مقالات وآراء سياسية

الخرطوم و القاهرة… ديربي وادي النيل ..

احمدادم حسن عبالله

مصطلح الديربي في كرة القدم مصطلح شائع على مستوى العالم ابتدأ من الفرق بالأحياء السكنية إلى مستوى المنتخبات في العالم.
و هي علاقة الندية الكاملة التي لا يتقبل في سوى الفوز و أحيانا التعادل لكن الخسارة ليس لها من قبول عند أنصار الفريقين و حين تحدث تكون لها عواقب وخيمة من إقالة الإدارات و الأجهزة الفنية وصولا إلى تجديد دماء الفريق المهزوم بمغادرة لاعبين قد يكون قائد الفريق نفسه ضمن المغادرين و بعض من الاعبين مع تجديد كامل شامل من أجل مقبل المواجهات مع الفريق نفسه.
علاقتنا مع القاهرة هي علاقة ديربي كرة القدم لذلك كل مسئول عليه أن يدرك هذه الحقيقة من رأس الدولة إلى أدنى شخص في ترتيب السلم الحكومي و إذا لم يجد في إمكانياته ما يؤهله ليخوض ذلك الغمار فعليه الرحيل و التنحي لإفساح المجال لمن له المقدرة و اللياقية السياسية التي تجعله يقدم مردود مشرف يمنع الهزيمة و يعمل على الحصول على الفوز و نقاط المباراة كاملة.
تاريخيا و منذ مئات السنين كانت علاقة الخرطوم و القاهرة تبني على هذا الأساس منذ بعانخي وصولا إلى الزمن الحالي، و مع التقارب الجغرافي و تشابك القضايا ذات الاختلاف من قضية حلايب و شلاتين إلى القضايا الاقتصادية و السياسة الأخرى.
في الزيارة الأخيرة للرئيس السيسي للخرطوم أراد الحصول على مكاسب و طرح بعض المغريات في مجال الربط الكهربائي الذي كان يجب أن يحدث منذ إنشاء السد العالي مع العلم بأن الخرطوم قدمت مدينة حلفا التاريخية لتكون قربان يرقد تحت بحيرة السد التي تتمدد داخل أرض السودان و لكن للأسف لم يحدث ذلك و لم نحصل حتى على كهرباء تكفي لشحن موبايل 3310 أو الحصول على كيلو من الأسماك تكفي وجبة لشخص واحد من سكان مدينة حلفا.
و خيراً فعل البرهان في عدم الذهاب إلى المطار لاستقبال السيسي و أيضا فعل خيرا حين وضع علم السودان فقط و غاب العلم المصري في لقائه بالسيسي كرد مماثل لما فعل السيسي حين استقبل البرهان في آخر زيارة له للقاهرة.
طلب السيسي بأن تستمر قوافل الثروة الحيوانية برفد الاقتصاد المصري بمدخلات الإنتاج الحيواني لتستمر في الحصول على قيمة مضافة لا ينال منها السودان سوى الفتات أو لا شيء مطلقا مع ديباجة منتج في مصر.
من أجل ذلك على الدولة انشاء بورصة عالمية و بالعملة الصعبة متضمنة القيمة المضافة على قوافل الثروة الحيوانية لكل من يطلبها حتى نحقق مكاسب اقتصادية حقيقة و لكن ليس على مفهوم اننا مجرد حديقة أو مزروعة خلفية للاقتصاد المصري.
من هنا و مع التغير الحقيقى الذي يلون هذه المرحلة بالسودان يجب أن تطرح كل القضايا و التبادل الاقتصادي على أساس ندية ديربي كرة القدم و ليس على مفهوم اننا شعب مسكين نمتلك من الأراضي التي نطرحها من اجل الاستعمار المجازي أو الاستعمار الحقيقي أو بالتغاضي عن الأحتلال الذي ينال بعض من أراضي السودان مثل حلايب و شلاتين.

#سنعبر و#ننتصر حتما

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..