعده السلام فازداد الجنية السوداني قوة وشهدنا في هذه الفترة مغتربين مصريين ومن اجناس عربية وشرق اسيوية مهاجرة للسودان.
ولكن الاسلاميين اضاعوا الجنوب وذهب النفط تباعا ومع النفط هذا ذاق الاسلاميين حلاوة الثروة فتسلل الفساد واطبق علي الدولة من كل جانب حتي صنف السودان و ما زال في اخر قائمة الدول ذات المؤسسية والشفافية في العالم.
هب الشعب السوداني في انتفاضة شعبية في سبتمبر ٢٠١٣ اجهزت عليها الاجهزة الامنية الانقاذية بكل عنف وحزم ففي هذا الزمان لم تشيخ الانقاذ بعد
صبر الشعب السوداني سنينا اخري قبل ان يفجر ثورته الكبري علي الانقاذ في ديسمبر ٢٠١٩ فقد هرمت الانقاذ واصبحت الانقسامات خطيرة داخلها كما لم يعد للخطاب الديني هذا الرنين العاطفي فهبت جماهير الطبقة الوسطى السودانية وركلت الاسلاميين ركلة لا رجعت بعدها لهم
ومن السياق يتضح لنا ان اهم عامل في قيام الثورة هو الظلم الاقتصادي المتراكم فالجماهير خرجت والامل يحدوها في مستقبل افضل في ظل حكومة تصون مصالحه وترعي حقوقه.
صبر الشعب علي الحكومة الانتقالية ايام ثم شهور ثم اكثر من سنة وهو يري تدهور الاوضاع يوما بعد يوم ولا ضوء ولا امل ولا برنامج انما هي خطوات الانقاذ الحمقاء في تحرير الاقتصاد دونما توخي الحذر والعواقب.
ان ما نشهده اليوم في الابيض وقبلها القضارف انما هو بداية ثورة الجياع اللذين فقدوا الامل في ثورة طبقتهم الوسطي التي وعدتهم بالحرية والعدالة الاجتماعية فهل تسمعونني يا من تقتسمون تورتة السلطة ام ان طعمها اسكركم.
خليك امين واكتب الحقائق في موضوع ما دار من فوضى وتفلتات في القضارف والرهد ونيالا والفاشر ولابيض ..ومن هم اللذين قاموا وخططوا ونفذوا كل هذه افوضى عبر مراحل للوصول لغايات خبيثة …
أخخخخخخخخخخخخ