مقالات، وأعمدة، وآراء

الحُب في زمن “الكورونا”!!

سهير عبد الرحيم

*بسم الله الرحمن الرحيم*

*سهير عبد الرحيم*
[email protected]

*الحُب في زمن “الكورونا”!!*

يوم أمس الأول كنت أتجوّل مع صغيرتي في محل لبيع الزهور في حي الرياض، صغيرتي كانت ترغب في شراء ورد وهدايا لصديقتها بالمدرسة وتقديمها لها تعبيراً عن حُبها ومودّتها لها .

في المحل كانت أسعار الورد تبدأ من ٤٥٠ جنيهاً للوردة الواحدة وتصل حتى ألف جنيه، فيما يتراوح سعر الدبدوب من ٧ آلاف جنيه ويصل حتى مبلغ 35 ألف جنيه، وبينما كانت ابنتي منشغلة بهدية صديقتها، كان المحل يزدحم بالعديد من الفئات..!!

عاشق يبحث وينقِّب عن هدية.. وفتيات يبحثن عن دبدوب بمواصفات خاصة.. وفتاة آسيوية ابتاعت مجموعة كبيرة من الورد.. وشاب آخر يحمل هدايا لأمه ويرغب في تغليفها.. وعريس طبع صورة عروسته على وسادة ونثر فوقها عقوداً من الورد والشيكولاتة.

في تلك اللحظات، وبينما الكل منشغل باختيار هدية، دلف شاب اسمه معز عروة يعمل في وظيفة مراقب الفرع ببنك الخرطوم فرع النخبة الرياض، دلف وهو يسأل عن طلبه..!!

أسرع هاني بائع الورد الى ثلاجة الورد ودفع له بطلبه.. كانت طلبية معز عبارة عن عدد 11 بوكيه من الورد الأحمر..!!

عقب ذلك تجاذبنا أطراف الحديث مع بعض، لاكتشف أن معز ابتاع الورد للموظفات معه في البنك وعددهن 10، أما بوكيه الورد رقم 11 فقد كان من نصيب (أم شامة) عاملة البوفيه في البنك .

لكم شعرت بالسرور بارتقاء الذوق والخُلُق النبيل من ذلك الشاب وهو يشعر أن هذه المُناسبة فرصة طيبة ليعبِّر لزميلاته عن المودّة والاحترام والمَحَبّة، وربما ليعتذر عن لحظة انفعال هنا وهنالك بسبب إجراء مالي شابه سهو أو تقصير أو غيرها من انفعالات العمل والتي تخرج في شكل كلمة أو تلويحة أو قضبة جبين أو نظرة استياء .

عيد الحب حقاً هو مُناسبة وبغض النظر عن الجدل نحو تاريخها إلا أنه فرصةٌ ذهبيةٌ للوقوف مع النفس وتصفيتها وتنقيتها من الشوائب وغسلها من الدرن والأحقاد .

نحتاج في كل عيد حُب أن نعبِّر لمن نُحب عن حبنا لهم وما نحمله لهم داخل وجداننا من مكانة واسعة ومودة واحترام، كثيرون في حياتنا نستحق أن نقول لهم أننا نحبهم .

كل الأسرة تستحق منا الحُب والمودّة الجيران والأهل والأصدقاء وزملاء العمل، كل من يقوم بواجبه تجاهنا بمحبة، نستحق أن نقول له إننا نحبك.. المعلمون، الأطباء، المهندسون، الصيادلة، الفنيون المبدعون، الشعراء، الفنانون ورجال الشرطة بمسمياتهم المختلفة من رجال الإطفاء وخفر السواحل ومكافحة المخدرات وتهريب البشر، رجال القوات المسلحة الذين يحرسون الثغور الجميع بلا استثاء كل المهن، وكل من يقدم خدمة للوطن وللبشرية نقول له نحن نحبك.

*خارج السور:*

احتاج أن أقول في هذا العام أحبك وأحمل لك كل الاحترام والود، وأتمنى لك كل الخير أحبك جداً شقيقتي بلقيس.

سهير عبد الرحيم
[email protected]

* نقلاً عن الانتباهة*

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..