من المؤكد آن الأمطار ستبدأ في الهطول على مرتفعات الهضبة الإثيوبية مع بداية أبريل المقبل، والآن إثيوبيا أكملت إستعداداتها للملئ الثاني لخزان سد النهضة دون سابق إنذار للسودان. وعلمًا بأن إثيوبيا شرعت رسميًا في تجهيزاتها لإغراق السودان كما فعلها في موسم أمطار السنة الماضية، حيث إنهم يحبسون الماء منذ بداية موسم هطول الأمطار في مرتفعاتهم الجبلية بعد عدة أيام من اليوم وتبدأ في التراكم لتصل إلى آلاف الأمتار المكعبة، ومن ثم يقومون بفتح منافذ السد لتتدفق على شريط النيل الأزرق مع تزامن موسم هطول الأمطار في السودان عند منتصف شهر يوليو وأغسطس لكي تحدث فيضانات وسيول لإحداث دمار وخراب المنشآت، المشاريع الزراعية وتهجير السكان كما حدث في خريف العام الماضي عند الملئ الأولى للسد وتفريغها دون تنبيه الحكومة السودانية وسكان شريط النيل الأزرق الذين يقدر أعدادهم بأكثر من عشرون مليون نسمة.
رغم ضعف إمكانيتنا إلا إننا لدينا القليل من الخبرات لمعرفة، ملاحظة ومتابعة منسوب النيل. فعبر ملاحظة إنخفاض منسوب مياه النيل الأزرق تؤكد بشكل قاطع عن بدء شروع إثيوبيا في ملئ خزانها، ففي تلك الأيام تعطش المشاريع الزراعية وتجف الترع في السودان وتصاحبها عدة مشاكل تتمثل في الرى وخاصة المروي وتصاحبها تعكر لمياه النيل الأزرق وغيرها الكثير من مشاكل الموارد المائية.
لذا يجب على حكومتنا إتخاذ التدابير اللازمة التي ستصاحب مشاكل إنخفاض مياه النيل والضغط المستمر لحكومة إثيوبيا وإتباع كافة الوسائل المتاحة التي تؤدي إلى توقف إثيوبيا من ملئ السد في موسمها الثاني على التوالي دون والصول إلى إتفاق ترضي السودان وترد لها حقها في مياه النيل والحد من الأضرار التي تنتج عن ذلك؛ ففي العام الماضي حصلت لنا في السودان جفاف حاد وإنخفاض لمياه النيل منذ إبريل وحذرنا الحكومة من مخبئ ذلك ولكنها لم تستجيب للتحذيرات ولم تعمل بالنصائح وإستمرت في صمتها ودفن رأسها في الرمال ونحن كنا نعيش حالة الجفاف والعطش المستمر، وفي نهاية يوليو وأغسطس بدأ إثيوبيا في فتح أبواب سدها وغمرت أجزاء واسعة من السودان بعد تأكيدها بهطول الأمطار في الخرطوم ومشروع الجزيرة التي تعد قلب السودان النابض، فدمر المرافق والبنية التحتية في المناطق التي تقع بالقرب من شريط النيل الأزرق ومنطقة الملتقى “المقرن”
ومن المتوقع أن تشهد السودان في مقبل الأيام إنخفاض في منسوب كمية مياه النيل الأزرق وجفاف في الترع مع إستمرار قطوعات شبكات محطات المياه التي تقع على النيل الأزرق وتزويد المدن والقرى بمياه الشرب، وتستمر هذا الجفاف إلى بداية منتصف الخريف فتتملئ الخيران والترع بمياه الأمطار وتعوض النقص، وبعدها ستحدث غرق وفيضانات لمناطق كثيرة ولم تسلم منها مناطق نهر النيل والنيل الأبيض حتى الجزيرة آبا، نتيجة لتدفق النيل الأزرق ذات المجرى العميق بسرعة عالية بفعل تدفق كميات كبيرة من مياه السد فيها، فتضغط على مياه النيل الأبيض وتوقفها من المرور عند منطقة المقرن فتحدث فيض تغرق الخرطوم أولًا من منطقة توتي، والسرعة العالية للنيل الازرق البسبب المبين أعلاه تؤدي إلى إجبار النيل الأبيض من السير فترجع تفيض من منطقة الملتقى كما ذكرنا أنفًا، وتستمر في التدفق البطئ كما هي طبعها نتيجة لقدومها من منطقة بعيدة “بحيرة فكتوريا” بدولة بورندي وتتاثر بفيضها عدة مناطق التي تقع بالقرب منها حتى منطقة الحزيرة آبا بولاية النيل الأبيض وتحدث خسائر في المنشآت، والمزارع ولم تسلم من فيضناتها الإنسان والحيوان إن لم تضع لها خطة محكمة مسبقًا وإجلاء المواطنيين.
وإثيوبيا تغرق السودان من أجل تخفيف الضرر التي تحدثها لها ملئ سدها في أراضيها وأيضًا لإرغام السودان من التنازل عن المطالبة بحقها من مياه النيل لكي يصل معها لإتفاق ترضيها دون أن ترضي السودان ومصر.
وأسلوب إثيوبيا في إبتزازها للسودان عن طريق دعم معارضين، التعدي على الحدود السودانية ودعمها لنشاط ترويج وتجارة المخدرات وتهريب السلع، والتدمير الممنهج للاقتصاد السوداني، وإدخال عشرات الملايين من فتياتها وشبابها إلى السودان ماهي إلا أسلوب للتركيع والإحتلال الممنهج للسودان والطمع في تربتها الخصبة وأرضها الواسعة.
والمؤسف والمحزن حقًا حكمتنا ووزارة داخليتنا لاتنتبه لهذه المؤامرات، والأغرب حتى الشباب الذين نأمل فيهم لفهم المتآمرين على السودان لاتسع صدورهم وعقولهم لملاحظة هذه المؤامرة بالرغم من هنالك دول كثر تسعى جاهدًا لإفشال حكوماتنا وتدمير اقتصادنا من غير إثيوبيا كمصر والإمارات إلا أن مؤامرة إثيوبيا هي الأخطر في التدمير والتغيير الديموغرافي للبلاد وسكان مناطق الإنتاج العالي والعاصمة؛ عن طريق إدخال الملايين من إناثها وشبابها وهذه باينة للعيان في الخرطوم والكثير مننا يفهمها بأن هؤلاء يتوقفون في السودان كمنطقة عبور فقط كما ذكرتها في مقال سابق، ولكن لأسف هؤلاء إستجلبتهم إثيوبيا وتدعمهم بمختلف أشكال الدعم من أجل إحداث تغير ديموغرافي في المناطق المذكورة أنفًا والتوسع لاحقًا.
ومشكلة مياه النيل مشكلة معقدة جدًا ولكن إذا أمد الله لنا في العمر سنخوض فيها بالتفاصيل المملة في وقت لاحق، مثلها ومثل مشاكل المخدرات والسلاح في السودان.
مهندس يوسف ..
احسنت وابدعت واشرت الي أشياء في غاية الاهميه
بالتوفيق …