أخبار السودان

موسى هلال بعد خروجه من السجن: البلاد ما تزال تحتاج إلى إصلاح في كل جوانبها

++ في زحمة من المهنئين والمستقبلين وزغاريد النساء، خرج الشيخ موسى هلال بعد غياب قسري يقترب من الأربعة أعوام، وبالرغم من الفترة الطويلة التي أمضاها في السجن، إلا أنها لم تنل من الشيخ كثيراً، الوجه عامر بالابتسامة، وفوق ذلك، ظل كما هو في قلب مناصريه، زعيماً كبيراً ولاعباً أساسياً في قضية البلاد، تنطلق بإطلاق سراحه طاقات جهود كبيرة نحو السلم والمصالحة الاجتماعية التي يحتاجها السودان.
في هذا الزحام والإبل التي تنحر كل هنيهة وأخرى فرحاً بخروج شيخ العرب، استطعنا استنطاق الشيخ موسى هلال، والناظر محمود موسى مادبو الذي قاد المبادرة الناجحة في تسوية القضية، وعضو هيئة الدفاع عن الشيخ هلال الفاتح الخضر الكاشف، وخرجنا بإفادات مهمة تكشف بعضاً من القضية الملتبسة، وكذلك أجابنا هلال عن الوجهة المستقبلية التي سيتخذها، فإلى تفاصيل لقاءات “الجريدة” الحصرية:

الخرطوم: حافظ كبير

أولاً، حمدا لله على سلامتك، ماذا أنت قائل بعد خروجك من السجن؟

– السجن سنة قديمة وباقية، سنة سيدنا يوسف، وسنة الأولياء، فالإمام مالك والإمام الشعراوي كلهم سجنوا، والسجن أيضاً يصقل الرجال، وبالرغم من مفهوم الناس له، لكنه يعطيك فرصة يمكن أن تقرأ فيها وتتعبد وتذكر الله كثيراً، وفيه فضائل، هو سنة قديمة وباقية، وإن شاء الله الآن بعد خروجنا من السجن، قابلنا الجمهور والأهل والأسرة منذ ثلاثة سنوات ونيف، وحقيقة الواحد ممتن ومبسوط بالخروج من السجن.

+ هناك سؤال يتبادر لذهن كل متابع، ماذا سيفعل الشيخ موسى هلال بعد خروجه من السجن؟

– ضاحكاً، شيخ موسى واحد من السودانيين وأهلهم، وواحد من كيان المجتمع، وهمي الأول والآخر هو ألا يحدث بين أهلي فتق وأن يظل كيانهم متوحد، كما تركه أجدادهم، وألا يتفكك، وأن تكون العلاقة بينهم توادد وتراحم وبمحبة وعفو، والصلح خير، والإنسان إذا اصابته مصيبة كما يقال: “من عفى وأصلح فأجره على الله” وبالنسبة للمجتمع السوداني كله، فهو مقبل على سلام وتسامح، ونسال الله أن تستقر البلد ويكون فيها تسامح.

+ عندما دخلت السجن، كنت غير راضٍ عن أوضاع البلاد؟

+ والله شوف، أنا عندما دخلت السجن مش مسألة راض أو غير راضي، لكني كواحد من أعيان البلد، كنت أسعى للإصلاح وأدعو له، إصلاح سياسي واقتصادي ومجتمعي، وكذلك كنت أسعى لتوقيف الحروب، وهناك أشياء مفتعلة من بعض السياسيين، كنت أدعو لأن يكون هناك اصلاح شامل للبلد، وهذا هو الطريق الذي سنسير فيه في المستقبل، وندعو لوحدة الناس والتعايش السلمي، وندعو كذلك ناس الحكومة في أن يحاولوا تخفيف عبء المعيشة والضائقة الاقتصادية على المواطن، وهذا حال أي مواطن سوداني.

+ هناك جهات كثيرة يهمها أن تسمع منك تفصيلاً؟

– أنا كما قلت سعيد بخروجي من السجن، وهذا فضل الله على الخلق، وأشكر كل من ساهم في معالجة الإشكال الخاص بيني وبين بعض إخوتي، سياسيين أو من الاهل، ويأتي على رأس هؤلاء الناظر محمود موسى مادبو، وهيئة الدفاع ممثلة في الدكتور عادل عبد الغني، وكل المحامين المحترمين، وكذلك أشكر إخوتي في السلطة، رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والأخ النائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، ومعاونيه، الأخ قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو، وكل الاخوة الذين شاركوا في هذا الأمر، والشيخ محمد حاج حمد كدباس، وغيرهم ممن قاموا بجهود كبيرة.

+ هل من خطوات محددة سيقوم بها الشيخ موسى هلال؟

– هي خطواتي القديمة التي ولدت خصومة بيني والنظام البائد، طرح المصالحات الاجتماعية والإصلاح السياسي والاقتصادي، وكنت أتكلم في هذه الجوانب، لكنها يمكن أن تكون قد فسرت بطريقة خاطئة، لكن في النهاية قادت هذه القضايا إلى اسقاط الحكومة، وحتى الآن أقول بأن البلد تحتاج إلى إصلاح في كل جوانبها، الجوانب الاقتصادية ومعيشة المواطنين والاستقرار الأمني.

+ ما هي رسالتك للمجتمع في ظل هذه الأوضاع؟

– نحن تجاوزنا هذه المحنة بالصبر والمصابرة والحمد لله، وهذا على المستوى الضيق، لكن نتمنى أن ينصب جهدنا على مستوى الوطن، أنا أرجو أن تنعكس هذه الخطوات على استقرار السودان، وأتمنى السلام بالنسبة لوطننا الحبيب والتسامح، ورسالتي للناس أن تترك المشاكسات وتصفية الحسابات والمصالح الضيقة وتنظر للبلد، وللوطن كوطن، وأن نسعى جميعنا جاهدين في أن يمضي الوطن للأمام، ونسأل الله أن يخفف على المواطن السوداني معاناته في جميع نواحي الحياة.

الجريدة

‫3 تعليقات

  1. نفس العقلية الشمولية التي تربي عليها في كنف المؤتمر الوطني (حاضنته الأساسية).
    لم يهنئ الشعب السوداني بثورته، بل كعادة آخرين مثله، حاول ان ينسب التغيير الذي انجزه الشعب السودانى كواحدة من أعظم الثورات، حاول ان ينسبه لتحركاته التي كان الكل يعلم الغرض من ورائها. ولم يذكر الحكومة المدنية بحرف واحد ولا رئيس حكومتنا المدنية. وبالمقابل شكر اللجنة الأمنية من برهانها الي حميدتيها واخوه.
    نحن لا نرجو ممن كان سببا في زعزعة امن واستقرار اهلنا في دارفور، وممن ساهم في اطالة امد الاسلاميين، لا نرجو ولا نتوقع منه أن يهلل لثورتنا ويرحب بها، لأنها أصلا ضد تطلعاته وتطلعات أمثاله. فهنيئا له العيش تحت رعاية اللجنة الأمنية وتحت كنف ورغد قريبه وعرابه في قادم الأيام. وحمد الله علي السلامة.

    1. نسيت أن أذكر، بأنه لم يترحم علي شهداء الثورة ولم يتمني الشفاء للجرحي ولم يدن مجزرة القيادة العامة التي راح ضحيتها خيرة شباب وشابات الثورة غدرا وهم صيام.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..