
في صعيد مصر حين يرتكب أحدهم جريمة القتل العمد ضد شخص آخر و لكي يتم الصفح عنه يقوم القاتل بأخذ كفنه و يذهب به إلى أسرة أو أهل القتيل كبادرة لطلب الصفح و المسامحة و هي تعني الندم الشديد و انه أتى طائع لكي يتحمل حكم أهل القتيل.
غالبا و كبادرة عن الصفح يتم العفو عنه و بذلك يتم كسر دائرة الثأر بين أهل القتيل و القاتل.
منذ سقوط نظام البشير الذي عاث الفساد و الإفساد و التدمير الممنهج للوطن و المواطن السوداني و حتى تخطي ذلك إلى خارج الحدود بتصديره للإرهاب و تسهيل مهمة الارهابين في الفتك بالأخرين من أمم أخرى و ليس تفجير دار السلام ببعيد عن ذلك ك مثال حي لا يزال السوداني يعاني من تباعته.
نظام البشير قسم السودان بسبب حروب عرقية غبية لونت بالدين التجاري و تم تخريب كل مناحي الحياة الإجتماعية و الإقتصادية و الدينية و السياسة و التعليمية و الرياضية و زرع الفتن مع إرتكاب كل الكبائر تحت ستار الدين فكان التعذيب و الظلم و الاخفاء القسري و القتل لدرجة الجرائم المصنفة تحت تصنيف الإبادة الجماعية.
كل ذلك أثناء حكم نظام البشير و سيطرته و بعد السقوط المدوى للنظام و عوضا عن مسائلة النفس و الندم و ابدا ذلك و التصريح عنه بأن يقدم كل مجرم.. كل مجرم مشارك في تلك الجرائم أن كان إعلاميا أو بالتخطيط و التنفيذ المباشر و غير المباشر…. نجده قد ذاد في عدم احترام واضح للشعب السوداني بإن عمل على تخريب إضافي للاقتصاد و زرع مذيد من الفتن القبلية التي راح ضحيتها المئات و كل ذلك بتحدي واضح و بعدم اكتراث أو ندم.
رغم كل ذلك يجري من تحت الجسر حديث البعض بأن يتم الصفح عن نظام البشير و ان الإجراءات التي تتخذ ضد منسوبيه هي إنتقام و هي ليست بذلك لأن الإنتقام أن كان اساس تلك الإجراءات لكان الأمر مختلف.
من ينادي بالصفح و المصالحة مع نظام البشير عليهم أولا أن يتلقوا الرسائل التي تبين و تشير إلى الندم و طلب الصفح من منسوبي نظام البشير بتقديمهم اكفانهم للشعب السوداني و الذي سيكون له وقتها الحق في الصفح أو حق التقاضي و القصاص.
تلك الدعوات تشبه من يسبك و يشتمك و يعتدي عليك بكل ما يوصف أو لا يوصف و من ثم تذهب إليه لتطلب منه الصفح و العفو عوضا عن العكس.
العدالة حتما ستأخذ مسارها في الحياة أو في الحياة الأخرى للذين هربوا منها في الحياة الدنيا و لم تطالهم فيها.



