مقالات وآراء سياسية

قبل السقوط – أحزاب قحت فى امتحان الشعب – المجلس التشريعي !!

عمر عثمان

استطاع الأستاذ المثقف ان يجد مقعد في حافلة وسط ازدحام و طقس ممطر , المركبة مليئة بالواقفين والجالسين , ثم شجار بين الركاب و الكمسارى , بعض الركاب احتجوا على رداءة الكراسي و جانب منهم على الحمولة الزائدة و اخرون على الاوساخ و التسعيرة و العربة تسير من حفرة الى اخرى فى بطء و مهلة و ضجة و جلبة و صياح و غضب و نقاش , الاستاذ يدخل فى المشادة و يتزعم مطالب الركاب بالتسعيرة ثم الفاظ بذيئة من السائق و الكمسارى يغضب حضرة المحترم و ينزل غاضبا فى ربع المسافة ليواصل راجلا فى طقس بالغ الصعوبة , لكن لم يتأثر او ينزل معه احد , انتهت مطالبه بالغضب و ترك الجمل بما حمل .

قبل فض الاعتصام عرف العسكر , المعلومات التى لديهم أن هذه الأحزاب نفوسها صغيره , أحزاب متنافرين متباغضين , مستعدة للغدر و المكر , كل همها كم ستكسب من المناصب , و انها لن تشارك حديث مخادع بينما كان يدخلون اعضاءهم عبر بوابة الكفاءات ثم يحيطون بالمسئول , لا قواعد لدى الأحزاب , الذي كان يسيطر على الشارع تجمع المهنيين و لجان المقاومة بالأحياء قبل السقوط , ثم تصدر المشهد كبار السياسيين المتحزبين قيادات هذه الأحزاب , ضعف قحت و هوانها جعل الاستخبارات الداخلية و الخارجية ترى مشهد ضعفاء و اختلاف قحت ما بعد السقوط , اعطوا الضوء الاخضر بفض الاعتصام , ثم ظهر الى العلن مرة اخرى تجمع المهنيين و لجان المقاومة فى الشارع , بعد تغلب الشارع على الأحداث , لجان المقاومة و المهنيين تفوض بغباء قحت لتعتلي المشهد مرة اخرى .

تهافتوا على المناصب كأطفال مشردين وجدوا وليمة , كل طفل يكبر لقمته ليصيب أكبر قدر من الطعام لملء معدته ثم العظم الذي فى منتصف الصحن يتشاجر عليه كبار الأطفال بين السب و اللعن و الضرب و الركل , أما الخيرون الطيبون الذين احضروا المائدة تم دفعهم بعيدا عن الوليمة و لا حيز صغير لدخولهم , لم يحتاج العسكر لكثير عناء , جعلوا الأحزاب تتصارع مع بعضها , وأضعفت بعضها بعضا , أما تجمع المهنيين قسمته الاحزاب الى قسمين , قسم موالى لها للحكومة و نصف آخر فى خانة العداء حتى الاجتماعات لا يدعى لها , اما لجان المقاومة, لم تكن أحسن حالا اخترقها متحزبين , هم الآن من سيدخلون المجلس التشريعى اولئك الأبالسة من الأحزاب السياسية بينما الغير مرغوب فيهم الذين يطالبون بمتطلبات الثورة خارج التشكيل .

الحزب الكبير مثل ذلك الاستاذ الذي ترك و ( حرد ) مقعده و نزل فى وسط الأجواء الملبدة بالأمطار و الغيوم , اما لجان المقاومة و المهنيين فهم اولئك الطيبون الذين اعدوا للمشردين تلك المائدة , ثم حجبت عنهم المائدة , قبل السقوط مرة اخرى و تكوين المجلس التشريعي الذي يفترض أنه يمثل الشارع , وبالرغم من تاكدى و يقينى لا أحد يسمع و لا اخر يعيي , يجب دخول كل المكونات دون فهلوة و لعب على الذقون المجلس التشريعى فهو اخر فرصه لنجاح شعارات الثورة , من يسأل عن متطلبات الثورة هو المجلس التشريعي , اما التظاهر و المطالبات كما نشاهدها الآن لا احد يسمع لهم فالحكومة جلدها تخين , على المجلس السيادى ان ترفع له كشوفات من الكل لتدفع الأمور الى الأمام و إرضاء الشارع و لو بقليل قيادات الشعب الحقيقية , لاوقت للانتظار او الحردان او الغضب ما لم تدخل الاطراف الى حلبة الحكومة لا مطلب سيتحقق , لا يفوتنى ان اهمس فى اذن الحزب الكبير و تجمع المهنيين و لجان المقاومة بأن يدخلوا الى المشهد بدلا من الوقوف في ساحة المشجعين و المتفرجين فغضبهم من على البعد لا يسمعه اللاعبين و لا يعدو سوى دلوكه داقه بعيد .

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..