مقالات وآراء سياسية

علامات وظلامات..!

عثمان شبونة

* لم يكتفي التنظيم الإسلاموي في السودان بتدمير المشاريع العملاقة كالجزيرة (بكل أقسامه الحيوية) والنقل النهري؛ والسكة الحديد وغيرها من رواسخ الإقتصاد؛ بل امتدت أياديه النجسة تحطيماً لصروح التعليم وتحويلها إلى (سوق نخاسة) ومزابل تستوعب نفاياتهم من (المجاهدين الكذبة) وكل نطيح ينتمي للجماعة التي تتاجر بالدين والشعارات.. فالإنتماء هو المؤهل والضوء الأخضر للعبور في مؤسسات التعليم (طالباً أو أستاذاً) مهما كان المنتمي بليداً أرعنا.
* في رأيي أن محو مخلفات وجرائم الإخوان المتأسلمين في مجال التعليم وصروحه يحتاج لمجهود جبار؛ عسى أن يُجبَر الضرر الذي لحق بالكثيرين ممن لم يكن لهم شأن بالتظيم الإجرامي الذي حكم من 1989م وإلى 2019م.. ومن بين الذين أصابهم الضرر ووصلتنا ظلامتهم أساتذة كرام؛ هُم خريجو جامعة أمدرمان الإسلامية ــ كلية الآداب.. أكثر من (20) خريج بعثوا بهذا الخطاب في أكتوبر من العام 2020م إلى عميد كلية الآداب بالجامعة المذكورة.. يقول كاتبوه: (نرفع إليكم هذا الخطاب راجين من سيادتكم رفع الظلم الذي حاق بنا؛ نحن خريجو كلية الآداب بجامعتكم العامرة لعام 1998م؛ والذي يتمثل في تضررنا من تغيير درجة العلامات الذي حدث في العام الدراسي 2002 ــ 2001م. كان القرار سياسياً بامتياز لتمكين منسوبي المؤتمر الوطني حتى يتم تعيينهم في مؤسسات التعليم العالي بهيئات التدريس؛ حيث أن أهم شرط للإلتحاق بهذه المؤسسات كحد أدنى هو تقدير “جيد جداً”؛ وعليه؛ قد خلّف هذا القرار عبئاً نفسياً ثقيلاً وحنق ومرارة).
* إنتهت الفقرة الأولى من الخطاب؛ مشفوعة بجدولين سنوردهما بالتفصيل؛ أحدهما لمفتاح التقديرات القديم (حسب لائحة 1985م) والجدول الآخر لمفتاح التقديرات الجديد حسب لائحة (2002 ــ 2001م).
* منذ تاريخ الخطاب ظل مقدموه يظنون خيراً في المُرسَل إليه؛ ومايزال الغبن في نفوسهم.. يطمعون في إزالة التمكين الذي بقيت آثاره تطاردهم..!
(2)
* لأن أوساخ النظام القديم ماتزال عالقة بالجامعات ودور التعليم وغيرها؛ وجدت مساعي الخريجين أهل الظلامة تعنتاً؛ فلم يكترث لها العميد السابق لكلية الآداب بجامعة أمدرمان الإسلامية؛ كما لم يجدوا حلاً ناجعاً من العميد اللاحق.. وظلوا يسددون ثمن فترة (التمكين الإخواني) داخل الجامعات؛ والذي انعكس في ترفيع الفاشلين المنتمين للعهد البائد على حساب البقية.. ولكي نضع القاريء في صورة الظلامة الخاصة ببعض خريجي آداب الإسلامية؛ نكمل ما ورد بهذه الفقرة من خطابهم للعميد السابق: (نظراً لما نظنه في شخصكم في إزالة الغبن عن نفوسنا وإنزال شعارات ثورة ديسمبر المجيدة على أرض الواقع وإزالة التمكين؛ نرجو منكم مضاهاة تقديراتنا بتقديرات لائحة (2002 ــ 2001) برفع الظلم عنا).
* للمعلومية؛ فإن مفتاح التقديرات القديم حسب لائحة 1985م كان كالآتي: (ممتاز: 100 ؛ 90 ــ جيد جداً: 89 ؛ 80 ــ جيد: 79 ؛ 65 ــ مقبول: 64 ؛ 50).
* أما مفتاح التقديرات الجديد حسب لائحة 2002 ــ 2001 فقد كان كالآتي:
(ممتاز: 100 ؛ 80 ــ جيدا جداً: 79 ؛ 70 ــ جيد: 69 ؛ 60 ــ مقبول: 59 ؛ 50).
* مؤخراً تلقى المتظلمين من عميد الكلية الجديد ما يفيد بأنه غير مسموح بتطبيق القانون بأثر رجعي؛ بالرغم من أن خطابهم كان يطالب بمضاهاة فقط وليس بتغيير العلامات.. وتواصل بعض الأساتذة بالجامعة؛ ووجدوا إفادة بأن الشؤون العلمية بصدد استخراج شهادة ممهورة بختمها توضح فيها المفتاح القديم بجانب الجديد.. ولكن يظل الهاجس في سؤال: هل ستكون شهادة معتمدة من وزارة التعليم العالي؟ وهل لها الوزن المطلوب في المؤسسات ذات الصلة؟!
* الملاحظة في المفتاحين هي فرق الأرقام بين القديم والجديد؛ مما يوضح خبث من كان التعليم ألعوبة بأيديهم؛ واستهانتهم بأمره لمصلحة (كائناتهم) الذين يسمونهم زوراً (المجاهدين).
أعوذ بالله

ـــــــــ
المواكب

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..