مقالات وآراء

حكايتي مع الأمل… و حلم العبور و الانتصار

 أحمد ادم حسن عبدالله

في بداية العام 2007 خضعت لعملية جراحية بمستشفى اسيا بأمدرمان … حدثت لي بعض المضاعفات بعد أن خرجت إلى البيت نتيجة للمعلاجة الإشعاعية بمستشفى الذرة لاحقا… تدريجيا فقدت حاسية التذوق بحيث لا أستطيع معرفة الفرق بين الملح و السكر أو الرمل ثم فقدت المقدرة على الاكل و الشرب… ثم فقدت المقدرة على التحدث… حين انطق حرف احس بالمطارق تهوى على راسي من شدة الألم.

فكانت طريقتي الوحيدة للتحدث هي نوتة فقط و مازلت احتفظ بها.
ارجعوني إلى مستشفى اسيا الطابق الثالث الغرفة رقم 24… مكثت فيها أربعون يوما، طوال هذه الأيام كانت وجبات الإفطار و الغداء و العشاء هي فقط المحاليل الوريدية… ربما حينها اكون قد تسببت بأزمة في المحاليل الوريدية بدون قصد.
طوال هذه الفترة أصرت والدتي على البقاء معي بالمستشفى و مرافقتي.
النقطة الأساسية هي حين يأتي الليل و تطفي والدتي المصباح… كانت توهمني بأنها قد نامت لكن فعليا كانت تصلي من أجلي ليلا ثم بهدوء تخرج إلى خارج الغرفة و تبكي لأنها كانت تنظر إلى حالتي و تعتقد ربما تكون تلك آخر ليلة لي في الحياة… مثلها و مثل كل من يراني مستلقي على الفراش و في هدوء تام.

في نفس تلك اللحظة كنت متيقن و كلي أمل بأن الغد سأكون أفضل و سأبلغ الصحة كاملة.
مرت تلك الأيام حتى اليوم الأربعون حين نطقت اناديها فقفزت فرحة بذلك و الدموع تتقاطر من عينيها.
و كسبت يقيني و صار الأمل رفيقي الأول منذ تلك اللحظة… و ما عاد للتشائم من مكان في حياتي.
لذلك حتما و بمشيئة الله سوف يكتمل النجاح و يصبح السودان علما نتباهي به و نفخر و يتحقق شعار الحرية و السلام و العدالة و نبني دولة القانون و الدستور و المؤسسية.

رغم إختلاط الألوان لكن الأمل يتوفر في مجهود لمعظم المنضوين تحت قوي الثورة التي تعمل و بجد من أجل نهضة البلاد ووضعها في المكان الذي تستحق و ليس مجرد أكاذيب و شعارات أساسها المتاجرة بالدين و لذلك الفرق شاسع بين من يحبون و يعشقون بحق لهذا الوطن و بين من  (( يحبّونه وكأنّهم يكرهونه ويعملون على إعماره وكأنّهم مسخّرون لخرابه؟ )) كما قال الراحل الطيب صالح عليه الرحمة و المغفرة.

حتما سنعبر و ننتصر

خلي الأمل جواك
باب كبير مشرع
باكر الحقيقية تبان
لما الشمس تطلع
طلعت شمسنا هنا
ضوت ضلام الليل
طالع صبح اروع
صبح أنيق و جميل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..