مقالات وآراء

البيروقراطية في زمان عمر بن عبد العزيز

محمد حسن شوربجي

قيل ان:
عمر بن عبد العزيز كتب إلى عامله  :
إذا أَمَرتُك أن تعطي فلانا شاةً ،
سألتًني أضأنُ أم ماعز ؟
فإنْ بيّنتُ لك ، قلتَ :
أَذَكرٌ أم أنثى ؟
فإن أخبرتُكَ قلتَ :
أسوداء أم بيضاء ؟
فإذا أمرتُك بشيءٍ فلا تراجِعْني فيه
وكأن عامله سوداني الجنسية ويعمل في إحدى الوزارات وقد تعود تعطيل خلق الله.
وهذا ما نشهده في كثير دوائرنا الحكوميه.
وتلك البيروقراطية العمياء التي أصبحت تقبح كل حياتنا.
وحقا فإنها ليست حالة محصورةً بفرد معيّن بل هي موجودة في العديد من الدوائر الحكومية .
والشكوى هنا جاءت من السلطان لا من الناس .
والسبب يكاد يكون محصوراً بالعاملين اللذين أشرنا إليهم
فمثل هذه الاسئلة الغبية موجودة في كل  الدوائر الحكومية اليوم
وظاهرها فيها الحرص الزائد على الصالح العام وباطنها القصد منه تضيع الوقت لتصريف الناس وعدم خدمتهم بتعقيد الامور .
وما زال البعض فينا وحتى يومنا هذا  يمارس  هذا المسلك الخبيث .
ومن المحزن ان يتحول هذا (الموظف) في هذه الدائرة الحكومية أو تلك – والذي لم يُعيّن في هذه الوظيفة إلاّ لخدمة المواطنين والإسراع في إنجاز معاملاتهم – إلى عنصر خبيث لئيم ، يبتكر أساليب التأخير لابتزاز المواطنين.
فكثيرا ما تكون وقوفا لساعات وفي طابور طويل وعندما تصل إلى الشباك يتم تعطيل معاملتك بمطالبات تعجيزية يبتكرها ذلك الموظف.
والخلاص اخوتي في تحويل العمل  كله إلى حكومات إلكترونية on line والتخلص من كل جيوش البيروقراطية العقيمة التي ملأت  الوزارات وهي تكلف الخزينة العامة رواتب وبدلات لا تستحقها.
وقد يحدث كذلك توفير لاطنان  الورق والمكاتبات التي عفا عنها الزمن.
وهذا  نظام حديث تتبناه الحكومات الالكترونيه في كل دول العالم.
واستخدام الشبكة العنكبوتية العالمية والإنترنت في ربط المؤسسات بعضها ببعض،
ووضع كافة المعلومات في متناول الأفراد و خلق علاقة شفافة تتصف بالسرعة والدقة تهدف للارتقاء بجودة الأداء.
وان كانت الأمراض الإدارية هي الأخرى قد لحقت  بالحكومات الالكترونيه نفسها فيقول لك الموظف الشبكة طاشه تعال بكره.
و تجربتي  طويلة وانا مازلت اتابع قطعة أرض امتلكها تم مصادراتها دون حق من حكومة الانقاذ الطاغية التي ابتلعتها.
ومازلت متعذبا والموظف غايب وتعال بعد  الفطور  و مكالمات هاتفية وونسات جانبية وواسطات من الداخل.
ولعل اسوء ما في البيروقراطية انها تجبرك على السلوك غير القويم بالبحث عن المرتشين والواسطات وهذا ما لا نريده وان كان في متناول اليد.
وظني ان الموظفين المرتشين هم من يتعمدون تعقيد المعاملات الحكومية  حتى يجدوا من يقع في شباكهم.
هي في النهاية آفة أشبه بالمرض وقد انتشرت في مجتمعنا .
ندعو الله منها الخلاص

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..