
السيد عبدالله حمدوك، جميل أن نعرف أن السادة وزاء خارجية الدول الكبيرة ورؤساءها يتصلون بك تلفونياً ويتواصلون معك عبر مناديبهم ومبعوثيهم، لكن الأهم أن نرى مساعدة هذه الدول في ايجاد حلول لمشاكل السودان المستعصية وأولها الجنجويد المرتزقة الذين يصولون ويجولون شاهرين سلاحهم .. يعتقلون من شاءوا ويقتلون من شاءوا ويخفون من شاءوا بدون أي سند قانوني يبرر وجودهم بهذه الحالة وينهبون ثروات البلاد على عينك يا تاجر وينقلونها نهاراً جهاراً خارج البلاد ويجنِّدون الشباب السوداني ، الذي يحمل أعباء الفقر العام الذي يسود البلاد بسببهم، للمتاجرة بهم كمرتزقة في اليمن وليبيا وغيرها.. المشكلة الثانية هي تضارب الصلاحيات والاختصاصات في الدولة .. عسكر قتلة يأمرون بالإفراج عن مجرمين فاسدين لصوص ويسهِّلوا لهم الهروب بأموال الشعب .. أمر لا يحدث حتى في جمهوريات الموز التي تعرفها .. عسكر يتغولون على الآقتصاد الوطني وعلى وسائل الإنتاج وسد حاجات المواطن. إذا لم تستطع اقناع هؤلاء السفراء والوزراء والرؤساء على الأقل بتقوية ظهرك وترجيح كفتك ومساندتك لتحقيق سياساتك الإصلاحية على جميع الصعد وتحجيم الأدوار الهدّامة التي يمارسها السفاح الخائن برهان، وقبل كل ذلك إن لم تقتنع بالمد الثوري ومساندة الشارع ووقوفه معك لتحقيق هذه المطالب الشعبية وتحسين أحوال المواطنين وخلق فرص عمل وانتاج ووضع لبنات لمشاريع اقتصادية هدفها التنمية المستدامة، وأنت رجل الآقتصاد، فنرجو منك الاستقالة وعوضنا اللّه فيما مضى وعسى اللّه أن يأتيَ هذا الشعب بمن هو أفضل منك.
ترديدك للثناء على العسكر وعلى علاقة الشراكة بينكم وحسن التنسيق وما الى ذلك كلها تصريحات ترقى لحد الخيانة العظمى وأنا أكتب هذه حاولت جاهداً أن أواصل حسن الظن بك ولكن بعض حيثيات الكذب والمراوغة التي عرفها الشعب منك لا تبشِّر بخير .. وهي حيثيات معروفة ولا داعي لتناولها هنا .. فكم أنكرت لقاءاً وأتى المتحدث باسمك أو رئيس مكتبك ليؤكد حدوثه أو أنكرت علمك بشيء ثم اكتشفنا أنك تعلمه وأمرت به والأمثلة كثيرة ومتداولة .. يا أستقيل .. ولا تهددنا بسقوط السودان في الفوضى .. هذا لن يحدث أبداً مهما كانت شراسة وفظاعة وخيانة العسكر .. فالشعب تعلم وأصبح معلم في استعمال سلاح السلمية والعالم كله يتعاطف معه ويشهد على شجاعته واصراره واستعداده للتضحية وذكائه وسلميته
عبدالمنعم طه