مقالات وآراء

هل اب جيقه والجلادين بشر اسوياء؟

 محمد حسن شوربجي

للاسف  الشديد ففي هذه الثورة تحول بعض  رجال الامن الي وحوش كاسرة.
فقد رأيناهم في شوارعنا يقتلون وينكلون في شباب الثورة.
ورأيناهم يقذفون بالشباب في مياه النيل وقد ربطوهم بالحجارة.
وكنت دوما اقول لأصدقائي أن هؤلاء الجنود مرضى نفسيين وجهلة وليسوا ببشر اسوياء.
فمثل هذه الأفاعيل لا تليق بالاسوياء.
لأن الانسان هو جوهر هذه الحياة.
وقتله إثم عظيم.
فهو سر هذا الوجود ،
وهو المتميز وقد خصه الله بالتميز في هذا الكون ،
لكنه متى انحرف عن العلم و المعرفة و الاتزان  يصبح  حيوانا بهيميا  .
وضاع و ضاعت معه كل قيم المجتمع الجميلة ،
ولزام علينا أبعاده عن كل الميولات الفردانية والأنانية و الظلم و الفساد بشتى أنواعها.
حتى تتهادي قافلة الحياة والسلم الإجتماعي و الاقتصادي والسياسي و الفكري الى بر الأمان،
فالانسلاخ الحقيقي هو الانسلاخ من الإنسانية و الهوية و الثقافة و الجذور  والتي  كونت في هذه الحياة رجال عظماء لا يزال التاريخ يذكرهم الى عصرنا الحالي.
فالانسان هو الكائن الوحيد  الذي يعذبه عقله ونزعاته وأحلامه وأطماعه وحاجياته التي تتعدى الحد الطبيعي للعيش والتناغم مع الاستمرار الهادئ في العيش ..
وبعكس الحيوان الذي يمثل  النموذج الطبيعي الخام للكائن الموصوف بالوحشيه المطلقه كما شاءت له الطبيعة في سعيه وأكله ومسكنه وتزاوجه و معاركه .
فالحيوان لا  يعرف كالانسان الجشع ولا الهواجس ولا الرعب  ..
ولا يعرف الخير ولا الشر.
وان كنا  احيانا نجد في حياة الحيوان مواقف رقيقة جدا  وعطف وشفقة نحو صغارها .
رغم ان هناك الطب البيطري وقد  خلق ليعالج الأمراض والآفات الجسدية للحيوان وان كان لا يخرجه عن حيوانيته.
ووحده هو العقل رمانة حياة الإنسان فبه تستقيم الحياة.
ومنذ زمن قال الشاعر العربي”ذو العقل يشقى في النعيم بعقله,واخو الجهالة في الشقاوة ينعم” ومع الاسف الشديد مازال هذه البيت  يعبر عن الواقع الحياتي بصفة عامة والواقع خاصة.
فكيف تصبح حياتنا رهينة لثلة من العسكريين الجهلاء.
وليس كل الأمر مقتصرا على هؤلاء العسكريين  فبعض حياتنا قد أصبحت رهينة في  يد  الكثير من الاميين .
فاصبح الامي يقود المتعلم ويفرض عليه افكاره البسيطة
وترى المتعلمين المثقفين يضربون في الطبول ويسوقون افكار الاميين الذين يتنعمون في الجهل وبالتالي اصبح الجهل نعمة حتى للمثقفين والمتعلمين واصبح المال والاغلبية هي من تفرض نفسها وهي من تقود المجتمع.
وهنا كنت اتمني دوما ان تتبدل كل شاكلة أولئك الآمنيين الذين كانوا يمارسون القتل والتنكيل في ربوع بلادي.
وان نرتقي ولو قليلا بهذه المجموعات علما وثقافة وتنويرا ووعيا.
ونغرس في نفوسهم كل جماليات الاخلاق.
فلقد ترسخت في النفوس امثلة اب جيقه وقتلة المعلم وكل من كانوا جلادين في موقف شندي كامثلة قبيحة للبشر.
أعوذ بالله من قتلة النفس.

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. سمعنا فى التاريخ القديم والحديث ان شخصا واحد قتل 29 شخصا ولم نسمع ب29 شخص قتلوا شخص واحد الا فى عهد عصابة البشير (قتل المعلم أحمد الخير ) حتى خاشقجى السعودى قتله 15 شخص

  2. الزميل الاعلامى محمد حسن شوربجى
    وافر العرفان
    عاطر الامتنان
    فى البدء اسمك يذكرنى برئيس اتحاد دنقلا الثانوية دورة ( التتجمع الطلابى بالعام 1987/1988..عماد الدين شوربجى..جذوره من المحس ..اظنه كان عضوا بالجبهة الديمقراطية بالرفاق بدنقلا الثانوية كانوا يعملون تحت راية ( التجمع الطلابى ) او احياينا تحت اسم ( المستقلين ) و لا ادرى لماذا رغم اننا حينها كنا نعيش ايام الديمقؤاطية الثالثة بل حتى التيار الاسلامى كان يعمل تحت زاجهة جمعية التربية الاسلامية..
    السؤال هل لك صلة به ام مجرد تشابه اسماء

    ناتى لمقالك عن ( داء السادية ) و التلذذ بتعذيب الاخرين ..فعلا الشخصية السوية لا تتلذذ بتعذيب الاخرين ..الادهى و الامر ان قتلة احمد الخير كاناو يهتفون انهم اسود اثناء النطق بالحكم و اللانكى ان احدهم اعترف بان مهنته فى الجاز هى الاغتصاب ؟؟؟؟!!!
    نعم ..المحير انبعض الامنجية حاليا لديهم حسابات باسمائهم الحقيقية و يجاهرون بمعارضة ( حكومة الفترة الانتقالية) لاول مرة فى حياتى ارى امنجيا معارضا للنظام الحاكم ..هذه الصورة مقلوبة يجب تعديلها…!!!!
    بل بالفضاء الاسفيرى بعض الرتب العسكرية بقوبات الاهل الممتدة يكتبون دوما ضد الحكومة الحالية جهارا نهارا بالرغم من انهم ما يزالون على راس العمل بالقوات النظامية ( جيش ..شرطة ..امن )
    بالتالى واجب المرحلة اعادة هيكلة كل القوات النظامية مع فصل كل من يعبر عن لونه السياسى ..فشرف الكاكى يتحتم على اى شخص منتم لهذه القوات ن يكون مستقلا و محايدا..و ليس منتميا لحزب محظور و تنظيم سرى ( محلول)
    تحيايتى و ودى

    1. لك التحيه يا دكتور
      وأرجو أن أقول إن الأسرة منتشره في بعض مدن السودان وانا من حلفا وهناك شوربجيه حتى في فلسطين وسوريا ومصر وهناك رواق ومسجد في المسجد الأقصى باسم الشَوربجي.
      ونعم انا معك فالحل في الهيكله ولكن مع الهيكله لابد أن تتبدل المعادلة القديمه ويجند من هم متعلمون وليس الغير متعلمون وتلك العقليات التي تعكس جهلها قتلا وسحلا للابرياء فهل يعقل أن يجند امثال من ضربوا الضابط ونقول أن لدينا جيش نفتخر به.
      أو أولئك الرعاع الذين قتلوا الشهداء في ساحة الاعتصام وبدم بارد.
      قيل ايام خرج علينا عبد الرحيم دقلو ليبرئ جنود الدعم السريع من جريمة فض الاعتصام بأنهم كانوا يحملون عصى رغم أن عربات الدعم السريع التي جاءت أمام القيادة قبل فض الاعتصام كانت مدججة بالسلاح وهذا هو الجهل بعينه
      فان كانت هذه هي عقلية قائدهم فكيف سيكون الجندي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..