مقالات وآراء

الحسد عندنا في السياسة ثم الان في البنوك.

أسامة ضي النعيم محمد

في التأريخ القريب تعود وقائع الحسد الاشهر في دنيا السياسة السودانية الي أولها حين سلم الزعيم الراحل البيه عبد الله خليل – عليه رحمة الله—مقاليد الحكم الي الفريق ابراهيم عبود – عليه رحمة الله—كان الامر في عمقه سباق بين جوادين أصيلين ، اعمي الحسد البصيرة عن رؤية مصالح ومستقبل دولة السودان الناشئة في تلك الفترة فانتهي الصراع والتسابق الي تلك النهاية الكارثية وتحطيم المعبد. ثم توالت وقائع التحاسد بين أجيال النخبة فكان انقلاب مايو بتدبير مدني مماثل تحت بدلة عسكرية انتقم فيه الحزب الشيوعي علي حل الحزب وطرد نوابه ولسان حالهم تلك بتلك والبادئ أظلم وسكبت النخبة لبن السودان أرضا وتشتت رصاص بناء الديمقراطية.
ثم دقوا بينهم عطر منشم وخرج فتية الاخوان في يونيو 1989م يقطعون الطريق حسدا علي اتفاق وشيك لحل مشكلة جنوب السودان ، ظل تمكينهم لثلاثين من عجاف السنين جف فيها الضرع والزرع وخرجت أموال السودان من ذهب وبترول ليستفيد منها الغريب في تركيا وماليزيا ودبي ، فاق صنيعهم لصوص سرقة القطار الكبري في العام 1963 ببريطانيا حيث تعهد بعض اللصوص للقاضي باستثمارهم لحصتهم من المسروقات في الداخل البريطاني ، ليت الاخوان تأسوا بما فعل اللصوص الوطنيين لتغير الحال وما احتاجت البلاد لجذب استثمارات خليجية أو قوات مسلحة مصرية تستغل الارض وحصة مياه السودان.
في تأريخ اليوم تمكن بعض تجار العملة من نواصي البنوك وتوسعوا في أعمال تجارة العملة وأعمال التصدير والاستيراد وحجز حصائل الصادر في الخارج وتوزيع العملة الحرة بينهم لاستيراد بضائع لصالحهم خارج حاجة البلاد من سلع أساسية ، توسعوا في الاستيراد علي أساس (نيل فاليو) للاستفادة من العملات الصعبة عند المغتربين خارج البلاد . اجراءات تحرير سعر العملة وقعت علي تلك الفئة من موظفي البنوك في مقتل وانتفضوا عند كل (كاونتر) وفي مختلف البنوك يبرزون قوراض الاسنان لتقطيع أوصال بروتوكول تحرير العملة . هو تحرير من قبضة تلك الفئات التي نسربت بفعل سياسة التمكين الي البنوك تنقلوا من درجات الصيارفة الي مقاعد أصحاب القرار في مختلف البنوك . يشيرون الي المتعاملين بفتور وبما يوحي بأن الخيل الحرة تأتي في اللفة وما هي الا لحظات حني تشرب حكومة الثورة قراراتها التي نقعوها لها في ماء بارد عند كل بنك هم له كفلاء وزعماء .
تجار العملة في عهد التمكين لم يقف طموحهم عند اعتلاء درجات وظائف القيادة في معظم البنوك ، بل نصبوا شباكهم وامتدت حبالهم الي وزارة التجارة ومسجل الشركات لقفل دائرة الصادر واستيلاد ظاهرة (الوراقة )شركة اثر أخري لتصدير منتجات السودان عبر الاجراءات الرسمية وحبس العائدات لصالحهم في الخارج ، بعض رجال الاعمال مثل أوكتاي وصقر قريش هم جوكية فقراء في بلادهم دفع بهم تنظيم الاخوان الي السودان كمخلب وحجة لسرقة أموال السودان وتهريبها بعيدا .
الحسد يقتل فاعله في نهاية الامر ولا يسود بين الناس حسود ، سينتصر جيل الثورة علي الحاسدين من النخبة وسيتغير منهج الحياة في السلوك الديمقراطي ، في نسخة أجواء الحرية لا يضمر المعارض الشر للبلاد ويسعى حسدا بين الناس و يكف عن السعي لإيقاف عجلة الحياة أو اعتراض نجاحاتها ، سيجبر جيل الثورة المعارضين علي الاخذ بأسباب الحوار وأدوات الوصول للحكم عبر حرية وسلام وعدالة لا حسدا وتباغضا.
وتقبلوا أطيب تحياتي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..