مقالات سياسية

 نحنُ ومصر !

زهير السراج

* نشرتُ امس مقتطفات من مقال للصحفية المصرية الدكتورة (أماني الطويل) عن حساسية السودانيين تجاه مصر، والحملة الاثيرية الشرسة التي تعرضت لها مؤخرا بسبب ما راج في الوسائط من (شائعات) عن استغلال مصري لمنتجات سودانية واعادة تصديرها باعتبارها منتجات مصرية مثل السمسم والكركدى ..إلخ، وعزت ذلك لحالة من (استعداد الذهنية السودانية الشعبية لتصديق أي شائعة عن مصر واعتبار مصر الشيطان الكامن للسودان في أي تطور سياسي سوداني)، ارجعتها الى حقبة الاستعمار البريطاني الذى كان يتفنن في فبركة الشائعات التي تثير حساسية السودانيين ضد مصر والمصريين بغرض التفريق بين الشعبين والدولتين، وهى نفس الوسيلة التي تستخدمها (اثيوبيا) هذه الايام لنسف التقارب السوداني المصري وتحقيق مكاسب فيما يتعلق بسد النهضة، وقضية الحدود السودانية الاثيوبية التي تهتم اثيوبيا مصر بالوقوف وراءها بتحريض السودان!

* رغم اتفاقي مع الزميلة العزيزة حول الألاعيب التي كان الاستعمار البريطاني يستخدمها للتفريق بين الدولتين، إلا أن إرجاع الحساسية لهذا السبب وحده فيه تسطيح شديد للأسباب الموضوعية التي خلقتها.

* كنت قد تناولت في مقال طويل قبل سبعة اعوام تحت عنوان (لماذا يكرهنا المصريون؟!) بعض اسباب هذه الحساسية التي تعود الى ما قبل حقبة الاستعمار البريطاني بكثير، وبالتحديد الى الربع الاول من القرن التاسع عشر وحملات خديوي مصر (محمد على باشا) لغزو السودان من اجل الحصول على الذهب و(العبيد) مرورا بواقعة حرق اسماعيل باشا وحملات الدفتر دار الانتقامية، التي مهدت لحقبة الاستعمار التركي (المصري) والقسوة الشديدة التي اتبعها الحكام في معاملة السودانيين خاصة في جبى الضرائب، وحرب التحرير التي خاضها السودانيون ضد الاتراك (المصريين) بقيادة محمد احمد المهدى وتأسيس الدولة المهدية التي استمرت اربعة عشر عاما، وانتهت بالغزو المصري البريطاني المشترك بقيادة سردار الجيش المصري الجنرال هيربرت كتشنر في عام 1899، والذى أسس لحقبة استعمارية جديدة للسودان استمرت حتى عام 1956، لعب خلالها البريطانيون دورا في تأجيج مشاعر الكراهية ضد مصر، خاصة في نفوس الطائفة الانصارية التي وقفت بحزم ضد الوحدة مع مصر التي كان يسعى إليها الاتحاديون بدعم من الرئيس المصري جمال عبد الناصر، الى ان اتفق الجميع في آخر الأمر الى الاستقلال الكامل للسودان الذى لا يزال عدد كبير من المصريين لا يعترف به حتى اليوم بعد مرور اكثر من 65 عاما عليه، ويجاهرون بذلك في الصحف واجهزة الاعلام واحاديثهم اليومية !

* ثم جاءت  أزمة (حلايب) في عام 1958 التي كادت تفضى الى حرب بين الدولتين آنذاك لولا انسحاب القوات المصرية الذى احدث نوعا من الراحة والهدوء المؤقت، الى ان احتلتها مصر في عام 1995 وضمتها إليها لاحقا كرد فعل مباشر لمحاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس المصري (حسنى مبارك) في أديس ابابا بتخطيط من حكومة الخرطوم، ومنذ ذلك الوقت ظلت (حلايب) مصدراً دائما لحساسية الشعب السوداني ضد مصر!

*  كما ان حالة الاستعلاء المصري على السودانيين سواء من خلال اجهزة الاعلام والدراما المصرية التي ظلت ردحا طويلا من الزمن تصور السودانيين على أنهم مجرد (بوابين) فقط ولا يصلحون لشيء آخر وتسخر منهم، او من خلال التعامل المباشر، لعبت دورا عظيما في خلق الحساسية تجاه مصر، ولا ننسى التفوق المصري على السودان في كثير من المجالات مثل الرياضة خاصة كرة القدم، بالإضافة الى الجوار المباشر الذى لعب في كثير من الحالات دورا مباشرا في الحساسية بين الدول والشعوب بدون سبب معلوم !

* بجانب ذلك، أدت بعض الاحداث الوقتية الى تفاقم الحساسية ، وكمثال على ذلك مباراة الجزائر ومصر في ام درمان التي كال فيها الاعلام المصري الاتهامات الجائرة للشعب السوداني بالاعتداء على اللاعبين المصريين والجماهير المصرية عقب المباراة التي انتهت بفوز الجزائر وتأهلها لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا، أو مثل الاعتقاد السائد حاليا في الاوساط السودانية عن دعم النظام المصري للعسكريين على حساب قيام نظام حكم مدنى ديمقراطي في السودان بالتآمر مع السعودية والأمارات!

* تلك بعض الاسباب الحقيقية التي قادت الى حساسية السودانيين تجاه مصر والمصريين، لا يزال بعضها قائما حتى الآن، وهى ليست مجرد حالة ذهنية فقط أو شيطان كامن في نفوس السودانيين زرعه الاستعمار البريطاني، ليستعديهم على مصر، كما تقول الدكتور إيمان الطويل!

الجريدة

‫9 تعليقات

  1. الغزو المصري التركي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! الغزو المصري الانجليزي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    عجبا لكم حتي المثقفين عندنا انطلت عليهم هذه الاكذوبة مصر لم تكن الا مطية للاتراك العثمانيين والانجليز فهم كانوا مسعتمرين من قبل الاتراك والانجليز وكانوا ياخذونهم عنوة وقصبا علي اي جهة يريدون غزوها اذا الصحيح نقول الغزو التركي بالجنود المصريين اما محمد علي باشا خديوي مصر هو تركي عثماني وهو لم يكن مصري المصيبة ان مناهجنا ظلت تذكر الغزو التركي المصري

    1. محمد علي باشا هو الباني عثماني و هو دخل السودان تحت التاج العثماني و حكم اجزاء اخرى غير السودان مثل الحجاز و الشام ايضا باسم الدولة العثمانية
      و قد كان الرجل قاسيا و شديدا و قام بمذبحة القلعة ضد المماليك ( جمع مملوك أي عبد) حيث قضى على حكم المماليك لمصر و الشام و الحجاز باسم الدولة العثمانية

  2. الشعب السوداني لا يثق في المصاروه..
    الشعب السوداني يدرك تماما انه لا يمت للمصاروه باي صلة رغم ادعاء الإعلام المصري وساسة مصر غير ذلك..
    ،،، عرقيا الشعب السوداني يحمل جينات كوشيه افريقيه بينما الشعب المصري هوخليط من غزاة مصر على مدى التاريخ،، هكسوس،،امازيق،،اشوريون،، فرس،، اغريق، ،رومان،، اتراك وعرب واستثني من ذلك النوبه الذين هم اصلا سودانيين ضمهم الاستعمار لمصر…
    ،،، اما عن اللغة العربية تختلف لهجتنا في السودان عن مصر اختلافنا تاما..
    ،،،، نعم نحن مسلمون تابعون للمذهب المالكي بينما يتبع المصاروه للمذهب الشافعي..
    ،،، اما عن العادات والتقاليد فحدث ولاحرج.. ليس هناك ما يجمعنا مع مصر رغما عن غزو المسلسلات المصريه لبلادنا والتي تم استبدالها مؤخرا بالمسلسلات التركيه…
    … حتى الموسيقى في بلادنا والفن الشعبي يختلف عن المصري تماما…
    … أما حكاية المصاهره فالمصاروه يعلمون جيدا انهم تصاهروا مع السعوديين والخليجيين والليبيين بأرقام وإعداد لا تحصى مقارنة مع العشرات من السودانيين الذين تزاوجوا مع المصاروه..
    با ختصار ليس هناك ما يجمعنا مع المصاروه سوي الجيره البغيضه والتي لم تتم باختيارنا..

    1. مبروووووك عفيت منك
      كفيت ووفيت يجب ان يعلم هؤلاء الاوغاد ان هذا هو موقفنا منكم الي ان ترجعوا الي رشدكم حينها يمكن التفكير في التعامل مع هذه الجيرة البغيضة

  3. علينا أن ندرك نحن السودانيين طبيعة الشعوب الاخرى و بالاخص جيراننا في الشمال اي المصريين , فهم مهما عاملوك بمجاملة و بأخوة فان لسان حالهم يقول ( كلوا كاخوان و تحاسبوا كتجار) و بالتالي لن تجد مصريا – على سبيل المثال – يقدم اسم البلد الاخر على بلده , لن يقول لك مصري عند الحديث عن السودان وبلده ( العلاقات السودانية المصرية بل سيقول العلاقات المصرية السودانية و قس على ذلك) .
    أيضا لو كان المصريون في موقع السودان الجغرافي فيما يتعلق بقضية سد النهضة لتركوا اثيوبيا و ( السودان ) في هذه الحال يتصارعان بين بعضهم البعض و ركزوا هم على مصالحهم كبلد ممر و ليس بلد مصب او منبع . أخيرا فيما يتعلق بالحملة الاعلامبة الحالية فان مفادها هو شراء مصر للمنتجات السودانية بثمن بخس بتأمر مع بعض المستفيدين من العملاء و محور الحملة لم يكن العجز في الميزان التجاري مع مصر , فمع هذا الاستنزاف لا يمكن ان نتحدث عن عجز تجاري , يمكن الحديث عن العجز التجاري في حال تمت التعاملات التجارية بدون بخس او غموض.

  4. غريب امرك والله …..مباراة ايه وجزائر ايه …..معقول تكون انت بالفهم دا …..ياخي اعطيني مثال لثورة واحدة سودانية وقفت معها وآزرتها مصر …..وحكم عسكري واحد لم تقف معه وتدعمه مصر… ضد تطلعات الشعب السوداني في الحرية والديمقراطية ….بل حتى انقلاب الترابي / البشير …اول من ايدته مصر …اذ انخدع فيهم النظام المصري ….بان الانقلاب قام به…. ناسهم …على حسب تعبير حسني مبارك وقتها …ومن ثم تم ترويض نظام السفلة بعد ابتلاعه الطعم….بايقاعه في اكبر فخ وخديعة استخبارتية في العصر الحديث …باستخدام جماعات دينية مصرية مخترقة ….في التمثيلية التي تسمى محاولة اغتيال حسنى مبارك في اثيوبيا
    والسؤال لماذا سحب الملف من مجلس الامن
    واخيرا …مرسل اليك تفاصيل القصة الفطيرة …والتي ( اشبه بافلام الكرتون ) على لسان احد حرس حسني مبارك ابان الحادثة …اقتباسا من موقع ..عربي الالكتروني
    (( روى اللواء رأفت محمد الحجيري، حارس الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، تفاصيل مثيرة عن محاولة اغتيال الرئيس الراحل في إثيوبيا، والتي لا يمكن أن ينساها أبدا.

    وبحسب صحيفة “الوطن”، قال اللواء الحجيري إن “مسيرته بجانب مبارك على مدار 23 عاما لم تكن تخلو من الأوقات الصعبة، التي كان أهمها والتي لا ينساها، ما حدث في 26 يونيو 1995”.
    وتابع قائلا: “قبل السفر لحضور القمة الإفريقية، أكدت تقارير أمنية عرضت على الرئيس أن الحالة الأمنية هناك غير مستقرة، إلا أن الرئيس أصر على الحضور بنفسه”.
    وأضاف: “فور الوصول طلبنا من إثيوبيا توفير سيارة ضد الرصاص، ولكنهم قالوا إنهم لا يستطيعون توفيرها، فأحضر الحرس السيارة الخاصة بالرئيس، وسائقا مصريا لها”.
    واستطرد: “خلال تحرك الموكب تفاجأ الحرس بسيارة تقف في طريقه، وتأكد وزملاؤه أنه كمين، وإذ بشخص يتحرك في اتجاه اليمين ممسكا بسلاح آلي يحاول إطلاق النيران على سيارة الرئيس”.
    وواصل حديثه: “بيني وبين هذا الشخص 15 مترا، ولحظة تغييره لخزنة الرصاص، أطلقت عليه من 30 إلى 40 طلقة، ثم أطلق 3 من زملائي النار على المتحركين من جهة اليسار، ونجحنا في القضاء عليهم والعودة مع الرئيس سالمين”.
    وأشار إلى أن “مبارك عقب العودة من إثيوبيا، ونجاحهم في إنقاذه من الاغتيال، والسيطرة على الوضع في دقائق معدودة، كرمهم ومنحهم وسام الشجاعة العسكري، وأهدى طاقم الحراسة الخاصة رحلة حج”.))

  5. مبروووووك عفيت منك
    كفيت ووفيت يجب ان يعلم هؤلاء الاوغاد ان هذا هو موقفنا منكم الي ان ترجعوا الي رشدكم حينها يمكن التفكير في التعامل مع هذه الجيرة البغيضة

  6. مصر قبلة المحتلين لا توجد دولة في حوض البحر الابيض المتوسط إلا واحتل مصر الفرنجة، الرومان، الاغريق، الترك، الفينقين، العراقيين، الفرس، العرب، الكوشيين، الامازيق او الليبيين. وعبيد الترك المتمثل في المماليك .. ثم من 1517 غزا السلطان سليم الأول مصر فصارت ولاية في الدولة العثمانية ثم صار في 1805 واليها الرجل القوي محمد على باشا – يلي صير المصاريا بني آدمين – وهو لم يكن مصريا لا هو ولا عياله ..كان مقدونيا البانيا في 1821 صار محمد علي واليا على مصر والسودان
    وقصة ان محمد علي غزا السودان للمال والعبيد عبارة قصد منها تحقير السودانين وإلا فن مصر كان محكومة قبل العثمانيين بالعبيد الذي سموا تلطيفا مماليك مملوك يعني عبد رقيق مشترى
    في التاريخ لم تحكم دولة بالعبيد اكثر من قرنيين من الزمان غير مصر

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    :: نحن ليس لنا أعداء في المنطقة غير مصر. مصر هي المهدد الحقيقي لأمن السودان ومصالحه وموارده. وإذا كانت مصر هي العدو الطامع في خيرات السودان فلماذا دفاع مشترك مع مصر وضد من!!؟ مصر هي الخطر الحقيقي للسودان .. السودان لا يخشي من اي عدو وقادر على الدفاع عن نفسه اذا لزم الامر. لا عدو له الا مصر ولعلمك السودان يذكر بعكس مصر التي تؤنت في الحديث والخطاب.

  7. غريب امر السودانين يسبون مصر و يحجون اليها بمئات الالاف سنويا و يشترون عقارات هناك امركم غريب و عجيب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..