من هنا تتبدأ الوطنية …ولماذا لا يتحول تجار العملة لتجارة الخدمات !!

عبدالدين سلامة
لا يمكننا انكار وجود وقوة تجار العملة السودانية التي يتحكم فيها مضاربون سودانيون وغير سودانيين بمختلف الأقناعة والأوجه ، وحتي حكوماتنا الشرعية المتعددة القائمة علي أرض الواقع بتلك الحالة الأشبه بفوضي رايس الخلاقة ، تعمل هي الأخرى في تجارة العملة التي جعلتها لاتختلف عن التجار الذين تتظاهر بمحاربة مضارباتهم ،
محاولات الحكومة المدنية والعسكرية لإلغاء دور اي طرف من الاطراف يعني قطع مصدره الذي يقتات منه ، ويدفعه للعمل بطرق تحايلية ملتوبة تكون محصلتها مزيد من المعاناة ، وبما اننا جميعا مضطرون للتفكير بعقل مفتوح لانجاح واقع فرضه اجتياح التعويم كسبيل لحل المشكلة وضرورة تكاتفنا لانجاحها بلا ضرر ولا ضرار ، فإن المنطق يفرض ان الشق السوداني وهو الشق الغالب في عالم مضاربات العملة السودانية بمختلف صنوفها العينية منها وغير العينية كالسلعية الصادرة والاحتياجات القادمة ، فإن المصحلة تفرض ان يتم تحويل تاجر العملة السودانية الذي يعمل في العلن او الخفاء ، إلى مقدم خدماتها في النور والعلن ، وذلك عبر الاتفاق علي نسبة معينة يتحصلها كوسيط خدمة بين الجانب الرسمي والشعبي ، ويتم منحهم تراخيص رسمية او تيسير شروط تقنين الحصول علي تراخيص صرافة وخدمات استيراد وتصدير او وساطات تجارية متعددة الاغراض ، وهو حل لن يرفضه المضاربون السودانيون ، ولن يتأثر مصدر رزقهم بانخفاض او ارتفاع الجنيه وفق ما يفرضه البنك المركزي وبورصته للسعر ، وبذلك نكون قد أغللقنا بابا لأعتى الحروب المتعددة الأجه ، التي تدار في بلادنا بلا رصاص وأو إعلان ، ولكن ضراوتها أشد من ضراوة حروب الدم والراصصاص .
المصالحة الحقيقية يجب أن توقف سلاح تلك الحروب لأنه الأكثر فتكا باثورة وشعاراتها الحقيقية ، ولأنها السبيل الوحيد لجمع مختلف الفرقاء على رأي الثورة وتوجهاتها الفعلية وبكل قناع ، فالثورة ثورة الجميع بلا استثناء ، وحتى من ثارت عليهم الثورة لميخفوا قناعاتهم ولو ببع جوانبها ، وأصبحوا حتى في محاربتهم لها يستخدمون الكثير من أدواتها بلا عن الأدوات القديمة التي كانوا يتعاطونها ، غير أن شحنات البارود التي ترد العاصمة المثلثة على شكل محاربين قادمين ، وورودهم لها كعسكرمدججين بالسلاح ل مدنيين تخلوا عن السلاح وشمّوا سواعد االبناء الذي حملوا السيلاح بمطالب كفلت الورة تحققها في جو من الحرية المدنية والسلام والعدالة ن وحتى قوات الدعم السريع والجش ، كل تلك المظاهر البارودية يجب إبعادها جميعا من عاصمة البلاد ، لأن العاصمة كغيرها من مساحات البلاد تحتاج الإعمار لا الإقتتال ، ولاحاجة للثوار بالسيارات التي لاحمل لوحات ، ولا لمظاهر المواجهات التي تهدد الأمن النفسي للمواطن ، فالأجهزة الشرطية لو تم توجيهها التوجيه الصحيح وفق اشتراات صناعة دولة القانون التي تشارك فيها كل قطاعات المجتمع الفاعلة من إعلام ونشطاء ومؤسسات مدنية ومؤسسات مجتمع مدني لتحقيقها ، فمحاربة الذات لاتورث غير الضعف وكل صنوف المعاناة .
الثورة التي تحتاجها الثورة هي ورة تحقيق شعاراتها الثلاث بعقلاية لا انفعال ، وسلمية لادموية ، فالسلمية عمود فقري قامت عليه الثورة ودفعت مادفعت فيه من أثمان بهظة ولا تزال .
لن ننكر الفجوة الكبيرة بن أشواق الثوار وقادة البلاد ومتنفذوها ومختلف رؤوس قواها السياسية ، وعلى أولئك القادة رغم بشاعة تشوهات النسبة الغالبة ، أن يستثمروا توحدهم في ( الرغبة في الفوز ثقة هذا الشعب ) ويعموا متحدين لتحقق هذا الهدف ، فكلهم بمختلف تبايناتهم مهددون بفقان الثقة ورميهم في مكب نفايات التاريخ ، وعدم استثمار هذا المنفذ سوف يعصف بهم ، فالثورة عندما تغضب تصبح كالقطة لتي تقضي على بنيها ، وفي اكرم والبدوي والمدني وكل المسؤولون السابقون وسابقو السابقون ولاحقوهم المحتملين نمذجا لاخطئها عين وسبحان من يعطي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ، وسوف لن تبقي الثورة ولا تذ على كل من هو دون مستوى تحقق شعاراتها وإن بدى للناس ضعفها ، فالورة لم تضعف في رغبة وآمل الكل ، وقد حققت نسبة مقدرة من الحرية ، ولازلت تتعثر ف اشعارين الآخرين ، ولكنها لم تقف مكوفة الأيدي بدليل كل ماتفرزه الحروب المتعددة الأوجه .
وبعدا عن ماسلف فإن من الملاحظ أن مسؤولي كل دولة يتاهون بأزيائهم القومية ، إلا نحن الذين يستبدله قادتنا بما ليس لنا ، فلماذا لايفرض الزي السوداني للموظفين والموظفات الحكوميين ، وعلى الوزراء في أعمالهم ومقابلاتهم ومشاركاتهم الرسميه ، فمن هنا تبدأ الوطنية ، وفاقد الشيء لن يعطيه مهم كان
وقد،بلغت



