أخبار السودان

 ضبطيات الذهب المُهربة.. بدر للطيران.. جرائم على صهوة الريح !!

الخرطوم : عبدالناصر الحاج

لم تكن ضبطية الـ(19 كيلو و705 جرام ذهب) في يوم الخميس المنصرم، في مطار الخرطوم وعلى متن طائرة (بدر للطيران)، هي الأولى من نوعها، ومنذ فترات طويلة ظلت هناك ثغرات بائنة في بوابة السودان الدولية – مطار الخرطوم- ينفذ من خلالها الفاسدون وهم مُحملون بموارد البلاد بُغية تهريبها للخارج خدمةً لمصالحهم الذاتية، رغم أن بلادهم تقف على أعتاب المسغبة والانهيار المريع في كافة مناحي الحياة، ورغم إدراكهم التام بأن الشعب ظل يحاصر الحكومة ليل نهار بالسؤال عن متى ينصلح الحال، ورغم علمهم بأن الجهاز التنفيذي للحكومة ظل يُجرب كل السُبل بحثاً عن مخارج حقيقية لانتشال البلاد من وحل الخراب الاقتصادي الذي حاق بها منذ عهد المخلوع البشير. في غضون ذلك كله تكررت عمليات تهريب سبائك الذهب السوداني عن طريق طائرة بدر للطيران ، ومما يجعل الشكوك حول الطائر الأزرق يتم غزلها ونسيجها الآن مثل (شراك) عصية على الفرار، طالما أن الفاسدون المهربون لا زالوا يجدون في مطار الخرطوم ثغرة عنوانها البائن رحلات بدر للطيران، وهو ذات الأمر الذي يُلقي مسؤولية كبيرة على شركة بدر للطيران لتبيان الحقيقة، أو العمل على سد هذه الثغرة الإجرامية الكبيرة .

آخر ضبطية

في العاصمة الخرطوم، حيث تدور أحاديث السياسة وملاحقة فلول النظام المُباد، ويترقب الناس جديد الحكومة المُشكلة حديثاً، وفي تلك الأجواء المُلبدة بغيوم الغبار والأتربة وموجات البرد الشديد، تتدفق أخبار الصحف والمواقع الإخبارية تقول: تمكنت جمارك مطار الخرطوم من ضبط 19 كيلو و705 جرام ذهب تم ضبطها خلال ثلاثة أيام ، إضافة إلى ضبط 137 ألف و300 ريال سعودي ، بجانب ضبط كميات كبيرة من المخدرات وحبوب الهلوسة ، جميعها مخبأة بطرق احترافية داخل ملابس وشنط واسطوانات ومستحضرات تجميل وآيات قرآنية بغرض التضليل على متن طائرة بدر للطيران. العميد شرطة الفاتح حسن دهب مدير جمارك مطار الخرطوم  قال أن قرار وقف طائرة بدر وهي تستعد الاقلاع أمس الأول قرارا شجاعا وإنجازا كبيرا جاء نتيجة للتعاون التام مع جهاز الأمن والطيران المدني والجمارك،  حيث تم ضبط 18 كيلو ذهب صافي . وأوضح دهب في تصريحات صحفية أن قرار تفتيش الطائرة لحظة الاقلاع قرار شجاع  ، مبينا أنها ضبطية كبيرة غير مسبوقة بالكميات هذه حيث شهدت السنوات الماضية ضبطيات بكميات أقل ، مشددا على أهمية التعاون لصالح البلد . وأضاف أن المطار فيه ثغرات حيث وجدت كميات الذهب مخبأة تحت مقاعد الطائرة قبل دخول الركاب لحظة لا توجد رقابة، مبينا أن هنالك خلل كان مرصود وبالتعاون يمكن تجاوز هذا النوع من التهريب. ووقف على الضبطية وزير المالية جبريل إبراهيم  في زيارته التفقدية الأولى للجمارك و كان في استقباله الفريق شرطة بشير الطاهر رئيس هيئة الجمارك وقيادات الهيئة. وزير المالية جبريل أعرب عن سعادته بزيارة الجمارك محيياً العمل الكبير الذي تقوم به الجمارك فى حماية البلاد والاقتصاد الوطني من خلال تحقيق أكبر معدلات إيرادات بطريقة صحيحة ودون اختلال بانسياب التجارة ، مؤكداً تشجيع وزارة المالية ودعمها للجهود التى تبذلها الجمارك لتطوير العمل بالتدريب وإدخال الأجهزة الحديثة حتى تتمكن من ضبط الحدود ومحاربة التهريب بكل السبل والحصول على الايرادات الكافية لاستيفاء التزامات الدولة تجاه المواطنين. وقال “اصدرنا قراراً بايقاف كل الاعفاءات الجمركية الضريبية بقصد المراجعة وذلك لوجود تلاعب كبير فى الاعفاءات وإعطائها لمستحقيها “. وأشاد بدور الجمارك فى وقف تهريب الذهب “. وتجدر الإشارة إلى أن جملة المضبوطات التي تم حجزها العام الماضي بلغت 18 كيلو و106 جرام ذهب ،967 الف و250 دولار و4 مليون و484 ألف و255 ريال سعودي مخبأة داخل مناطق حساسة وأحذية وكراتين.

سوابق

منذ الإعلان عن هذه الضبطية الخاصة بالذهب في مطار الخرطوم وعلى متن بدر للطيران، انفجرت منصات التواصل الاجتماعي بتوثيق حوادث تهريب الذهب عن طريق المطار، وعندما خرج وزير الصناعة في عهد النظام البائد موسي كرامة إلي الرأي العام في الرابع والعشرين من شهر يناير 2018 ومن على منصة البرلمان وهو يؤكد أن السودان (102) طن ذهب يتم تهريبه إلي دولة الإمارات فإن سهام المافيا إنتاشته وشككت في صحته حتى لا يلفت الأنظار إليها، وفي عهد الثورة فإن نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو كان شفافا وصريحاً وهو يتهم المافيا بتهريب الذهب والإضرار بإقتصاد البلاد . حديث قائد الدعم السريع جاء في التاسع والعشرين من يوليو العام الماضي عند تدشين بورصة الذهب وقد مضي بعيدا في حديثه وهو يؤكد على وجود مافيا تضع العقبات أمام مساعي النهوض بإقتصاد البلاد بتهريبها للذهب وغير بعيد عن القائد حميدتي فإن عدد من الأجهزة الحكومية وعلي رأسها جهاز المخابرات وهيئة الجمارك ظلت تحذر من تهريب الذهب بمطار الخرطوم وتبذل مجهودات كبيرة للحد منه .

من الميديا

رصدت (الجريدة) عدد من البوستات المبثوثة على منصات التواصل الاجتماعي تتحدث عن تفاصيل ضبط هذه الكمية المهربة من الذهب، حيث تصدر (بوست) متداول في عدة حسابات، يقول:  عند الثالثة صباحا وطائرة شركة بدر تتأهب للإقلاع من مطار الخرطوم إلي دولة الإمارات وتحديدا مطار دبي وصلت معلومة إلى شرطة الجمارك في غاية الأهمية من جهاز المخابرات مفادها وجود ذهب بذات الرحلة في طريقها للتهريب خارج البلاد، ليشهد المطار أحداث دراماتيكية أكدت أن هذا الوطن يمتلك أبناء مخلصين على إستعداد للتضحية من أجله . وبعد أن تلقى أفراد الأمنية بشرطة الجمارك المعلومة الهامة من جهاز المخابرات تحركوا وبجانبهم أفراد من الطيران المدني عند الساعة الثالثة صباحا بسرعة فائقة حيث كانت تتأهب طائرة شركة بدر للإقلاع ووجدوا أن السلم قد تم سحبه بعد أن صعد الركاب علي متن الطائرة فطلبوا – بحسب المصدر-  من مدير الحركة بشركة بدر إحضار السلم حتي يتمكنوا من الصعود إلى الطائرة غير أن المصدر يؤكد عدم إستجابة المسؤول بشركة بدر لطلبهم فكان أن حدث موقف بطولي ونادر يؤكد أصالة معدن أفراد القوة النظامية وحتى يتمكنوا من إفشال إقلاع الطائرة طلبوا من البرج عدم منح الطائرة الإذن وأتصلوا علي عدد من الجهات الرسمية ولم يكتفوا بذلك بل توزعوا على إطاراتها وكل واحد منهم وقف وهو يعرض حياته للخطر أمام إطار وبالقرب منها وذلك الحيلولة دون تحرك الطائرة وفي هذه الأثناء تمت الإستعانة بسلم طائرة من شركة مناولة أرضية فصعد أفراد شرطة الجمارك إلي الطائرة بعد أن طلبوا من جميع الركاب الهبوط دون أن يحمل أحد أمتعته أو أي شئ في يده وبالفعل تم إخضاع الطائرة لتفتيش دقيق وصارم . وبعد جهد مضن حصلت القوة علي ثلاث حقائب أسفل المقاعد الأخيرة بالطائرة وتأكدت صحة المعلومة حيث عثروا على ثمانية عشر كيلو ذهب وسبعمائة جرام ولم تكتفي القوة بهذا الإنجاز الضخم فقد كان عليها فك طلاسم هذه الجريمة أو بالأحرى الخيانة الوطنية فكان الإستفسار عن صاحب الحقائب الثلاثة فتمت الإشارة إلى أحد المسافرين ولكن الراكب نفى علاقته بالذهب وأشار إلى أن أحدهم أخبره بوجود ذهب في موقع محدد بالطائرة وأن عليه فقط تسليمه لشخص في دبي . ورغم رهق السهر والجهد الكبير الذي بذلته القوة واصلت في مهمتها بعد أن إنضمت إليها وحدات المطار الأخرى من جهاز مخابرات وسلطة طيران مدني لتتم مراجعة كاميرات المراقبة بالمطار أكثر من مرة ولكن لم تظهر الأكياس أو الحقائب الثلاثة مع مسافر وتأكد لهم أنها لم تمر عبر البوابات الرئيسية والرسمية لصالات مطار الخرطوم . وينوه المصدر إلى أن مدير شركة بدر للطيران أحمد عثمان أبو شعيرة هو مدير شركة الطيران الوحيد في السودان الذي يحمل تصريح للدخول بسيارته إلى منطقة التارمك (موقف الطائرات) وأوضح أن التصديق بالتصريح لم يصدر من مدير أمن المطار  الذي تندرج هذه لمهامه وأن مسؤول آخر هو الذي إستخرجه له . ورغم عدم وجود رابط حتي الآن بين شركة بدر للطيران وضبطية الذهب إلا المصدر ينوه إلى أن كل ضبطيات الذهب السابقة ذات علاقة برحلات بدر وأن هذا أمر مثير للحيرة ويفتح أبواب التساؤل المشروعة .

بداية العام الجاري

لم يمضي أكثر من شهر على تلك الحادثة المرتبطة بتهريب ملا يقل عن سبعة كيلو جرام ذهب عبر مطار الخرطوم وعلى ذات الطائرة التابعة لشركة بدر للطيران، وكان رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك قد منح في بداية يناير المنصرم، شهادات تقديرية وحافز مالي للمجموعة التي أسهمت في ضبطية الذهب بمطار الخرطوم البالغ قدرها سبعة كيلوجرامت ونصف. وكان حمدوك وقتها إلتقى المجموعة التي ضمت كل من  ضابط أمن شركة بدر المشرف على الرحلة محمد مجذوب ميرغني، الذي -بحسب افادته الصحفية- لاحظ  سلوك الراكب الذي تلقى سبائك الذهب المُهرَّبة قبل صعوده على الطائرة من أحد النظاميين العاملين بالمطار خارج ورديّته، ومدير أمن الطيران المناوب محمد جعفر حسن، وعمرو ميرغني محمود وهشام محمد عثمان من أمن الطيران، وذلك بحضور مدير عام شركة مطار الخرطوم المهندس سعد أحمد محمد عبد الرحمن.  وحينها، أوضح مدير شركة مطار الخرطوم في تصريح صحفي أن الضبطية البالغ قدرها سبعة كيلوجرامات ونصف تمت على الرحلة (٣٢٠)  لطائرة شركة بدر للطيران، وبالتعاون بين ضابط أمن شركة بدر المشرف على الرحلة محمد مجذوب ميرغني وأمن المطار وأحد الرُّكّاب، مُبيناً أن إدارة أمن الطيران استدعت الراكب واتخذت معه الإجراءات اللازمة في التحريات والضبطية بمهنية عالية وبالتنسيق مع الجهات المختصة، وأكد سعد أحمد محمد عبد الرحمن استعدادهم بالوقوف في الصف الأمامي لحماية ثروات البلاد.

الجريدة

تعليق واحد

  1. نحن الي الان في حيرة من امرنا ومازال الغتغيت والدسديس. يسود أي خبر أو ضبطية متعلقة بالتهريب أو الإضرار
    بالاقتصاد الوطني مثلًا كما تفضل اخي الكريم بسرده لكل الأحداث وتفضل بان ضبطية آل ١٨ كيلو ليست هي الأولي
    علي طائرات بدر أي هي مسلسل من الواضح فيه منهجية لتخريب الاقتصاد الوطني للأسف لم يدرج كاتب المقال
    ما تداولته أسافير التواصل الاجتماعي من ان إدارة الإعلام بشركة بدر للطيران كذبت كافة تصريحات الأمن والمخابرات
    والجمارك وامن الطيران واوضحت ان هنالك مضيفة هي التي أبلغت كابتن الطائرة ؟ةةة بوجود حالة تهريب ذهب
    في حين نجد مذكر أعلاه مدير الحركة ببدر للطيران يرفض اعادة السلم للطائرة حتي تتمكن قوة الجمارك وامن الطيران
    من الصعود للطائرة وايقافها من التحرك لإقلاع ؟؟
    في كلا الأحوال من المفترض فورا ولمسلسل الضبطيات علي بدر للطيران وفي رحلات دبي خاصة وإسطنبول من المفترض
    ان يتم إيقاف رحلات بدر للطيران لهاتين الوجهتين فورًا من سلطة الطيران المدني. والأمن الاقتصادي والجمارك لحين
    إشعار اخر
    وبغض النظر عن كيفية دخول الذهب وترتيبه تحت اخر مقعد بالطائرة قبل صعود الركاب للطائرة أين موقع امن شركة
    بدر ؟. والذي من المفترض حسب البرنامج الوطني لأمن الطيران ان يتم تامين وتفتيش الطائرة تفتيشا دقيقا قبل صعود
    الركاب ؟. هذا يعني ان هنالك خلل كبير من داخل منظومة بدر
    كذالك إذا سلمنا ان ماتم ضبطه يعد حوالي ١٠% من جملة ماتسرب وتم تهريبه ووصوله لمطار دبي أو إسطنبول
    أين الاتفاقيات الأمنية والتجارية وقوانين غسيل الأموال إلخ ولماذا تغض البصر والنظر سلطات هذه المطارات بدبي
    وتسمح بدخول كميات من الذهب والعملات الأجنبية دون قيد أو شرط ولماذا لأيتم الان إرسال نشرة لهاتين المطارين
    ابتداءا بمد السلطات بالسودان بالكميات التي وصلتهم عبر أي ناقل من السودان. هذا افتكر من أبجديات التعاون والتنسيق
    لماذا لم يتم ضبط أيًا من النواقل الوطنية الأخرى ……………… ماتم نشره خلال الأيام الماضية في كثير من الأسافير
    عن خلفية شركة بدر وتاريخها ومؤسسيها يضع النقاط فوق الحروف
    الكرة الان في ملعب السلطات من طيران مدني. وقوانينه في الخروقات الأمنية المتكررة من امن طيران بدر
    ثم قوانين الجمارك ومالها من سلطات وقوانين جنائية في حالة الاشتباه والتلبس في تدمير الاقتصاد الوطني. ويليه الأمن
    الاقتصادي والشرطة إلخ من منظومات نامل ان يتم اتخاذ وتدابير فورية للإيقاف هذا النزيف
    أما تغطية الموضوع لان الشعب السوداني ذاكرته ضعيفة إلخ كذالك هنالك مدير شركة المعادن اردول ذكرها بالحرف في احدي المقلات لم تتم لمحاكمة الكثيرين لعدم التمكن من رفع الحصانة ؟؟
    أما ما يحدث عبر معبر ارقين. فحدث ولا حرج فهو معبر بحق وحقيقة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..