
خرجت جماهير الشعب السودانى، شيبا وشبابا، ضد الدكتاتورية والظلم والتهميش وازدواجية المعايير واختلال موازين العدل الي جانب ضغوط المعاش وغلاء التعليم والعلاج، معارضون كثر داخل وخارج السودان طالبوا بسقوط ورحيل نظام الإنقاذ ، خلخلوا جذور شجرته منها على سبيل المثال حركات الكفاح المسلح في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان ونداء السودان وغيرها من التنظيمات والأحزاب . هدف كل تلك المجموعات اسقاط النظام مع اجندات اخري تختلف من تنظيم لآخر.
سقط النظام ولكن للأسف الشديد لم تول تلك التنظيمات الإجابة على السؤال المهم ضمن برامجها وحراكها السياسي. جل البرامج كانت تعميمات وتمنيات ولم نر اي مادة مكتوبة وممنهجة ومعدة تقدم بها أي تنظيم ، غير محاولات الراحل الصادق المهدي عليه رحمة الله والتي عادة من (تولع بها نار الدوكه) توضع في الذاكرة وربما يكتب عليها ( تم اعدادها بواسطة امام المنظرين و السندكاليين ) ولا تجد لها اثرا لا في العير ولا في النفير.
ثم ماذا بعد إسقاط النظام؟؟؟؟ سقط وسقط والسؤال مازال فى تحديه لنا ، ثم ماءا بعد؟
What have you done for the future and the current problems?
ماهي استراتيجاتنا قصيرة وطويلة المدي لحكم البلاد، وهل يمكن معالجة الأزمات العالجة مثل الغلاء وانعدام الوقود وصفوف الخبز وانعدام الدواء؟
كل منفستات وادبيات المعارضة لم تول هذا السؤال اهتماما. كل الناشطين والسياسيين يحفظون عن ظهر قلب تفاصيل التاريخ السياسى والاجتماعي والاقتصادى السوداني وحجم الموارد التي تذخر بها البلاد ، ويعلمون علم اليقين أن أزمة السودان في ابنائه ، أزمة في الفكر المشدود بعصبيات الجهة والقبيلة والطائفة والحزب بالاضافة الي ازمة ادارة الموارد. سنظل مثل (تور الساقية) نلف وندور في مساحة ضيقة محدودة تتنازعنا عصبيات قاتله ممسكة بتلابيب الوطن وشغاف ارواح أهله المحكوم عليهم البقاء في دوامة الازمات وطواحين الإقتتال، ألهذا خلقنا الله ، أبدا ، هذا صنيعنا الذى أصل له الرعيل الأول من سياسيى بعد الاستقلال، و إرتد الي نحورنا ، اقتتالا ، دكتاتورية ، قبلية ، أنانية ، طغيان وجبورت ، استعلاء عرقي وعنصرية نتنه حاربها العالم وقضي عليها في القرن الماضى وتفرغت المجتمعات للتنمية وما يفيدها في حياتها وتقدمها في عالم اتجه نحو الحريات الكاملة غير المنقوصة في مجتمعات يتساوي فيها الجميع.
الحرية والتغيير:
لطالما رفع الشعب السوداني شعارات ثورته المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة ، ينبغي أن تكون برامج الشارع بتنظيماته والحكومة الانتقالية وكل شرائح المجتمع تنفيذا وتمكينا لمفردات شعارات الثورة.
الحرية:
من أهم الحقوق التي يجب أن يتمتع بها أيّ إنسان، وهي حق ثابت ومتجذر لجميع البشر؛ فليس لأحدٍ أن يتجرّأ على حرمان آخر منها، أو إنقاصها، أو تحديدها فهي غير قابلة للتصرّف، كما أنّ الحرية تُشعِر الفرد بأهميّة دوره، بل بفعلية وجوده، واكتمال إنسانيّته. حرية الفكر والتعبير عن الرأي، والحق في الاختلاف، وغيرها من صور وأشكال الحريات. الحرية هي الكلمة التي يستطيع كلّ إنسان الشعور بها بالممارسة العملية في الحياة، وهي الفضاء الفسيح الذي يُمكن للإنسان التحرّك من خلاله دون أن يشعر بنقصان، أو عيب، أو إهانة، ودون أن يخدش فضاء الآخرين؛ حيث يُقال تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين.و هي قدرة الفرد دون إجباره، أو مساومته بشرط أو ضغط خارجي، على اتخاذ قرار، أو تحديد خيار من جملة خيارات مُتاحة. هي التحرر من الضغوط أو القيود التي تكبت طاقة الإنسان وقدراته، وهي عكس العبودية لأنها تعني التخلّص من كلّ أنواع وأشكال الإجبار، والتحكّم، والإكراه. قال فولتير:”أنا لست من رأيكم ولكنني سأصارع من أجل قدرتكم على القول بحرية” وهذا يوضّح أنّ مفهوم الحرية أيضاً قد يتعلّق بالرأي والتعبير عنه، وإتاحة الفرصة، وبذل الجهد حتى يتمكّن الآخرين من التعبير عن آرائهم أيضاً. الاستقلال عن خيارات الآخرين، أو التخلّص من التبعية لجماعة أو عشيرة؛ حيثُ تُقيّد بعض العادات القبلية حرية الفرد في اختياره الزوج، أو طبيعة علاقته مع الآخر التي تحددها القبيلة وفق علاقاتها مع القبائل الأخرى. الحرية هي فعل إنساني طبيعيّ، أو هي القدرة على الفعل، أو الامتناع عن الفعل. هي الخطوة الأولى نحو تحمّل المسؤولية ؛ فكيف لدولة لا تؤمن بحرية الفرد في تقرير مصيره أن تطالبه بدفع الضرائب. الحرية إحدى أهم العوامل المُحرّكة للشعوب في ثوراتها ضد أنظمة الحكم الشمولية، وهي إحدى القضايا العادلة التي تنادي بها الشعوب على مدار الحقب الزمنية. وللحرية انواع منها الفردية؛ وتخص الفرد، وترتبط به، لذا نقول حرية داخلية تتشكل معناها وحدودها داخل قناعة الشخص الخاصة به. الحرية الجماعية؛ وتتعلق بحرية جماعة أو أعداد كبيرة من الأفراد، ولا يستطيع الإنسان الشعور بالحرية في هذه الحالة إلا عند تحرر كامل أفراد الجماعة؛ وهذا التعريف ينطبق على البلاد الواقعة تحت الاحتلال. الحرية التامة عند جون لوك هي التحرّك ضمن القوانين الطبيعية في الحياة، وتمكن الإنسان من اتخاذ القرارات الشخصية وفق إرادته، وبدون أن يستجدي هذا الحقّ من احد. والحريّة هي قدرة الإنسان على القيام بالأمور التي لا تضر بالآخرين، وهي تعني أيضاً قدرة الإنسان على قول وعمل ما يشاء دون أن يخالف القانون أو العدل،والحريّة في اللغة هي قيام الفرد بأي عمل يريده دون وجود أي مانع، وهي في الاصطلاح تعني حفاظ الأفراد والجماعات على الحقوق التي يتمتعون بها، وتناقض الحريّة العبوديّة فهي التي تمنح الإنسان فعل أو ترك ما يشاء وبإرادته. لحدود الحريّة عدة مستويات، وهذه المستويات تتمثل فيما يأتي: حدود تظهر حسب القناعات الشخصيّة للإنسان وهذه الحدود لا تتعدى الشخص إلى غيره فهي لازمة له كالكذب وإن تعدت هذه الحدود إلى أشخاص آخرين وألحقت الضرر بهم فهنا تنتقل إلى مستوى آخر وليس إلى هذا المستوى. حدود تُظهرها المجتمعات من خلال عاداتها وقوانينها ومعتقداتها ومواثيقها كالعادات والأعراف. حدود تصنعها السّلطة من خلال القوانين التي تضعها، وتكون هذه السّلطة بالقهر أو بالاتفاق مع النّاس، وهذه الحدود لها أوجه عديدة كالحدود المحرمة والواجبة والجائزة. حدود إلهيّة بيد الله سبحانه وتعالى لايستطيع أي إنسان تجاوزها أو الانعتاق منها الا الملحدين الّذين لا يؤمنون بالله ومن لا دين لهم الّذين لا يؤمنون بالرّسائل السّماويّة. فالحريّة حق لكل النّاس، وقد منح الله تعالى الإنسان الحريّة في التّعبير والدّين واختيار العقيدة والتّصرف، قال تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) والحريّة هي مطلب إنساني لا يختلف عليه أحد، ولا تأتي ثمارها إلا إذا مارسها الإنسان بطريقة صحيحة على ألا تتعارض مع قوانين الدولة والأخلاق وكذلك حقوق الآخرين، إذ إنّ حريّة الإنسان تنتهي عندما تبدأ حريّة الآخرين.
للحريّة أنواعاً مختلفة تندرج تحت نوعين رئيسين من الحريّات، وهما كالتّالي:الحريات الشّخصيّة: تأتي الحريّات الشّخصيّة في مقدمة الحريّات ويعتبر وجودها شرطاً لوجود الحريات العامة الأخرى، ومن أهم الحريات الشخصية ما يأتي: حرية التّنقل: تعني هذه الحريّة حق الإنسان في الانتقال من مكان إلى آخر والخروج والعودة إلى بلده دون وضع قيود عليه وذلك وفقاً للقوانين السّائدة في بلاده. حريّة الأمن الشّخصي: تضمن هذه الحريّة عدم القبض على أي فرد أو حبسه واعتقاله إلّا في حالات ينص عليها القانون. حريّة الحياة الخاصة وحمايتها: من أهم الحريّات الشّخصيّة حرمة المسكن وتعني هذه الحريّة عدم جواز بل تحريم اقتحام المساكن أو تفتيشها إلا في حالات معيّنة يحددها القانون. حريّة المراسلات وسريّتها: تتضمن هذه الحريّة عدم مصادرة المراسلات السّريّة بين الأفراد فهي بذلك اعتداء على حقهم في ملكيّة الخطابات التي تتضمنها هذه المراسلات. الحريّة الفكريّة: إنّ للحريّة الفكرية أربعة أقسام رئيسيّة وهي كالتّالي: حريّة الدّيانة والعقيدة: تعني حريّة الإنسان في اعتناق الدين الذي يريده وحريّته في ممارسة شعائر ذلك الدين وتكون هذه الحريّة في حدود النظام العام والآداب. حريّة التّعليم: تتضمن هذه الحريّة حق الفرد في الحصول على التّعليم بالتّساوي مع غيره من المواطنين وأن تكون له الحريّة في اختيار العلم الّذي يناسبه ويريده. حريّة الصّحافة: تعني حريّة الإنسان في التّعبير عن رأيه في المجلات والجرائد المتنوعة وكذلك وسائل الاتصال المرئية والمسموعة والمكتوبة على أن تكون ممارسته لهذه الحرية في حدود الآداب العامة والنّظام دون تشهير بأحد ودون التّدخل بالحياة الخاصّة للآخرين. حريّة الرأي: تعني هذه الحريّة حق الإنسان في التّعبير عن رأيه في مختلف المجالات. الطّريق إلى الحريّة حتّى يحصل الإنسان على الحريّة لا بد له من السّعي جاهداً في طريقها، فطريقها طويل لا يمكن الوصول إليه بالكلام أو الأمنيات، وهنالك خطوات أساسيّة تصل بالإنسان نحو الحريّة، ومن هذه الخطوات: ضرورة تعويد العقل على التّفكير بشكل مستقل وبحريّة، إذ إنّ قيام الإنسان بالتّفكير وبممارسة الحريّة في عقله ونفسه بشكل مستمر تحرره من القيود وتعطي فكره مرونة في النّقد الذّاتي والحوار الدّاخلي وكذلك تقبل النّقاش، ويعتبر التّفكير في الحريّة من أولى المطالب الإنسانيّة الأساسيّة التي تقود نحو الحريّة. من المهم التّغيير في منهجيّة التّربيّة سواء أكانت في الأسرة أم المجتمع، إذ لابد من أن يتعلم الصّغار معنى الحريّة وكيفيّة استخدام عقولهم دون أن يكون هنالك قيود عليهم. إنّ الجهل من أهم الأمور التي تّفقد الإنسان حريّته، والمعرفة هي التي تجعل الإنسان حرّاً وترشده نحو بصيرة واضحة يفهم من خلالها حياته ونفسه. إنّ حركة الحريّة حركة نشطة فيها سعي وجهد فالطريق نحوها صعب، وحتّى يصل الإنسان إلى حريّته عليه أن يسعى ويجتهد ويكتسب التّجارب. ضرورة أن يؤمن الإنسان بأن حريّة الآخر تأتي قبل حريّته، وإنّ حريّة الإنسان لا تتحقق إلا إذا تعايش مع حريات الآخرين.
ضوابط الحرية
أصبحت الحرية مطلباً للجميع ولغة الوقت الحاضر، والتي تحقق الانطلاق في هذه الحياة، والتغلب على الصعوبات والمشكلات التي تعترضنا، لأنّها تعطي مساحة كافية للإنسان بأن يتحرك فيها ويفعل ما يراه مناسباً، وإن بدت بحد ذاتها إشكالية يختلف عليها الكثيرون لكن يتفق الجميع على أنّها حق لا بدّ من تحقيقه، وقيمة كبيرة في مفهومها وجوهرها، بالإضافة إلى أنّها تستحق من الإنسان أن يضحي من أجلها. أصبح تطبيق الحرية مرهوناً بعدد من الضوابط والحدود التي تختلف من فئة إلى أخرى، وبين مجتمع وآخر، ويكون ذلك الاختلاف بناءً على طبيعة هذه الفئات والمجتمعات، وحتى تحقق الحرية الهدف المطلوب لا بدّ من ممارستها ضمن هذه الحدود والضوابط التي سنعرفكم عليها في هذا المقال. ضوابط الحرية الابتعاد عن المساس بالديانات جمعيها، واحترامها، وعدم التعدي عليها بأي حالٍ من الأحوال. عدم التمادي في ممارسة الحرية الشخصية عند وصولها إلى حرية الآخرين، حيث تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين. الالتزام بالنظم والقوانين لأي بلد تعيش فيه، ما دام ذلك لا يتعارض مع الشرع، فالالتزام بها ضروري، وليس من الحرية أن تتجاوز أعراف المجتمع، وقوانينه، وعاداته. تجنب أن تؤدي حرية الفرد أو الجماعة إلى تهديد سلامة النظام العام، وتقييد أركانه، وإحداث اضطرابات أمنية فيه. عدم المجاهرة بالمعاصي، والأفعال السيئة والتباهي بها؛ حتى لا تجرح مشاعر الأخرين.
ختاما ، تؤثر القيم الأخلاقية في ضبط مفهوم الحرية وتنظيم حدودها، وذلك من خلال وضع الأسس التي يجب أن تحتكم إليها أفعالنا وأقوالنا، ويعود الالتزام بهذه الأسس إلى حكم الضمير الذي يمارسه الإنسان على نفسه وفق إرادته الحرة. وأيضا الاوامر والنواهى فى الأديان التى تضبط حرية الانسان وهي مربوطة بعقيدة الثواب والعقاب والموت والبعث.
و تؤثر الثقافة الموجودة في الوعي العام للمواطنين أنماط السلوك الصحيح للجماعة والمتفق مع قيمها، بالإضافة إلى عاداتها، فتحدد حدود ممارسة الحريات في المجتمع بما ينسجم مع هذه الأنماط والقيم.
ويعتبر اعتقاد الأشخاص بأنّه يمكنهم السيطرة على الآخرين وإجبارهم، وثنيهم عن إرادتهم هو سبب البؤس الكبير في العالم، ويمكن الوصول إلى التحرر إذا توقف الأشخاص عن الإيمان بأنّهم يستطيعون السيطرة على الآخرين. الحرية لا تعني انعدام المسؤولية مطلقاً، حيث يكون الأشخاص مسؤولين عن أنفسهم وخياراتهم، ولا يلومون الآخرين أو الظروف، كما يكون الأشخاص غير مسؤولين عن تصرفات الآخرين سواء كان خوفهم، أو غضبهم، أو ألمهم، أو بؤسهم، حيث يعتبر ذلك خيارهم الذي يختارونه بحرية، وعليهم تحمل عواقب خياراتهم، فسعادتهم، ونجاحهم، وفرحتهم لا تعود لأحدٍ غيرهم.عدم انتهاك قيم الآخرين ، يمتلك كلّ شخصٍ الحق في التعبير عن رأيه، ومعتقداته، وقيمه، ولا يحق لأيّ أحد انتهاك قيمه الأخلاقية، أو نقل الرسائل التي تحرض على الكراهية، والعنف، والعنصرية، والتمييز، ويجب أن يمتلك كلّ شخص الحق في الوصول إلى المعلومات، والتبادل الحر للأفكار والمعلومات، ويعتبر من المهم ضمان هذا الحق للأطفال بطريقة تحميهم من هذه الأفكار، كما يمتلك كلّ شخص الحق في حرية التدين، ويجب أن لا يخضع هذا الحق للتقييد. ومن ضوابط الحرية الشخصية عدم الاعتداء على خصوصيات الآخرين، وذلك في بيوتهم، وسياراتهم، والأماكن العامة.
نرجو ان نكون قد ساهمنا فى توصيل بعض المعلومات من أجل انضباط الشارع العام والاتجاه نحو مجتمع الحداثة والرقي ، مجتمع كل الناس ولكل الناس اخاءا ومحبة ، اخوة ورفقة وسلام ونماء.
#لا للفوضي…
#نعم للنظام والقانون
ابراهيم عبدالدائم الصديق
مؤسسة الفكر والسلام الاجتماعي
١٤فبراير ٢٠٢١