مقالات وآراء

حرية …. سلام … وعدالة  شعارات الثورة  ماذا تحقق …..

اكرم ابراهيم البكري

من المتعارف عليه ان شعارات ومطالب الثورات تمثل تاريخها  وفى ديسمبر من العام 2018 صدح الثوار في كل مدن وقري السودان بثلاث كلمات تبلورت في شكل شعار لثورة ديسمبر المجيدة (حرية …. سلام….  وعدالة)
الان وبعد مرور عامان من اندلاع الثورة ما الذي تحقق من مطالب الثورة فالسؤال ليس استباقي للأحداث ولكن المتتبع للواقع السوداني يستطيع ان يجزم بان هنالك انحراف خطير في مسار الثورة  ، واذا كان المسار بنفس الطريق فان الثورة  تقع تحت مهدد من الممكن ان يقضي على كل الاحلام والطموحات التي خرجت القوي الشعبية مطالبه لها فالأوضاع الاقتصادية متردية بفعل متعمد ، ، ومناخ من التضييق على الحريات يزداد يوماً بعد يوم  وتنامي الفجوة بين طبقات المجتمع في السوداني بسبب تجار الازمات .
العدالة وهى المفردة الثالثة  التي تضمنت في شعارات الثورة السودانية والحياة الكريمة التي نادي بها الثوار ما يقارب نصف العام من الخروج ابتداء من شهر ديسمبر 2018  الى ابريل 2019  مثلت فيها المفردة الثلاث حرية سلام وعدالة  أبرز المطالب فالوضع الاقتصادي الخناق كان احد أسباب الحراك الشعبي المتصاعد في كل مدن السودان .لذلك كانت الصيحة في الشعار الثلاثي عدالة
( العدالة الاجتماعية ) فمن الواضح وابان المنظومة البائدة كان هنالك خلل في ميزان العدالة الاجتماعية ، وهو احد الأسباب الرئيسة في اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة وفقا لتراكمات عبر  سنين حكم الجبهة الإسلامية فعلى مدار سنوات عديدة، ظلت عناصر الاقتصاد والثروة، تخدم فئة دون أخرى، فحققت الأقلية الغنية مصالحها، عبر المال والسلطة، مما زاد من الفجوة بين الأغنياء والفقراء في الوطن الواحد، وقد شهد حكم الإسلاميين عبر مراحل تخلقهم  واقعا اكثر الماً على الطبقة الشعبية المسحوقة وانعكس ذلك الخلل على المجتمع بشكل بشع عندما تزاوجت السلطة السياسية مع  رأس مال انتهازي وطفيلي بالوقاحة التي شهدها النظام المخلوع في العشرية الأخيرة.
مما شكل طبقة كانت بعيدة عن المجتمع في كل همومها في ذلك الوقت، بينما كانت مستويات الفقر في ارتفاع مستمر، خاصة في قرى ومدن السودان ومناطقها المهمشة وزادت الهجرة الى العاصمة
الحرية وهى المفردة الاولي في شعارات الثورة  وفى ادبيات الثورة السودانية فان المقولة الأكثر تدولاً (مبدا الحرية اول لن يبدل لن يحول ) كانت منذ العام 1964 وتغنى بكلماتها التي صاغها الأستاذ هاشم صديق  الموسيقار محمد الأمين و يحظى هذا المطلب بالقدر الأكبر من الحساسية والجدل، فالكابوس الذي عايشه السودانيين ابان حكم ال30 سنه فيه من انتهاكات الحرية  حتى في طريقة الملبس وطريقة المشي على الطريق وطريقة الاكل مارس النظام البائد كل اشكال الذل والإهانة والقهر على السودانيين ووجدت النساء قدرا كبير من الانحطاط المهين لذلك كان صوتهم اعلى في ترديد شعارات الثورة ( حرية …)   .
سلام المفردة  الثانية ولذلك  لما وجدة السودانيون  في خلق الحروب الاهلية من ضنك ومشقة وكفاف للعيش وأصبحت الحروب الاهلية صبغة تصف  وضع السودان الذي يعاني من الفقر والحروب ، ومن المعلوم بالضرورة ان النظام السابق كان يستمد وجودة بخلق الازمات تلو الازمات  لذلك كانت مفردة سلام احدي شعارات الثوار في البحث الجادي عن السلام
يكون سؤالي ما الذي تحقق من مطالب ثورة ديسمبر المجيدة في السودان حتى الان والى أي مدى من وجهة نظرك عزيزي القاري  تتشابه الظروف الحالية ابان الحكومة الانتقالية  مع الظروف التي أدت إلى اندلاع  أطول ثورة في تاريخ السودان وهل تعتقد  أن الثورة  ماتزال حية أم أنها كانت محاولة وانتهت الان بعد ان تحكم الشق العسكري وقوات الجنجويد  على اغلب اقتصاد السودان .
كما أن المقوم الاقتصادي في الحياة، يمثل وفق محللين، المحرك الأول لمعظم مساعي التحرر، والذي يعود للأوضاع المعيشية للمصريين، قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، وإبان حكم الرئيس الراحل حسني مبارك، يمكنه أن يلمس بسهولة ذلك التردي الواضح في حياة الناس، على مستويات الصحة والتعليم، والارتفاع الكبير في مستويات الفقر والبطالة، وهو ماكان متزامنا مع حالة من الفساد الكبير الذي استشرى في كافة مفاصل الدولة.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..