مقالات وآراء سياسية

يا ساسة بلادي الظاهر راحت عليكم !!

محمد حسن شوربجي

فالسياسة ليست حكرا لاحد.
وهي ليست فقط للمتحزبين والثرثارين وتجار الدين وعشاق الكذب.
فهذا الفهم اصبح مغلوطا أيها الاخوة.
فقد ظنت هذه الاحزاب أن السياسة قد خلقت لهم دون الآخرين.
فلم يسمحوا للآخرين بممارستها أو مجرد التفكير للوصول للحكم .
فخيل للغالب والأعم من أجيال ما بعد الاستقلال أن ممارسة السياسة و التحزب هي حكرا لتلك الاحزاب فقط.
ثم كان انقلاب ٨٩ المشؤوم و الاسلام السياسي الذي جاء بوجهه القبيح الكالح.
فظهرت في حياتنا السياسية الكثير من الحركات الجهادية و المقاومة وداعش والقاعدة.
وازداد انغلاق اللعبة السياسية بين تلك الأحزاب ورواد الإسلام السياسي .
و لم يستطع أي منهم الولوج في هذه المنظومة.
فقد عم التهميش كل أطراف السودان.
فكان ذلك مدعاة لموجات احتجاجات شعبية واسعة وثورات لكل الفئات المحرومة شرقا وغربا وجنوبها وشمالا ،
وكم من ثورة شعبية سرقت من لدن هذه المجموعات التي ظلت تربطها صلات قربي ومصالح.
حتى هبت ثورة الوعي في ديسمبر ٢٠١٩ والتي قلبت كل اصول اللعبة السياسية ومعادلاتها رأسا على عقب.
وبدأ ماعون المشاركة السياسية يتسع ويتسع .
وبدأ اهل الغرب والشرق يشاركون في السلطه.
و فتحت كل الأبواب و الحلقات المغلقه.
ولم تعد ممارسة السياسة حكرا لاحد.
فجل من قادوا تلكم الثورة العظيمة وكانوا في الميادين وما بين الترس ليسوا بحزبيين ١٠٠٪
ولا هم شيوعيين ١٠٠٪
و لا تقدميين ١٠٠٪ ،
و لا اشتراكيين ١٠٠٪ .
و لا يمينيين ١٠٠٪ ،
و لا حتى وسطيين ١٠٠٪ .
فقط كانوا مواطنون شرفاء متحررون متفتحون،
وكان من حقهم المشاركة واقتحام حصون تلكم الحصون المنيعة التي ظلت تتحصن خلفها طويلا.
ورغم كل محاولات استقطابهم مرات ومرات تحت عباءات تلك ألاحزاب .
فهناك من تم إسكاتهم بوظيفة حكومية مُغرية فأصبحوا جزءا من النظام،
وهناك من رفض الصمت فأودِع السجون،
ومنهم من غادر البلاد فرارا،
ومنهم من عاد خائفا إلى بيته يترقب من أن يعتقل،
ومنهم من عاد إلى جامعته ودراسته وعمله،
ومازالت الحرب مستعرة ما بين الشرفاء من ثوار بلادي وتلكم ألاحزاب العتيقة الفاشلة والتي ظلت تحكم البلاد منذ الاستقلال
ندعو الله صادقين أن يعم العدل والحرية والسلام والنزاهة والديمقراطية والمساواة كل ربوع بلادنا
وان يتزين وجه السودان القبيح بتلكم الوجوه الشبابية النيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..