مقالات وآراء

أنقذوا منطقة جنوب طوكر المنسية

سليمان صالح ضرار
تقع منطقة جنوب طوكر في جنوب ولاية البحر الأحمر وتمتد على مسافة مائة وخمسين كيلومترا على السهل الساحلي من الشرق يحدها البحر الأحمر وتحدها من الغرب سلسلة جبال البحر الأحمر، وهي منطقة صحراوية جرداء يعيش سكانها على الرعي وقليل من الزراعة الموسمية في الخيران. وتوجد في ساحل هذه المنطقة مقابل قرية عقيتاي الجزيرة التي يوجد بها ميناء باضع الذي استقبل أول هجرتين للصحابة مما يُشكل أهمية تاريخية للمنطقة.
تسكن هذه المنطقة قبيلة البني عامر منذ قديم الزمان. وكان عدد سكانها مائتان وخمسون ألف نسمه حتى شهري مارس وابريل العام ألف وتسعمائة وسبعة وتسعين، ولكن في ذلك التاريخ نشبت معارك في المنطقة بين الحكومة والمعارضة وقد استشهد فيها أكثر من مائتي شهيد من السكان المدنيين فاضطر بعض الأحياء منهم للهرب من الحرب والألغام التي تم زرعها واستقروا في أطراف المدن في مساكن عشوائية غير صحية وظروف معيشية قاسية، ولا يستطيعون العودة لمراعيهم ولا لمزارعهم بسب الألغام التي قتلت بعضا من السكان والمواشي. وتنعزل هذه المنطقة كل عام عن بقية السودان لمدة أربعة شهور بسبب خور بركه الذي يروي مزارع طوكر ويشكل حاجزا مائيا لا تطرقه السيارات ويكون اتصال السكان بدولة ارتريا لمدهم باحتياجاتهم الغذائية.
ويبلغ عدد السكان الذين تبقوا في منطقة جنوب طوكر الآن ١٠٠٠٠٠الف نسمه تقريبا حسب التعداد الأخير وعدد القرى ٧٠ قرية بين جبل وساحل بحري وعدد المدارس ٢مدرسه ثانوية بنين وبنات وعدد ٢٧مدرسة اساس وعدد واحد مستشفى ريفي في قروره وعدد ٧ مراكز صحيه وعدد ١٧ نقطة غيار اسعافات أوليه تابعة لوزارة الصحة بولايه البحر الأحمر أما آبار الشرب فهي حوالي ٣٠ بئرا ارتوازيا وتقليدية بالدلو ينشل الماء وهنالك بعض القرى بها مواسير يطلق عليه كرجاكات وعددها ١٥بئراً. وتنعدم في المنطقة الطرق المعبدة وتبقى الطرق الوعرة حائلا للوصول لكثير من المناطق، والمعلوم هو أن المواصلات هي احدى مستلزمات التنمية الأساسية الثلاث مع الصحة والتعليم.
الحالة الصحية
بالنسبة للحالة الصحية للسكان فينتشر فيهم سوء التغذية والعادات الضارة حيث تموت النساء أثناء الولادة أو بعدها بسبب النزيف والتلوث. أما بالنسبة للأطفال فإن نسبة وفياتهم قبل وصول سن الخامسة مهولة. وبما أن المنطقة تستقبل لاجئين من القرن الأفريقي فإنهم يجلبون معهم أمراضا مثل (اتش آي في) الذي تُشكل نسبته هنا أعلى نسبة في السودان، أما السل الرئوي فنسبته هنا أعلى نسبة في العالم.
الحاجة العاجلة للسكان الآن هي إلى حفر آبار لشرب المياه وتحديث المراكز الصحية ومدها بالأدوية المنقذة للحياة وسيارة اسعاف وتدريب مرشدات صحيات لمكافحة العادات الضارة ونشر ارشادات للتغذية الصحية التي نتج سوءها من الفقر المدقع. وحبذا لو وجدت مشاريع اعاشية للزراعة في الخيران الموسمية ومشاريع أخرى توفر للسكان سبل كسب العيش. وبما أن بالمنطقة مرسى في ميناء عقيق صالح ليكون ميناء خاصة أنه لو مدت له سكة حديد إلى مدينة القضارف سيكون على مسافة قريبة من منطقة اثيوبيا الشمالية الغربية فمن المؤكد أن تتخذه ميناء لها لتوصيل بضائعها. والله الموفق…

‫2 تعليقات

  1. لو انتظرت من الحكومه مساعدات الترابه في خشمك. اولاد المنطقة فيهم كتير من المتعلمين يجب الاستعانة بي المنظمات الاجنبيه لمد يد العون(الصليب الأحمر و اليونيسيف.. الخ). بعدين هجرة الصحابة كانت عبر ميناء مصوع و منه إلى خليج صغير قرب زولا يسمى عدو لى ومرورآ بي وادي يسمى نبى قدى (توجد حاليا قبور صحابه في هذا الوادي) حتى وصلو منطقة قوحيتو في مرتفعات إرتريا الأقرب لي مملكة النجاشي و بعد ذلك عبرو إلى منطقة تجراي الحاليه.

  2. تضرر ابناء المنطقة من السياسات الخربة للدولة و انغماس القبيلة بالحزب الحاكم او كباراتهم. الامر المضر لاحقا. و تصريحات قادة الفلول السلبية. و كان من الاجدر الالتفاف حول تنميتهم الذاتية فمنهم المثقف و العالي بتعليمه و معارفة كما لا ينقصهم كوادر خدمة مدنية فكثير من الموظفين بدواوين الخدمة العامة و المدنية من ابناء المنطقة.

    لماذا لا يتحدون في شكل جمعيات تعاونية و شركات مساهمة عامة انتاجية ..؟؟ فهولاء البشر بهم خصال جيدة النشاط و حب العمل و سرعة التعلم و الرغبة العالية و الامانة و قد زاملنا خيارات منهم و ناجين جدا بقدر ما كانت ظروفهم اصعبة.

    فاليبتدروا اولا فصول محو الامية للكبار و خاصة النساء.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..